مصادر: وفد استخباراتي تركي في ليبيا لإخفاء "جرائم حرب" المليشيات
وفد وزاري تركي يزور طرابلس الليبية ويضم عددا كبيرا من الخبراء العسكريين وعناصر الاستخبارات التركية
كشفت مصادر أمنية ليبية عن أن زيارة الوفد الوزاري التركي إلى ليبيا جاءت كغطاء سياسي لعملية استخباراتية تركية تهدف إلى إخفاء أدلة ووثائق حول الجرائم التي ارتكبها مرتزقة أردوغان ومليشيات السراج بالغرب الليبي.
وأكدت المصادر أن زيارة وفد المخابرات التركية تهدف أيضاً إلى ترتيب الأوضاع بين المليشيات الموالية لأردوغان والمرتزقة الذين أرسلهم لقتال الجيش الليبي خاصة بعد تزايد التحرشات بينها في الفترة الأخيرة.
ووصل وفد وزاري من حكومة أردوغان إلى طرابلس الليبية، الأربعاء، يضم وزراء المالية والدفاع والاقتصاد والمخابرات، حيث زعمت حكومة فايز السراج أن الزيارة لبحث مستجدات الأوضاع في ليبيا والجهود الدولية لحل الأزمة الراهنة.
كما تطرف اجتماع رجال أردوغان مع قائد مليشيا الوفاق فايز السراج إلى متابعة تنفيذ اتفاق التفاهم الأمني والعسكري الموقع بين البلدين في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فضلاً عن مناقشة تحديد الصلاحيات البحرية بين الطرفين، بحسب تصريحات لحكومة الوفاق.
وعن الزيارة ومآربها، أكدت المصادر الأمنية الليبية، لـ"العين الاخبارية" أن الوفد التركي يضم رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان، وعددا من الخبراء العسكريين الأتراك، وذلك لإخفاء أدلة على جرائم مرتزقة أردوغان ومليشيات السراج، بمدينة ترهونة والمناطق الموالية للجيش الليبي.
وقالت المصادر، في التصريحات الخاصة، إن الوفد الأمني التركي يسعى لإخفاء الأدلة حول المقابر الجماعية في ترهونة، والتي أعلنتها مليشيا السراج، كمحاولة بائسة منها لإدانة الجيش الوطني الليبي.
وأضافت أن "تلك الواقعة تعود إلى قبل تاريخ 4 أبريل/ نيسان 2019، وهي تلك الفترة التي تقدمت فيها قوات الجيش إلى الغرب الليبي لتحريره من الإرهابيين".
وحسب مصدر أمني ليبي، فضل عدم ذكر اسمه،أن ذلك يثبت مسؤولية المليشيات الموالية لأردوغان عن جريمة المقابر الجماعية في ترهونة، والتي طالبت عدة قوى دولية بإجراء تحقيق عاجل فيها وتحديد المسؤولين عنها.
وأوضح المصدر أن ضمن أهداف الوفد التركي الذي يزور طرابلس هو تنسيق الخطط في المرحلة المقبلة حيث ستكون إدارة المشهد فيه للاحتلال التركي بشكل مباشر غرب ليبيا بعد فترات طويلة من التخفي وراء حكومة فايز السراج وإدارته عن بعد.
وزيارة الوفد التركي تأتي بعد يوم واحد من اجتماع الإخوانجي خالد المشري رئيس ما يعرف بـ"المجلس الاستشاري" مع أعضاء تنظيم الإخوان االإرهابي، الذين يسيطرون على المؤسسات المالية والمصرفية في طرابلس من بينهم رئيس ديوان المحاسبة بطرابلس خالد شكشك، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.
كما تأتي بعد زيارة أخرى سرية أخرى كانت في مطلع مايو/ أيار لوفد استخباراتي تركي إلى غرب ليبيا، صاحبتها علامات استفهام كثيرة حول طبيعتها وأسبابها، وانفردت "العين الإخبارية" بنشر تفاصيلها،
وفي هذا المنحى، شهدت طرابلس حوادث متتابعة لمسؤولين محسوبين على حكومة فايز السراج، حيث راح ضيحتها اللواء عبد القادر التهامي، رئيس مخابرات السراج، فيما أعلنت حكومة السراج، وفاته بأزمة قلبية، أكد الجيش الليبي أن الوفاة جراء التعذيب على يد "مليشيا النواصي" التابعة لفتحي باشأغا، وزير الداخلية بحكومة الوفاق.
كما جاءت تلك الحادثة بعد ساعات من اختطاف القاضي الفيتوري حميدة، من أمام منزله بمدينة زليتن من قبل مجهولين واقتياده إلى مكان غير معلوم.
والتحركات التركية على الأراضي الليبية تأتي كواحدة من عدة أهداف لأردوغان تسعى لتحقيق مطامعه الاقتصادية والعسكرية في هذا البلد بإنشاء قاعدة جوية في الوطية، وأخرى بحرية في ميناء مصراته، غرب ليبيا