تحليل إنتر ميلان ضد برشلونة.. العشوائية تهزم الاستحواذ
فاجأ إنتر ميلان الإيطالي ضيفه برشلونة الإسباني بإلحاق ثاني هزيمة به في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بعدما أسقطه بهدف دون رد في ثالث جولات المجموعات.
وعلى ملعب "سان سيرو"، دخل إنتر ميلان في أسوأ حالاته مباراته أمام برشلونة متصدر جدول ترتيب الدوري الإسباني، والذي لم يعرف الفريق الإيطالي الفوز أمامه سابقا بدوري أبطال أوروبا إلا في مرة وحيدة، ورغم ذلك كانت له الغلبة في تلك المواجهة.
ويدين إنتر ميلان بالفضل في الفوز إلى لاعبه التركي هاكان تشالهان أوغلو، الذي سجل هدف المباراة الوحيد مع نهاية الشوط الأول، لينتصر النيراتزوري بعد الخسارة في آخر مباراتين له بالدوري الإيطالي الذي يحتل فيه المركز التاسع هذا الموسم، حيث لا يعيش بطل الكالتشيو 2020-2021 أفضل ظروفه.
ورفع إنتر ميلان رصيده إلى 6 نقاط في المركز الثاني، بفارق 3 نقاط خلف بايرن ميونخ، الذي فاز على فيكتوريا بلزن التشيكي 5-0 في وقت سابق، فيما توقف رصيد برشلونة عند 3 نقاط في المركز الثالث، ليصبح مهددا بتوديع البطولة مبكرا والمشاركة في الدوري الأوروبي للموسم الثاني على التوالي.
ألونسو "الأوروبي"
دخل برشلونة المباراة بتشكيل يبدو اضطراريا في ظل الغيابات التي يعاني منها على مستوى الدفاع، ليعتمد على سيرجي روبرتو في مركز الظهير الأيمن بدلا من جوليس كوندي الغائب للإصابة، في الوقت الذي تواجد فيه أندرياس كريستنسن في قلب الدفاع، وإيريك جارسيا بدلا من جيرارد بيكيه.
ورغم التقارير التي أشارت إلى احتمالية اعتماد المدرب تشافي هيرنانديز على 3 مدافعين، فإنه اعتمد على طريقة 4-3-3 بشكل طبيعي، وفي المقابل ظهر الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز في قيادة هجوم النيراتزوري بعدما كان مهددا بالغياب عن مواجهة برشلونة للإصابة.
والمفارقة أن ماركوس ألونسو عاد للتشكيل الأساسي في المباراة الثانية على التوالي له في دوري أبطال أوروبا بعد مشاركته أمام بايرن ميونخ الألماني، على الرغم من أنه لا يشارك مع برشلونة على المستوى المحلي حيث غاب عن آخر مباراتين بالليجا، واعتمد تشافي على الشاب أليخاندرو بالدي وجوردي ألبا مكانه.
ورغم ذلك لم يقدم اللاعب الأداء المنتظر منه، ليتم استبداله بأليخاندرو بالدي بعد مرور 60 دقيقة.
إنذار صاروخي مبكر
بدأ برشلونة المباراة كعادته مسيطرا على الكرة وسط تراجع لاعبي إنتر ميلان في منطقتهم، ورغم ذلك جاءت الخطورة الأولى في المباراة بعد مرور 6 دقائق من جانب أصحاب الأرض.
وأبطل دفاع البارسا هجمة إيطالية مرتدة لتصل الكرة إلى هاكان تشالهان أوجلو في وسط الملعب، الذي سددها مباشرة بتصويبة صاروخية نحو مرمى مارك أندريه تير شتيجن الذي تألق في إبعادها بصعوبة إلى ركنية.
التسلل يحبط إنتر ميلان
شهد الشوط الأول من المباراة حالتين تحكيميتين مثيرتين للجدل، لكن التسلل أنقذ برشلونة في المرتين.
وطالب لاعبو إنتر ميلان باحتساب ركلة جزاء ضد برشلونة بسبب لمسة يد واضحة من إيريك جارسيا، وبالفعل لجأ الحكم إلى تقنية الفيديو وانتظر الجميع أن يحتسب ركلة الجزاء، لكن "الفار" أثبت وجود تسلل ضد أحد لاعبي إنتر، مما تسبب في عدم احتساب ركلة الجزاء.
وسرعان ما عاد إنتر ميلان بعد 3 دقائق ليزور شباك برشلونة بهدف لخواكين كوريا، لكن الحكم المساعد رفع رايته ليبطل الهدف بداعي التسلل.
صاروخ ثان يضرب مفاتيح برشلونة
وتمثَّلت مفاتيح لعب برشلونة في الثنائي عثمان ديمبلي وماركوس ألونسو، بالاعتماد عليهما في الجبهتين اليمنى واليسرى لإرسال العرضيات إلى روبرت ليفاندوفسكي داخل منطقة الجزاء، مع توغل بيدري ورافينيا في المنتصف أملا في تشكيل الخطورة.
لكن عاد هاكان تشالهان أوغلو مع نهاية الشوط الأول بتصويبة زاحفة جديدة سكنت أقصى الزاوية اليمنى للحارس مارك أندريه تير شتيجن الذي لم يتمكن من التصدي لها، ليتوجه لاعبو إنتر إلى غرفة خلع الملابس للاستراحة وهم متقدمون في النتيجة.
انتفاضة بلا هدف
بات ليفاندوفسكي منعزلا تماما في ظل الرقابة الدفاعية اللصيقة التي فرضها لاعبو إنتر ميلان على الهداف البولندي، حيث لم يحصل على كرات يصنع بها الفارق كعادته في الليجا من نصف فرصة.
وأجرى تشافي عدة تغييرات خلال نصف الساعة الأخير أملا في قلب النتيجة ومنع ثاني هزيمة هذا الموسم، ومع وجود أنسو فاتي كحل هجومي على مقاعد البدلاء دفع به بدلا من رافينيا، في الوقت الذي شارك فيه أليخاندرو بالدي بديلا لماركوس ألونسو وفرانك كيسي بدلا من جافي.
وفي الشوط الثاني، كاد برشلونة يدرك التعادل بعدما وضع بيدري الكرة في الشباك، لكن تقنية الفيديو ألغت الهدف بعدما تبيّن وجود لمسة يد على أنسو فاتي.
وظلَّ برشلونة يكثف من محاولاته على مرمى الكاميروني أندري أونانا لكن دون تشكيل خطورة واضحة، وكانت هناك مطالبة بالحصول على ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدلا من الضائع بداعي لمسة يد ضد دينزل دومفريس، لكن تقنية الفيديو أثبتت ت عدم وجود خطأ، قبل أن يعلن الحكم عن نهاية المباراة بفوز إنتر 1-0.