خلال القمة العالمية للحكومات.. سويسرا تكشف تجربتها في الذكاء الاصطناعي
تمثل مشاركة سويسرا في القمة العالمية للحكومات أهمية خاصة، كونها تجسد العلاقات القوية مع دولة الإمارات في المجالات كافة خاصة الاقتصادية منها.
إذ تعتبر الإمارات الشريك التجاري الرئيسي لسويسرا في الشرق الأوسط، وبحجم تجارة سنوي يزيد على 20 مليار فرنك سويسري.
وتمثل الموضوعات التي تطرحها القمة هذا العام أهمية كبيرة بالنسبة لسويسرا، وفي مقدمتها مستقبل الذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت سويسرا خلال مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي عقد الشهر الماضي مبادرتها من أجل الثقة والشفافية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى الجمع بين الأوساط الأكاديمية وصناع السياسات والقطاع الخاص للبحث عن حلول عملية وسريعة للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وحماية مستخدميه.
وبدأت الحكومة السويسرية منذ عام 2018 العمل على وضع إرشادات بشأن الذكاء الاصطناعي، من خلال تطوير مجموعة قوية من الإرشادات الرقمية وتم تصميم هذه المبادئ التوجيهية للاستفادة من فرص الرقمنة في مجالات الحياة الحيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل، كما وضعت في عام 2020 مبادئ توجيهية للذكاء الاصطناعي للاستخدام في الإدارة الفيدرالية، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023 دعت الحكومة السويسرية إلى إلقاء نظرة عامة على الإطار التنظيمي المحتمل للذكاء الاصطناعي.
وتركز مشاركة سويسرا أيضا على محور الطاقة النظيفة المطروح على الطاولة في مناقشات القمة العالمية للحكومات، وقد أشادت سويسرا بقوة بالنتائج التاريخية التي تحققت خلال استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28 في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ودور الدبلوماسية الإماراتية في تمكين المؤتمر من تحقيق نجاحات مهمة على صعيد وضع العالم على الطريق الصحيح للحد من التغيرات المناخية.
ووضعت سويسرا برنامجاً طموحاً لعدة مشروعات للتوجه نحو الطاقة النظيفة، وأثمرت هذه البرامج عن توقعات سويسرية في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن تختتم العام بنحو 1500 ميغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية المثبتة حديثاً، وهو ما يتوافق مع زيادة بنسبة 40% تقريبا مقارنة بالعام السابق، ووفقاً للتوقعات فإن سويسرا وصلت في نهاية عام 2023 إلى تجاوز قدرة الطاقة الشمسية في جميع أنحاء الدولة الواقعة في جبال الألب لنحو 6200 ميغاواط، مما يساعد في وصول إنتاج الكهرباء السنوي من هذا المصدر إلى ما يقرب من 6 تيراواط في الساعة خلال العام 2024، ومن ثم فمن المنتظر أن يصل إجمالي استهلاك الطاقة السنوي في سويسرا إلى 10% في العام الجاري، مع توقعات بجعل سويسرا أقرب بكثير إلى هدف إضافة أكثر من 2000 ميغاواط من القدرة الشمسية الجديدة سنوياً من عام 2027 فصاعدا .
وتتجه سويسرا، التي تولي اهتماماً بالغاً بالبيئة والقضايا المناخية، في خططها نحو صفر انبعاثات كربونية في عام 2050، حيث قامت ببناء محطة “ نانت دو درانس” لتخزين الطاقة الكهرومائية، والتي تعتبر واحدة من أكبر محطات التخزين الكهرومائي في العالم بسعة تخزينية تصل إلى 20 غيغاواط.