عضوية الاتحاد الفلكي الدولي.. استحقاق عالمي جديد للإمارات
دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت خلال الأعوام الخمسة الماضية نشاطاً كبيرا في تطوير مجالات الفضاء والفلك على وجه الخصوص.
جاء فوز دولة الإمارات ممثلة بمركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك بجامعة الشارقة بعضوية الاتحاد الفلكي الدولي من الفئة الثانية استحقاقاً جديداً لدولة الإمارات ولإمارة الشارقة التي تقود نهضة علمية متعددة الاتجاهات والتخصصات، عبر مجموعة متميزة من صروح العلم من الجامعات والمؤسسات العلمية والمعاهد والمراكز المتخصصة، على غرار المؤسسات الأكاديمية العالمية التي ترتبط معها في العديد من البرامج.
وبدعم من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، وبتصويت دولي وإجماع كامل من دول عريقة في تأسيس الاتحاد والمشاركات العالمية في علوم الفضاء والفلك، دخلت دولة الإمارات إلى عضوية الاتحاد الفلكي العالمي بثقة وهمة عالية، ليمثل هذا الانتخاب استفتاء عالمياً على المكانة العلمية التي تستحقها الشارقة، وتعمل لها وفق برامج مدروسة وممهنجة ومخطط لها بخبرات كبيرة تتوزع وتتكامل في مجالات العلم والمعرفة، وكل ما يسهم في بناء مجتمع معرفي محصن بحب العلم ويعمل لمستقبل مستدام لمجتمعه ووطنه.
ويمثل الفوز الدولي المستحق إحصاء جديداً لما تمتلكه دولة الإمارات العربية المتحدة من العديد من المؤسسات التي تعمل في مجال الفضاء والفلك والبرامج الطموحة التي تستشرف المستقبل القريب والبعيد يتكامل مع ما تقوده دولة الإمارات من نهضة تنموية وعلمية وعملية في مختلف المجالات يقف العلم على رأس قائمتها موجهاً وقائداً لبرامج مستقبلية طموحة تستهدف تطوير قدرات الإنسان وتجاربه وتحويل أحلامه إلى حقائق ملموسة، يكون فيها خير المجتمع هو نقطة الوصول والمعرفة اللانهائية هي الطريق وشباب الوطن هم القادة.
ويقف مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك بجامعة الشارقة كأحد المراكز المتخصصة والحديثة الذي أنشئ في عام 2015، بتوجيهات من حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، كتتويج لفعاليات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، ليكون معلماً رئيساً للدراسات والأبحاث علوم الفضاء والفلك.
ويهدف المركز إلى تطوير وتعميم العلوم والثقافة الفلكية والفضائية في الوطن العربي عامة وفي دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة، ليكون مركزاً علمياً وبحثياً وتدريبياً وتراثياً وتربوياً وسياحياً لمختلف الفئات والأعمار من طلبة المدارس والجامعات والباحثين والعائلات.
ويضم المركز إلى جانب المختبرات البحثية العديد من الأقسام أهمها القبة الفلكية ومعرض الفلك ومعرض الفضاء ومعرض الكون في القرآن الكريم والمرصد الفلكي والحديقة الكونية، كما يتوفر في المركز محلات ومعارض لبيع الهدايا العلمية والفلكية.
ويعمل المركز وفق رؤية تستهدف بناء مركز وطني ذي مكانة مرموقة في مجالات علم الفلك وعلوم الفضاء، ويهدف إلى تطوير وتعزيز التثقيف في مجالات علم الفلك وعلوم الفضاء في العالم العربي والإمارات بصفة خاصة، ليكون مركزاً مكرساً للتعليم والتكنولوجيا والعلوم والبحوث العلمية الرصينة والتراث الإسلامي، ويكون مفتوحاً للمعلمين وطلبة المدارس والجامعات والباحثين وجميع أفراد العائلة من جميع الفئات العمرية.
وقال الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، في تقرير للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: "لقد جاء إنشاء مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك بتوجيهات مباشرة من حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، حيث يوجهنا دائماً بالمشاركة والدخول في مجالات التقنيات الحديثة مع أهمية ربط الماضي بالمعاصرة وإحياء التراث الفلكي العربي إلى جانب تأكيد سموه الدائم لنا بأن نعمل على تخريج طلبة من العلماء والباحثين القادرين على المشاركة في التنمية وتطوير المجتمع، وهذا هو الهدف الرئيس لفكرة سموه عن التعليم وبالتالي تم توجيهنا بإنشاء المركز وطرح البرامج الفلكية والفضائية إلى جانب توجيهات حاكم الشارقة المباشرة قبل عام من الآن بأن نتقدم لعضوية الاتحاد الفلكي الدولي، لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة عضواً فيه، وهو ما تحقق بالفعل بفضل الله تعالى".
وأضاف النعيمي: "إننا عملنا بتوجيه وأوامر مباشرة من حاكم الشارقة على التقدم لنيل العضوية وعليه بدأنا بالتهيئة بالعديد من الوثائق والإحصائيات المتخصصة والدقيقة لجميع الأنشطة الفلكية ومؤسساتها وتقدمنا بالمقترح إلى الأمانة العامة للاتحاد الفلكي الدولي عن طريق أمينها العام البروفيسور بييرو بينفينوتي الذي درس المقترح وطلب إدخال عدة تعديلات عليه، وأكملنا ما طلب منا بعدها تم عرض المقترح على المجلس التنفيذي للاتحاد الفلكي الدولي الذي وافق مبدئياً على طلب نيل العضوية، ومن ثم تم إحالة المقترح إلى الهيئة العامة للاتحاد والمؤلفة من 92 دولة، حيث تم عرض المقترح على هامش المؤتمر الثلاثين للاتحاد الفلكي الدولي الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا، وكانت نتيجة التصويت بالإجماع على الموافقة على منح دولة الإمارات العربية المتحدة عضوية الاتحاد من الفئة الثانية كما أعلنه صاحب السمو حاكم الشارقة قبل أيام".
وحول مواصفات عضوية الفئة الثانية قال مدير جامعة الشارقة: "الفئة الثانية هي صفة عاملة ولها حق التصويت بصوتين على القرارات كافة التي يصدرها الاتحاد الفلكي الدولي، حيث إن هناك دولاً تكون عضو بالاتحاد بصفة "مراقب" وبعضها بصفة "مؤقت" وبعضها من الفئة الأولى وعلى سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية عضويتها من الفئة العاشرة باعتبارها دولة مؤسسة للاتحاد منذ عام 1919 ولديها حوالي 2700 عالم وباحث فلكي إلى جانب مؤسساتها العريقة مثل وكالة ناسا للفضاء وغيرها من الجامعات ومن الدول ذات العضوية بصفة مؤقت الأوروجواي وكوستاريكا وبصفة مراقب مثل المغرب وسوريا ومن الفئة الأولى أرمينيا والجزائر والأردن ومن الفئة الثانية النمسا ومصر وماليزيا".
وقد شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأعوام الخمسة الماضية نشاطاً كبيرا في تطوير مجالات الفضاء والفلك على وجه الخصوص ولوجود مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك إلى جانب البرامج المستقبلية لجامعة الشارقة مثل درجة الماجستير في علوم الفضاء والفلك ولقوة الجامعة إضافة إلى قوة المؤسسات الأخرى بالدولة تم منح العضوية من الفئة الثانية مباشرة".
وعن الفوائد المتوقعة ونظام العمل بالمركز بالتزامن مع هذا الاستحقاق العالمي، لفت الدكتور النعيمي إلى أن هذا الفوز العالمي يعني أنه بإمكان العلماء الفلكيين من الشباب في دولة الإمارات أن يصبحوا أعضاء في الاتحاد الفلكي الدولي، وكذلك جميع العلماء والمتخصصين في الفلك ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك وجامعة الشارقة بإمكانهم المشاركة في أي نشاط يقوم به الاتحاد الفلكي الدولي خاصة الاجتماع السنوي العام الذي يتم عقده كل عام في دولة.
وستكون دولة الإمارات قادرة على استضافة أي نشاط للاتحاد الفلكي الدولي أو المشاركة فيه خارج الدولة إلى جانب الحصول على المنشورات المتخصصة التي يصدرها الاتحاد لعضويته والدخول فيه والتمثيل في اللجان والهيئات الفرعية التي يكونها الاتحاد، حيث له 35 هيئة متخصصة مثل الهيئة الدولية للبحث عن الحياة وهيئة النجوم المتغيرة وهيئة المجرات وهيئة الفلكيين الشباب وهيئة إنشاء مكاتب فلكية في الأقاليم الدولية وهيئة متابعة التعليم والتعلم في العلوم الفلكية وهيئة ومكتب التوقيت العلمي.
كما ستشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في أي تصويت على القرارات التي يتخذها الاتحاد، حيث إنه المسؤول عن كل الاكتشافات الفلكية الحديثة مثل تسمية الكواكب والنجوم والمشاريع العالمية الجديدة المشتركة مثل إرسال علماء الفلك للفضاء لدراسة الكواكب والنجوم والكون من الفضاء وغيرها وكلها مشروعات يقررها الاتحاد في اجتماعه السنوي العام.
وعن مردود الفوز بالعضوية العالمية على أعمال وأنشطة مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك قال الدكتور حميد مجول النعيمي: "سيعمل هذا الفوز على تطوير العمل الكبير الذي يقوم به المركز، لأنه سيكون مشاركاً في أغلب مشروعات الاتحاد الفلكي الدولي، وهذا مكسب عالمي كبير إلى جانب سمعة المركز والمؤسسات الفلكية في دولة الإمارات العربية المتحدة".
وحول إمكانية ترقية العضوية إلى فئة أعلى أوضح مدير جامعة الشارقة أنه يمكن ترقية العضوية بناء على نشاط الدولة وعلى عدد الفلكيين المؤهلين ومدى تطوير النشاطات الفلكية إضافة إلى الاتحاد نفسه يهتم بتطوير الشباب ونشر الثقافة الفلكية بين عامة الناس والفئات الطلابية في المدارس والجامعات وبالتالي كلما زاد النشاط الفلكي ازداد عدد المؤسسات الفلكية وعدد العلماء، وستتم ترقية الدولة المعنية إلى فئة أعلى وأنا واثق بأنه وخلال فترة قصيرة بإذن الله تعالى سترتقي عضوية دولة الإمارات العربية المتحدة إلى فئة أعلى".
ويعمل مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك على التعاون في العديد من المشروعات مع المؤسسات المحلية والعالمية وهنا داخل دولة الإمارات، يقول الدكتور النعيمي لدينا تعاون وثيق مع جميع المؤسسات النظيرة، حيث نحظى بدعم كبير من وكالة الإمارات للفضاء ولدينا مشروعات فلكية مشتركة كما نتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء ومع بعض الجامعات التي لديها اهتمام بالعلوم الفلكية.