كلمات متقاطعة تهز أكبر أجهزة الاستخبارات.. ما القصة؟
كلما تزايدت وتيرة الحرب تزايدت الحاجة إلى تقليل الأخطاء إلى الصفر من أجل تحقيق النصر وخداع الخصم.
لكن الصدفة ضربت مبدأ السرية وأي وسيلة للحفاظ عليها في الحرب العالمية الثانية، إذ وصلت معلومات شديدة الخطورة إلى أعمدة الكلمات المتقاطعة في إحدى الصحف البريطانية الشهيرة.
وفي 6 يونيو/حزيران 1944 بدأ الحلفاء الغربيون غزو أوروبا الغربية من بوابة نورماندي في فرنسا، من أجل إنهاء الرايخ الألماني ووضع نقطة النهاية للحرب العالمية الثانية.
ومن أجل الحفاظ على ميزة المفاجأة تم التخطيط للعملية في سرية تامة، ولم يكن هناك الكثير من الأشخاص على علم بالتفاصيل سوى عدد قليل فقط من كبار الضباط.
لكن في 2 مايو/أيار، قبل بداية إنزال النورماندي بنحو شهر ضربت الحلفاء موجة من القلق الشديد، بعدما ظهرت سلسلة كاملة من الكلمات الرمزية المتعلقة بالعملية في الإجابات على لغز الكلمات المتقاطعة لصحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية.
وشمل ذلك كلمة "أوفرلورد" اسم العملية نفسها، ونبتون (مرحلة الهجوم البرمائي)، ومولبري (وهو الاسم الذي أطلق على الموانئ العائمة السرية للغاية التي طورها الحلفاء).
وسبق ذلك، الأسماء الرمزية لثلاثة من شواطئ الغزو الخمسة في نورماندي، والتي من المقرر وصول قوات الحلفاء إليها، وهي: جولد، وجونو، وسورد.
آنذاك.. كانت تعتبر هذه الكلمات شائعة في الكلمات المتقاطعة، ولذلك تم تجاهلها إلى حد كبير من قبل وكالات الاستخبارات كصدفة.
لكن بعد زيادة وتيرة "المصادفة" وظهور هذه الكلمات لأيام متتالية تخوف الحلفاء من أن يكون جواسيس الألمان قد تسللوا بطريقة ما إلى أعلى مستويات الجيش البريطاني.
لذلك.. أخضعت المخابرات البريطانية ليونارد داوي، الرجل الذي جمع ألغاز الكلمات المتقاطعة وأجاب عنها بشكل نموذجي، للاستجواب.
وأصر داوي، ناظر مدرسة ستريند في إيفنجهام-ساري بإنجلترا، على أنه لم يرتكب أي خطأ، ولم يكن يحاول التواصل مع الألمان، وبالتأكيد لم يكن جاسوساً.
وفي النهاية، توصل ضابط المخابرات البريطانية المختص باستجواب داوي إلى أن الحادثة "صدفة كبيرة".
وفي عام 1984 قررت الصحيفة البريطانية إعادة سرد الحادثة لتلعب الصدفة دوراً جديداً، حينما قرأ المقال رونالد فرينش (مدير عقارات من ولفرهامبتون).
اتصل فرينش بالصحيفة البريطانية، وأخبرهم أنه كان طالبا في مدرسة ستريند عام 1944، وأوضح أن داوي اعتاد وقتها دعوة الطلاب لمساعدته في الكلمات المتقاطعة.
وأضاف أنه ساعد داوي في الكلمات المتقاطعة في مناسبات متعددة، وربما كان هو الشخص الذي أدخل أسماء "أوفرلورد" في الكلمات المتقاطعة.
وفي ذلك الوقت، كانت المدرسة في منطقة تناثرت فيها القوات الأمريكية والكندية، وزعم فرينش أنه تعلم الكلمات من الجنود بينما كان يتسكع حول أحد المعسكرات القريبة.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA== جزيرة ام اند امز