لاعب إنتر ميلان الأسبق لـ «العين الرياضية»: أتمنى الاحتراف في الدوري السعودي
يعتبر النجم تيجاني بلعيد، واحدا من أبرز لاعبي كرة القدم التونسية في مركز صانع الألعاب خلال العقدين الأخيرين.
ودافع اللاعب صاحب الـ36 عاما، عن عدة فرق معروفة في أوروبا، من بينها إنتر ميلان الإيطالي، بجانب هال سيتي الإنجليزي وآيندهوفن الهولندي وكذلك يونيون برلين الألماني وسلافيا براغ التشيكي.
ويُطلق على النجم التونسي لقب "الرحالة" بحكم تنقله بين 19 فريقا كاملا، آخرها شولي الفرنسي الذي حمل قميصه في مباراة وحيدة فقط.
وتخرج اللاعب الأسبق لمنتخب تونس من مدرسة شبان نادي باريس إف سي قبل أن ينضم لإنتر ميلان عام 2004 وهو بعمر 16 سنة، وقضى معه 4 أعوام شارك خلالها في مباراة وحيدة مع الفريق الأول تحديدا أمام ريجينا في موسم 2004-2005.
وخاض صانع الألعاب التونسي بعدها عدة مغامرات قادته لدوريات أوروبية وآسيوية وأفريقية، ويملك في سجله 284 مباراة بمختلف المسابقات سجل خلالها 43 هدفا وأسهم بـ51 تمريرة حاسمة.
ورغم تقدمه النسبي في السن (36 عاما)، يتطلع تيجاني بلعيد لمواصلة مسيرته في عالم كرة القدم، خاصة وأنه لم يتعرض لإصابة خطيرة من شأنها أن تؤثر سلبيا على إمكانياته البدنية.
وسبق للاعب المخضرم أن مثّل منتخبات فرنسا للفئات السنية، قبل أن يقوم في 2006 بتغيير جنسيته الكروية إلى تونسية، وهو ما سمح له بتمثيل "نسور قرطاج" في 20 مباراة دولية، أسهم خلالها بـ6 أهداف بين صناعة وتسجيل.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدث تيجاني بلعيد عن بعض كواليس مغامرته مع إنتر وكيفية تعامل النجوم والمدرب المخضرم روبرتو مانشيني معه في تلك الفترة، بجانب الفريق الذي أسهم أكثر من غيره في تطوير مستواه وسمح له بتحقيق نقلة نوعية في مسيرته الكروية.
وفي سياق آخر يكشف اللاعب التونسي عن موقفه من اللعب في الدوري السعودي وسر الهجرة الجماعية من قبل نجوم الدوريات الأوروبية إلى هناك، كما تحدث أيضا عن لاعبيه المفضلين في تونس وكذا على الصعيدين العربي والعالمي.
وفي ختام حديثه، تعرض تيجاني بلعيد للحلول الكفيلة بإعادة منتخب تونس وكرة القدم التونسية بشكل عام لسالف توهجها.
أدريانو «ملاك» ومانشيني «عبقري»
في إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص مغامرته مع إنتر ميلان، قال النجم الأسبق لـ "نسور قرطاج": "الأمر كان جنونيا بالنسبة لي، فليس من السهل على طفل يبلغ من العمر 16 عاما أن ينتقل لفريق بقيمة إنتر، الذي كان يضم في تلك الفترة أبرز نجوم كرة القدم العالمية".
وتابع قائلا: "انتظرت 8 أشهر فقط قبل أن يتم تصعيدي للفريق الأول، وخلال إحدى المباريات التي جمعت فريق تحت 18 عاما بالمحترفين، تألقت بشكل لافت لدرجة دفعت المهاجم الأرجنتيني خوليو كروز للإشادة بي لدى روبرتو مانشيني، الذي استجاب لنصيحته وضمني للفريق الأول".
وواصل: "وجدت ترحيبا كبيرا من جميع نجوم الفريق في تلك الفترة، على غرار الراحل سينيسا ميهايلوفيتش والبرازيلي أدريانو والثنائي الأرجنتيني فيرون وزانيتي وكروز، وعلى عكس ما يتم الترويج له، كل هؤلاء اللاعبين كانوا متواضعين للغاية وتعاملوا معي بلطف كبير وساعدوني على الاندماج هناك أيضا".
وأضاف بالقول: "أدريانو على سبيل المثال يمتاز بصفات إنسانية رائعة للغاية، هو شخص لطيف ويتعامل بأدب كبير مع جميع الأطراف وبصفة خاصة مع اللاعبين الشباب، مثل كل البرازيليين هو يحب السهر والتمتع بحياته غير أن معدنه نقي للغاية".
وقال أيضا: "مانشيني إنسان رائع للغاية وعمل كل ما في وسعه من أجل مساعدتي لإثبات وجودي مع الفريق الأول، أعتقد أن خطوة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتعاقد معه ذكية للغاية خاصة وأنه حقق نجاحات كبيرة في جميع محطاته التدريبية".
وختم بالقول: "أعتقد أن السبب الرئيسي وراء عدم نجاحي مع إنتر ميلان يعود لتصعيدي في سن مبكر للفريق الأول، وهو ما منعني من إكمال مرحلة تكويني واكتساب النضج الفني والتكتيكي الذي يسمح لي بإثبات وجودي".
سلافيا براغ «فريق القلب»
بخصوص الفريق الذي أسهم بشكل كبير في تطوير مستواه، قال تيجاني بلعيد: "هو بكل تأكيد سلافيا براغ (التشيكي)، الذي منحني وقت لعب كبير وأسهم بشكل نوعية في النقلة النوعية التي عرفتها مسيرتي الكروية انطلاقا من عام 2008".
وتابع بقوله: "سبارتا براغ منحني فرصة كتابة التاريخ حيث سجلت معه أول هدف في ملعبه الجديد (فورتونا أرينا)، كما سمح لي بأن أصبح أول لاعب تونسي يسجل في بطولة دوري أبطال أوروبا".
وختم قائلا: "هو بكل تأكيد فريق القلب، لا سيما وأنه اختارني ضمن القائمة المختصرة للاعبين الذين تم تخليدهم في متحف الفريق".
الدوري السعودي «مغر»
في معرض رده عن سؤال وجه إليه بخصوص النقلة النوعية التي شهدها الدوري السعودي في الفترة الأخيرة، بعد انضمام عددا كبيرا من نجوم كرة القدم العالمية، قال تيجاني بلعيد: "دوري روشن أصبح مغريا للغاية لنجوم أوروبا بحكم الإمكانيات المادية الكبيرة للفرق المحلية بجانب المستوى الفني المميز للمسابقة".
وأضاف: "أعتقد أن الدوري السعودي بإمكانه أن يصبح في السنوات القليلة المقبلة، أحد أفضل الدوريات في العالم".
وأتم: "بطبيعة الحال، لو أتيحت لي فرصة الاحتراف هناك فلن أتردد خاصة وأن جميع ظروف النجاح متوفرة في المملكة العربية السعودية".
الطرابلسي وصلاح ورونالدو
بخصوص لاعبيه المفضلين في تونس والعالم العربي وفي العالم بشكل عام، قال تيجاني بلعيد: "حاتم الطرابلسي هو بكل تأكيد أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم التونسية، حيث لعب مع فرق كبيرة في أوروبا على غرار أياكس أمستردام ومانشستر سيتي".
وتابع قائلا: "ويعتبر النجم المصري محمد صلاح أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم العربية، خاصة وأنه نجح في أن يفرض نفسه في الدوري الأقوى في العالم (بريميرليغ) طوال السنوات الأخيرة".
وأتم: "على الصعيد العالمي، أنا من أشد المعجبين بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي صنع قصة نجاح ملهمة بفضل عزيمته وقوته الذهنية".
كرة القدم التونسية بحاجة لثورة
وبشأن الحلول الكفيلة بإعادة كرة القدم التونسية لسالف توهجها بعد سلسلة الخيبات التي عاشتها في الفترة الأخيرة، قال تيجاني بلعيد: "ينبغي التفكير في استراتيجية طويلة الأمد قد تستمر لفترة 3 أو 4 سنوات، تكون قادرة على إعادة الروح للاعبين مرة أخرى".
وأضاف: "الاستثمار في البنية التحتية أصبح ضرورة قصوى من خلال تطوير الملاعب الموجودة وبناء ملاعب جديدة تستجيب للمواصفات الدولية، كما بات ضروريا إنشاء مركز تدريبات خاص بمنتخب تونس على غرار ذلك الذي يملكه منتخبي المغرب والجزائر".
وتابع: "ينبغي كذلك تعميم تجربة الأكاديميات ومدراس الشبان في ظل تراجع عدد المواهب بشكل لافت مقارنة بما كان عليه الحال في فترة سابقة، بجانب وضع سياسة ناجعة في ملف إقناع المواهب من أصحاب الجنسية المزدوجة والثلاثية بحمل قميص نسور قرطاج".