الجيش الليبي يستنفر قواته لصد أي تحركات عدائية
كما يعمل الجيش على تجديد دمائه بدفعات جديدة من الخريجين، كان آخرها الاحتفال بتخريج ضباط الدفعة 52 الكلية العسكرية الليبية – توكرة
تتزايد استعدادات الجيش الليبي واستنفار كتائبه العسكرية استعدادا لصد أي تحركات عدائية وذلك بالتزامن مع إعادة القيادة العامة تنظيم صفوف القيادات المختلفة.
واجتمع القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر مع رؤساء الأركان ومديري الإدارات بالقيادة العامة وأمراء غرف العمليات العسكرية، لمناقشة عدد من الملفات الهامة وطرح الترتيبات والخطط للمرحلة القادمة.
كما يعمل الجيش الليبي على تجديد دمائه بدفعات جديدة من الخريجين، كان آخرها الاحتفال بتخريج ضباط الدفعة 52 الكلية العسكرية الليبية – توكرة، الثلاثاء.
فضلا عن إطلاق دورات تدريبية للضباط من قبل السرية البحرية المقاتلة – سوسة، حيث بدأت دورة في الغطس العسكري لـ"غطاسين السفن" تضم عددا من الضباط وضباط الصف والقوات البحرية.
يأتي ذلك بالتوازي مع تظاهرات خرجت بالآلاف في بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية بعد طرابلس، رافضة الغزو التركي والتأكيد على وحدة البلاد ودعم الجيش الليبي في محاربة الإرهاب والغزو التركي.
ويقول العميد الركن شرف الدين العلواني، الخبير العسكري الليبي، إن الجيش يعيد تنظيم صفوفه وتدريب قواته تصديا لهجوم تركي وشيك على مدينتي الجفرة وسرت، واستمرار الدفاع عن البلاد في الحرب المقدسة على الإرهاب.
وأضاف العلواني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن استهداف سلاح الجو قاعدة الوطية وتدمير الدفاع الجوي التركي كان ضربة موجعة للأتراك، لما توفره القاعدة من الحماية لمحيطها حتي عمق 400كم جنوبا وشرقا.
وتابع أن الجيش الليبي وحلفاءه وأشقاءه لن يسمحوا لتركيا بالتقدم نحو سرت والجفرة وتهديد مقدرات الدولة الليبية والٲمن القومي لدول الجوار خاصة مصر.
ويرى العلواني أن على الجيش الليبي عدم الرضوخ لأي ضغوط دولية وتوجيه ضربات موجعة ومتكررة لقاعدة الأتراك في مصراتة لحرمانهم من أي غطاء جوي يمكنهم من محاولة التقدم جهة الشرق، باعتبارها مقر قيادات الإخوان والأتراك ومخازن التسلح والسلاح والمعدات وخطوط تجميع الطائرات المسيرة ومنظوماتها والتجميع للمرتزقة.
وأضاف أن الجيش الليبي يستنفر قواته ويرتب صفوفه لكي لا يسمح للعدو التركي بتنظيم صفوفه والتجهيز لهجوم يصرون عليه ولا تراجع عنه وما التحرك إلا مسٲلة وقت فقط لاغير.
ويقول الحقوقي والمحلل السياسي الليبي محمد صالح جبريل اللافي، إن ما يفعله الجيش من استنفار وتدريبات وإعادة ترتيب الصفوف هو أمر طبيعي في ظل التعنت والعنجهية التركية المستمرة والعزم على مهاجمة المناطق الأمنة قرب سرت والجفرة.
وتابع اللافي، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الجيش لم يعد أمامه إلا الدفاع عن أرضه والاستماتة مع الانبطاح المتزايد لحكومة العمالة -حكومة فايز السراج غير الدستورية في طرابلس- للعدو التركي الذي يقتل الليبيين ويستبيح الأرض والمال والعرض.
وأضاف اللافي، أن الجيش الليبي يعلم بتخاذل المجتمع الدولي الذس ضغط عليه كثيرا حتى أجبره على التراجع من نقاط الاشتباك المتقدمة، في حين أن تركيا تستمر في عنجهيتها وإرسال المرتزقة والسلاح وتهديد الاقتصاد الليبي ومقدرات الدولة، ولذلك يحمي الجيش نفسه وبستعد لحماية الدولة ومقدراتها.
وأشار إلى أن الاستنفار التركي بإعداد قواعد على الأرض وإرسال المسؤولين الكبار في استفزاز واضح وصريح، إلى جانب التصريحات المتتالية حول نية مهاجمة سرت والجفرة لابد وأن تواجه برد واستنفار ليبي, إن لم يكن للمعركة فعليا مؤقتا فكسلاح ردع مؤقت على الأقل.
وفي 6 يونيو/حزيران الجاري، طرحت مصر مبادرة تضمن العودة للحلول السلمية في ليبيا، ولاقت تأييدا دوليا وعربيا واسعا.
وتضمنت المبادرة المصرية، التي أطلق عليها "إعلان القاهرة"، التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها، واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والعمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية مع تحديد آلية وطنية ليبية ليبية ملائمة لإحياء المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة.
ورغم التزام الجيش الليبي بتعهداته الدولية وقرار وقف إطلاق النار المنبثق عن إعلان القاهرة، إلا أن المليشيات الموالية لتركيا والمرتزقة السوريين لا يزالون يحشدون قواتهم للهجوم على تمركزات الجيش الليبي شرقي مصراتة غربي سرت.