قصة الانتقال السهل لأفضل نجوم الدوري الإيطالي بين قطبي ميلانو
رغم العداء الكروي الشديد فإن تاريخ الكرة الإيطالية يحمل نماذج عديدة لانتقالات سلسة بين قطبي مدينة ميلانو.. كيف ذلك؟
بالنظر إلى تاريخ فرق الديربي حول العالم سيكون من النادر أن تجد لاعبين يمثلون قطبي مدينة ما بشكل متكرر مثلما يحدث في ميلانو الإيطالية، بين العملاقين إنتر ميلان وإي سي ميلان.
وعلى الرغم من أن هناك العديد من الأمثلة للاعبين مثلوا كلا الفريقين، وعلى الرغم من شراسة ديربي الغضب، فإن كل حالة من هؤلاء كانت لها أسبابها الواضحة، عند حدوث الانتقال، وعلى الرغم من عدد الأسماء الكبرى التي لعبت لكلا الفريقين، فلا يوجد لاعب كان انتقاله للغريم الأزلي مثيراً للضجة مثلما كان مثلاً انتقال البرتغالي لويس فيجو في عام 2000 من برشلونة إلى ريال مدريد في إسبانيا على سبيل المثال.
وسنحاول خلال السطور التالية إلقاء الضوء على بعض الأمثلة التي لها علاقة الانتقال الدائم بين اللاعبين في ميلانو.
جوسيبي مياتزا صاحب الملعب
يطلق على ملعب السان سيرو اسم جوسيبي مياتزا حين تكون المباريات خاصة بفريق إنتر ميلان الإيطالي وهو اسم المهاجم التاريخي لإنتر والذي لعب لميلان أيضاً.
ولقد لعب المهاجم التاريخي في إنتر على مدار 14 عاماً، متتالية من 1927 إلى 1940 وموسم 1946/1947، بينما انتقل للغريم ميلانو في الفترة من 40 إلى 42.
وعلى صعيد الإنجازات كتب اللاعب تاريخه كله مع إنتر بإحراز 3 ألقاب للدوري ولقب للكأس والتتويج 3 مرات بلقب هداف الدوري، وحتى مع تتويجه بلقب هداف كأس العالم كان في 34 جاء ذلك وهو لاعب في إنتر.
ومثلما حدث في حالات مماثلة في العقود التالية، جاء انتقال بميتزا إلى ميلانو مع خفوت نجمه، حيث غاب أغلب موسمي عن 1938/39 و1939/40 عن إنتر بسبب الإصابة، وحتى مع انتقاله لميلان لم يحقق ألقاب، وبعدها مثل فرق يوفنتوس وفيرسي.
آلدو سيرينا
يعتبر سيرينا مثالا واضحا على عدم وجود أزمة لدى قطبي ديربي الغضب في انتقال اللاعبين فيما بينهما.
لعب سيرينا لإنتر من 1978 إلى 1985 وأعير لميلان خلال تلك الفترة في 1982/1983 حيث سجل 8 أهداف في 20 مباراة.
وبعد انتقاله إلى يوفنتوس في 1985 وحتى 1987، عاد لإنتر في الفترة من 1987 إلى 1991، ثم عاد لميلانو في فترة قصيرة حتى 1993 لكنه لم يسجل خلال تلك الفترة.
تحولات عقد التسعينيات
هناك عدد كبير من أشهر وأفضل الأسماء الكروية التي لعبت للقطبين خلال عقد التسعينيات وبعدها أول عقود الألفية.
من بين هؤلاء ماوريسيو جانز والنيجيري تريبو ويست والظاهرة رونالدو وأندريا بيرلو وروبرتو باجيو وكريستيان فييري وكلارنس سيدورف وباتريك فييرا وإدجار ديفيدز وفرانشيسكو تولدو وتوماس هيلفيج وهيرنان كريسبو وبعدهم زلاتان إبراهيموفيتش وماريو بالوتيلي وليوناردو بونوتشي وأنطونيو كاسانو وعلي سولي مونتاري وآخرون.
وعلى الرغم من أن آخر صفقة انتقال مباشر بين العملاقين قد تمت في 2012 بانتقال أنطونيو كاسانو من ميلان إلى إنتر، بسبب رغبة المهاجم الإيطالي في الرحيل لتراجع الفريق مع رحيل زلاتان إبراهيموفيتش وتياجو سيلفا، إلا أن تلك الانتقالات كانت واردة طوال الوقت.
ولربما كان لابتعاد القطبين الكبيرين في العقد الأخير عن ساحة التنافس العالمية وعدم وجود لاعبين على مستوى عال يستحقون التصارع سبباً في توقف ظاهرة الانتقال اليسير للاعبين بين قطبي ديربي ديلا مادونيا.
أسباب الانتقال بين القطبين
بالنسبة لروبيرتو باجيو أسطورة الكرة الإيطالية في التسعينيات، فجاء انتقاله أولاً إلى ميلان في 1995 من يوفنتوس وهو في سنوات التوهج وبقي هناك لموسمين ولم يحقق هناك نجاحاً كبيراً، حيث سجل 19 هدفاً فقط في 67 مباراة وحقق لقب الدوري في موسمه الأول فقط.
وجاء انتقاله إلى إنتر بعد موسم قضاه في بولونيا ونجح خلاله في تسجيل 22 هدفاً في 30 مباراة، مما مهد لانتقاله إلى إنتر ولكنه أيضاً لم يحقق نجاحاً مماثلاً لما سبق وحققه مع يوفنتوس، حيث سجل في موسمين 17 هدفاً فقط في كافة البطولات.
وهناك البرازيلي رونالدو، الذي توهج مع إنتر ميلان وتوج معه بكأس الاتحاد الأوروبي، "يوروبا ليج حالياً"، وقت كانت بطولة أقوى مما عليه الآن.
وسجل رونالدو مع إنتر 59 هدفاً في 99 مباراة من 1997 إلى 2002 قبل أن ينضم إلى ريال مدريد حتى 2006.
في 2006 انضم الظاهرة إلى ميلان ولكنه كان بديلاً أغلب الوقت وسجل 9 أهداف فقط في 20 مباراة فقط.
بالنسبة لزلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم ميلان الحالي، فقصته كانت مختلفة، إذ أراد تحقيق حلمه الذي لم يتحقق بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا فانضم من إنتر سيد إيطاليا وقتها إلى برشلونة في 2009، ولكنه ترك الفريق بسبب خلافات مع جوسيب جوارديولا مدرب البارسا الشهير، ومدرب مانشستر سيتي الحالي، لينضم إلى ميلان.
ولم تكن العودة إلى إنتر مغرية في ظل التدهور الذي حدث للفريق مع رحيل جوزيه مورينيو في 2010.
ونجح إبرا في كتابة التاريخ مع ميلان بإحراز السكودتو في 2011، قبل أن يرحل إلى باريس سان جيرمان في 2012.
هناك لاعبا مثل كلارنس سيدورف، لم ينجح كثيراً في 3 سنوات مع إنتر من 99 إلى 2002، لينضم إلى ميلان في صفقة تبادلية انضم بموجبها فرانشيسكو كوكو إلى إنتر.
وجاء انتقال سيدورف إلى ميلان بعد فشل إنتر ميلان في عهده في إحراز بطولات كبرى، ليساهم الهولندي بعدها في سنوات التوهج للروسونيري خلال العقد الأول من الألفية من 2002 حتى 2008.
أما أندريا بيرلو فترك إنتر في 2001 وهو في بداياته كلاعب يعار بشكل دائم من ريجينا إلى بريشيا ثم انضم بشكل نهائي لميلان ليكون مع سيدورف ضمن فريق صناعة التاريخ في الأحمر والأسود.
أما الهولندي الآخر إدجار ديفيدز، فلعب لميلان في 1996 بعد خوض نهائي دوري أبطال أوروبا ضد يوفنتوس وقبلها بعام إحراز اللقب على حساب ميلان تحديداً.
ولكن ديفيدز لم ينجح في سان سيرو حيث رحل بعد موسم واحد لينضم ليوفنتوس ومنه إلى إنتر في 2004، وهي تجربة أخرى لم يقدر لها النجاح واستمرت لموسم واحد لينضم إلى توتنهام هوتسبير الإنجليزي.
هناك لاعبا مثل هيرنان كريسبو كتب تاريخه مع بارما بإحراز 4 بطولات في نهاية عقد التسعينيات، ولعب لإنتر في 2002-2003 لكن لم يترك بصمة كبيرة، لينضم بعدها إلى تشيلسي، لكنه أعير خلال تواجده في البلوز إلى ميلان في موسم 2004-2005 الذي خاض فيها نهائي دوري أبطال أوروبا وسجل في تعادل 3-3 مع ليفربول.
ومع عقاب ميلان بسبب فضيحة الكالشيو بولي في 2006، بخصم 8 نقاط، انضم كريسبو إلى إنتر في سنوات الهيمنة من 2006 إلى 2009.
بالنسبة لباتريك فييرا فلعب موسم للنسيان مع ميلان في بداياته في 1995/96، ثم انضم بعد رحلة طويلة ما بين أرسنال ويوفنتوس استمرت 10 سنوات إلى إنتر في سنوات الهيمنة من 2006 إلى 2010.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز