انطلاق مهرجان سلطان بن زايد لركوب القدرة والتحمل
فعاليات المؤتمر تضمنت ورشة عمل حول "جدولة السباقات ومدى تأثيرها الإيجابي والسلبي على توزيع المدربين للخيل في موسم رياضة الفروسية".
انطلقت اليوم الأربعاء في قرية بوذيب العالمية للقدرة بالختم، الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الدولي للفروسية - ركوب القدرة والتحمل، الذي ينظمه نادي تراث الإمارات بتوجيهات ورعاية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس دولة الإمارات رئيس النادي بالتعاون مع اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، وفي ظل بروتوكول وقوانين بوذيب لركوب القدرة والتحمل.
وشكل المؤتمر الدولي الرابع لركوب القدرة والتحمل باكورة فعاليات المهرجان .
حضر المؤتمر حميد سعيد سالم بولاحج الرميثي المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات بنادي تراث الإمارات، و الدكتور عبيد علي راشد المنصوري نائب مدير عام مركز سلطان بن زايد، ومحمد عبدالله شلبود الهاملي وكيل إدارة أعمال الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس اللجنة العليا لشؤون الخيل والفروسية، وعلي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام بنادي تراث الإمارات، وأديب عبد الكريم الحمادي المدير التنفيذي لاتحاد الإمارات للفروسية والسباق، وغانم عبدالله المزروعي مدير إدارة ورسان، وأعضاء اللجنة المنظمة، وعدد من مديري الإدارات والمسؤولين في النادي والمركز ، إضافة إلى ممثلي الجهات الراعية والداعمة، وجمع من الإعلاميين والمهتمين.
وغطت فعاليات المؤتمر أول أيام المهرجان، حيث تضمنت ندوة بعنوان "العلاقة بين الخيل والفارس – الجانب الإنساني"، أدارها الحكم الإماراتي الدولي محمد علي الحضرمي، وشارك فيها نخبة من الخبراء والباحثين والمختصين من جنسيات مختلفة، هم: الحكم الدولي عزير شيخ محمد ياسين من الهند، والحكم الدولي كريستيان لوزانو من فرنسا، والطبيب البيطري الدولي الدكتور جان لوي لوكليرك من فرنسا، والطبيب البيطري الدولي السويدي الدكتور هالفرد سومراش، والطبيبة البيطرية الإماراتية رولا حسن شعبان، والباحث في شؤون جدول المسابقات البريطاني الدكتور ديفيد جوهن ماري.
كما تضمنت فعاليات المؤتمر ورشة عمل حول "جدولة السباقات ومدى تأثيرها الإيجابي والسلبي على توزيع المدربين للخيل خلال الموسم الخاص برياضة الفروسية".
وألقى محمد عبدالله شلبود الهاملي كلمة باسم اللجنة المنظمة للمهرجان، مرحباً بالحضور في مهرجانِ الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الدولي الثالث عشر للفروسية، ناقلاً إليهم تحياتِ الشيخ سلطان بن زايد، وأمنياته بالتوفيق، مشيراً إلى أن المؤتمر يمثل أحد أوجُهِ ومجالاتِ التطور التي يحرص راعي المهرجان على إثراءِ المهرجانِ بها في كل عام، كي يحافظَ المهرجانُ على مكانتِه المحليةِ والدوليةِ التي احتلها ضمنَ مهرجاناتِ الفروسيةِ الدولية.
ثم ألقى أديب عبد الكريم الحمادي كلمة رحب فيها بالحضور، ناقلاً تحيات اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي رئيس الاتحاد والسادة أعضاء مجلس إدارة اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، مؤكداً أن مثل هذه الندوات والمؤتمرات تأتي ضمن أولوية الاتحاد في نشر ثقافة الفروسية وكيفية تطوير و تقدم فروسية الإمارات.
وأشار إلى الأهمية الكبيرة للمؤتمر الدولي الرابع لركوب القدرة والتحمل في مسار فروسية الإمارات، وأنه يعكس مدى الاهتمام بمبدأ صحة وسلامة الخيل والذي هو مبدأ أساسي راسخ لكلا المؤسستين، اتحاد الإمارات للفروسية والسباق و نادي تراث الإمارات وقرية بوذيب، وهو ما يبدو جليا في القوانين التي يطبقها الاتحاد الإماراتي وبرتوكول بوذيب للحفاظ على صحة و سلامة الفرس و الفارس على حد سواء.
وبعد فيلم قصير عن المهرجان، افتتح الحكم الدولي الإماراتي محمد علي الحضرمي المؤتمر الدولي بتقديم الشكر للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، مثمناً الثقة التي وضعها على عاتق المشاركين لمناقشة موضوع المؤتمر، مشيراً إلى الأثر الكبير لاهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" بالخيل وهو ما انعكس على أبنائه، مستدلاً بالرعاية والاهتمام الكبير الذي يوليه الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان للخيل الذي تجلى في تنظيمه مختلف فعالياتها وسباقاتها بما يخدم رياضة الفروسية في دولة الإمارات والمنطقة.
وأشار الحضرمي إلى العلاقة القديمة والمتأصلة بين الفارس والحصان في التاريخ العربي منذ الجاهلية، حيث استدل بأبيات الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد العبسي في معلقته التي تصف العلاقة المميزة بينه وحصانه، كما أورد شواهد من القرآن والسنة والمأثور الإسلامي تبين مكانة الخيل وأهميتها بالنسبة لإنسان المنطقة منذ ذلك التاريخ.
من جانبه، أوضح الحكم الدولي عزير شيخ محمد ياسين من الهند، في ورقته، الركائز الأساسية للعلاقة بين الخيل والفارس، مستعرضاً تعريف العلاقة نفسها وأهميتها في خلق رابط بينهما.
كما وصف عزيز الأثر الذي تتركه العلاقة بين الخيل والفارس، معدداً المؤهلات التي يجب توافرها لدى الفارس ليتمكن من الاقتراب من الخيل.
أما الحكم الدولي الفرنسي كريستيان لوزانو، فتناول في ورقته، الجانب الإنساني للعلاقة بين الخيل والفارس، باستعراض العلاقة الوثيقة بين الإنسان والخيول التي بدأت منذ خمسة أو ستة آلاف سنة، ودلل لوزانو على عمق العلاقة التي تطورت بين الاثنين خلال تاريخهما المشترك، مشيرا إلى أنه بالنسبة للعديد من الفرسان اليوم، فإن الهدف الحقيقي في السباقات ليس فقط عبورهم خط النهاية، ولكن التأكد من وصول الحصان معافى إلى نهاية السباق، وقال إنه بالنسبة إلى الفرسان فإن إنهاء السباق بسلامة يعني الفوز.
وأكد لوزانو أن الاختبار الحقيقي في ركوب القدرة والتحمل هو توحد الروح بين الفارس والحصان، والتفاهم والتواصل بينهما أكثر من اختبار القدرات البدنية، مؤكداً أن على المتسابق أن يعرف قدرة حصانه، وأن يعملا كفريق لتجاوز التحديات التي تواجههما، وليس التركيز على الربح فقط، وأن يهتم بحصانه لأنه هو الذي سيحمله إلى خط النهاية.
فيما استهلت الطبيبة البيطرية الإماراتية الدكتورة رولا شعبان، ورقتها التي تناولت التفاعلات بين الحصان والفارس بما يؤدي إلى علاقة إيجابية، بوصفها لركوب الخيل وأسلوبه المعتمد على التماس المباشر بين الفارس والحصان واستجابة الأخير للإشارات والأوامر التي يقوم بها الفارس.
وقالت إن العلاقة بين البشر والخيول تقوم على عدة تفاعلات في ما بينهما، تؤدي إلى علاقة إيجابية أو سلبية.
وتناولت الدكتورة رولا شعبان الإصابات التي تحدث في رياضة ركوب الخيل التي اعتبرتها من أكثر الرياضات خطورة في العالم.
وعرجت الدكتورة رولا شعبان إلى موضوع القتل الرحيم، وقالت إنه يتم تعريفه بأنه "التعمد المتسبب في وفاة غير مؤلمة وسهلة للخيل المريض، الذي يعاني من مرض عضال أو مؤلم"، وأوضحت أن القتل الرحيم هو إجراء يقوم به الأطباء البيطريون بحذر شديد، نظراً للعاطفة التي ترافقه، مشجعة مالكي الخيل على التفكير في القتل الرحيم بدلاً من إطالة أمد معاناة الحصان. قبل أن تشرح التفاصيل والإجراءات المتعلقة بالقتل الرحيم.
أما الطبيب البيطري الدولي السويدي د.هالفرد سومرسيث، فأكد خطورة رياضة ركوب الخيل وكثرة حوادثها سواء للفارس أو الحصان، مقدماً عدة نقاط تتعلق بكيفية تجنب تلك الحوادث عن طريق التدريب، مؤكداً أهمية تدريب الحصان عن طريق التعزيز الإيجابي والتجنب التام للعقاب، كما شدد على أهمية مراجعة المعدات من أجل التأكد من أنها تتناسب مع الحصان والفارس معاً منعاً لوقوع الإصابات.
واستعرض الدكتور هالفرد أشكال الاضطرابات التي يمكن أن تعتري علاقة الفارس بالحصان، وأثرها على أدائهما في السباقات، داعياً إلى تشارك الجانب العاطفي بينهما لكون الصحة العاطفية بين الحصان والفارس على قدر كبير من الأهمية، مستعرضاً جملة من المشاكل التي يتعرض لها الحصان حال تم إهماله صحياً ونفسياً.
وفي ورقته، استعرض الباحث في شؤون خيول السباقات الدكتور ديفيد مارلين من المملكة المتحدة، تاريخ العلاقة بين الإنسان والحصان منذ العصور الحجرية، ماراً بالمراحل التي كان يتم فيها صيد الحصان من قبل البشر، ثم تدجينه، واستخدامه في الجر، ثم الركوب، وغيرها من التطورات التي قال إنها مهدت وبنت العلاقة بين الخيل والفارس اليوم.
وعن الجانب النفسي وأهميته لدى الحصان، أشار ديفيد إلى أن الأدرينالين لدى الحصان أكثر بعشر مرات من الإنسان، ومن ثم فإن ما نشعر به من قلق كبشر علينا مضاعفته عشر مرات لنفهم كيف يشعر الحصان.
فيما تناول الطبيب البيطري الفرنسي الدولي د.جان لوي لوكليرك، العلاقات بين الخيل والفارس وأهمية فهم الفارس لحصانه، معطياً أهمية كبيرة لضرورة فهم لغة الجسد للتواصل بينهما، وشرح لوي معاني عدد من السلوكيات والتصرفات التي يقوم بها الخيل، وتفسيراتها التي تؤدي لمعرفة الحالة النفسية للحصان.
وفي نهاية فعاليات المؤتمر، خلص المؤتمرون إلى جملة من التوصيات أهمها وضع متطلبات ومعايير للأندية ومراكز تعليم ركوب الخيل، تساعدهم في الفهم الأشمل لقوانين رياضة الفروسية، واقتراح مناهج تعليمية وإجراءات اعتماد دقيقة لمراكز تدريب ركوب الخيل، وكذلك دراسة مدى تأثير فترات الاستراحة الإجبارية على الخيول بعد مشاركتها في سباقات القدرة والتحمل، إضافة إلى دراسة مدى تأثير الوزن الإضافي الإجباري على الخيول المشاركة في سباقات القدرة والتحمل، كما اقترح المؤتمرون إجراء بحوث ودراسات إضافية حول التعامل مع الخيل والعناية به وبسلامته، مع التركيز على كيفية التعامل مع إصابات الخيل في مشاركتها بسباقات القدرة والتحمل.
وبدأت بعد ظهر الأربعاء إجراءات الفحص البيطري لكل من سباق 100.91 كم محلي سيدات، وسباق 242.15 كم دولي مفتوح "3 نجوم" الذي ستكون انطلاقة يومه الأول "80.84 كم" صباح الخميس، فيما ينطلق سباق 100.91 سيدات صباح اليوم نفسه، الذي سيشهد في الثانية والنصف ظهراً الفحص البيطري لسباق 100.91 كم للخيول ذات الملكية الخاصة.
وستبدأ يوم الجمعة، في الخامسة والنصف صباحاً إجراءات الفحص البيطري لسباق 242.15 كم دولي مفتوح "3 نجوم" وينطلق في يومه الثاني في السادسة والربع، وفي التوقيت نفسه ينطلق سباق 100.91 كم محلي للخيول ذات الملكية الخاصة، فيما يبدأ في الثانية والنصف بعد ظهر ذلك اليوم الفحص البيطري لسباق 80.47 كم دولي تأهيلي "نجمة واحدة"، ويبدأ بعد ذلك بنصف ساعة الفحص البيطري لسباق 120.27 كم دولي للشباب والناشئين "نجمتان"، فيما يبدأ في الثامنة والنصف صباحا الفحص الطبي لجولة أكاديمية بوذيب التعليمية لمسافة 20 كم وتنطلق في التاسعة صباحا.
ويشهد يوم السبت، آخر أيام المهرجان، في الخامسة والنصف صباحاً إجراءات الفحص البيطري لسباق 242.15 كم دولي مفتوح "ثلاث نجوم" في يومه الثالث "80.47 كم" الذي ينطلق في السادسة والربع صباحاً، وينطلق في التوقيت نفسه سباق 120.27 كم دولي للشباب والناشئين "نجمتان"، يعقبه في السابعة انطلاق سباق 80.47 كم دولي تأهيلي "نجمة واحدة"، وفي الثامنة والنصف سيكون الفحص الطبي لجولة أكاديمية بوذيب التعليمية لمسافة 40 كم التي تنطلق في التاسعة صباحاً.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA==
جزيرة ام اند امز