خلال اجتماع التحالف الدولي.. مصر تحذر من ظهور "دواعش" جدد
على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، خلال اجتماع مجموعة عمل استراتيجية الاتصال والإعلام التابعة للتحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي "داعش".
قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إنه "إذا لم يتم التصدي بشكل جاد لخطاب الكراهية والعنف، فإن دواعش آخرين سيظهرون لا محالة بغض النظر عما تحقق من انتصار عسكري".
وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، قال أبو زيد إنه "لا سبيل للقضاء على داعش أو غيره من التنظيمات دون التصدي لهذا الخطاب الشاذ بكل صوره وأشكاله وأيا ما كان مصدره".
- أبو الغيط يدين هجمات داعش على السويداء بسوريا
- 28 قتيلا في انفجار بباكستان.. وداعش يتبنى الهجوم الإرهابي
وشاركت مصر في اجتماع مجموعة عمل استراتيجية الاتصال والإعلام التابعة للتحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي "داعش"، التي انعقدت، الخميس، في العاصمة الأمريكية واشنطن، وترأس وفدها أبو زيد.
وفي تصريح له عقب انتهاء الاجتماع، أشار أبو زيد إلى حرصه، خلال كلمته ومداخلاته المختلفة، على تأكيد أهمية ما تمثله هذه المرحلة الدقيقة من عمر التحالف، بعد توجيه ضربات قاصمة لتنظيم داعش ميدانياً، من أن يكون على مستوى الحدث وأن يدرك أعضاؤه خطورة المرحلة ومتطلباتها التي تقتضي خوض غمار معركة إعلامية وفكرية شرسة ضد خطاب التطرف والكراهية والعنف.
كما طالب مجموعة عمل استراتيجية الاتصال والإعلام بضرورة وضع مدونة سلوك أو معايير استرشاديه للتصدي لخطاب الكراهية المنتشر في بعض القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وعدم السماح لمروجي الكراهية والعنف بالتخفي خلف ستار حرية الرأي والتعبير، وضرورة وضع محددات وضوابط واضحة لإزالة أي وجه للالتباس بين مفردات الكراهية والعنف ومبدأ حرية الرأي والتعبير الذي نحرص عليه جميعاً.
وخلال الاجتماع، طالبت مصر شركات التواصل الاجتماعي ببذل المزيد من الجهد من أجل التوصل إلى آلية فعالة لحذف العدد اللانهائي من رسائل الكراهية والعنف عبر منصاتها المختلفة بشكل فوري وتلقائي، وكذا التعامل مع إشكالية القنوات التحريضية التي تبث سموم الكراهية والعنف عبر الأقمار الصناعية في بعض الدول الأوروبية، منوهاً بأهمية معالجة الثغرات القانونية والعوائق البيروقراطية التي تسمح لهذه القنوات بالاستمرار في الترويج لأفكار التطرف والإرهاب.
وأشار أبو زيد إلى أن مصر أكدت خلال المؤتمر أيضاً، أهمية أن يكون لمجموعة العمل مساهمة إيجابية لإثراء النقاش الدائر حول مختلف جوانب مكافحة الإرهاب بالعديد من المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، منوهاً بالجهود والمبادرات التي طرحتها بعض الدول أعضاء التحالف بشكل فردي، منها على السبيل المثال ما قدمته مصر من إسهامات مهمة خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي عامي 2016 و2017 ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب آنذاك، والتي أسفرت عن اعتماد القرار رقم 2354 بشأن الإطار العام لمواجهة أيديولوجية التطرف.
كما تم التأكيد على ضرورة توحيد الرسالة الإعلامية لدول التحالف والتحدث بصوت واحد لقطع الطريق أمام المزايدين الذين يلعبون على غموض المصطلحات والتباينات الواضحة في مواقف دول التحالف، واستغلالها لتبرير ممارساتهم الهدامة وأيديولوجيتهم المنحرفة، مشدداً على أهمية التوقف عن استخدام المعايير المزدوجة والعبارات الفضفاضة والملتبسة في وصف الإرهاب دون سند علمي أو قانوني واضح، والتي تصل في بعض الأحيان إلى تشبيه أعمال الإرهاب بأحداث التمرد.
وفي نهاية تصريحاته، ذكر أبو زيد أن وفد مصر نقل بوضوح وجهة النظر المصرية القائمة على حتمية المواجهة الشاملة مع الإرهاب أمنياً وفكرياً، مشيراً إلى ما تمتلكه بلاده من مؤسسات دينية لها باع طويل في مواجهة خطاب الكراهية والتطرف وتقديم صحيح الدين، وعلى رأسها مؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.
كما شدد على القيمة المضافة التي تقدمها مؤسسة الأزهر الشريف لجهود مكافحة الفكر المتطرف، والتي لا يضاهيها فيها أحد في ظل حجم التأثير الواسع لتلك المؤسسة العريقة وما تتمتع به من إجلال وإكبار على مستوى العالم الإسلامي، وهو ما ينبغي على التحالف الدولي تعظيم الاستفادة منه.