في يومها العالمي.. "بالعربي" تحتفي بإنجازات أبناء "لغة الضاد"
احتفت مبادرة "بالعربي" بإنجازات أبناء اللغة العربية الذين رفعوا اسمها عاليا في سماء العلم والابتكار، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
وتقود مبادرة "بالعربي"، عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حركة تنويرية منذ 9 سنوات بهدف تعريف الشباب العربي والنشء الجديد بروعة لغة "الضاد"، وكيف أثرت في باقي اللغات وترك أبناؤها بصماتهم في عشرات المجالات على مر العصور.
"بالعربي" إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي تسعى إلى تعزيز مكانة اللغة العربية كلغة عالمية، وتشجع الشباب العربي على استخدامها في كافة المحافل.
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، وتقديراً للدور المعرفي للغتنا الرائدة، احتفت مبادرة "بالعربي" بلغة الضاد بتسليط الضوء على جانب من الإنجازات التي حققها أبناء "العربية" وكيف أثرت في باقي اللغات.
أبناء "الضاد" في سماء العالمية
عبر صفحة المبادرة الرسمية على موقع "تويتر" @bilarabi_mbrf، غردت "بالعربي" موضحة كيف أنار علماء ومفكرو العرب الطريق للبشرية منذ مئات السنين، وحجم الإنجاز الذي تحقق على أيديهم ويستكمله أحفادهم الآن.
وكتبت "بالعربي": "نحتفي هذا العام بلُغة الضاد التي قادت المعرفة لأكثر من 8 قرون مضَت في المجالات كافة، وتطبع اليوم بأحرفِها الابتكارات في مجالات الطب، والفضاء، والكيمياء، والفيزياء، والهندسة، والتكنولوجيا".
العرب أول من قدّموا خريطة مُتكاملة للعالم القديم، معلومة قد تكون مجهولة لبعض أبناء "لغة القرآن"، ومن أبرز هذه الخرائط التي قدمها الجغرافي محمد الإدريسي قبل 900 سنة، والتي رُسِمَت بشكل مقلوب، حيث كان اعتقاد الناس وقتها أنَّ الجنوب يوجد في الأعلى.
بينما يعد بَدِيعُ الزَمانْ أَبُو اَلْعِزِ بْنُ إسْماعِيلِ بْنُ الرِّزاز الجَزرِي الملقب بـ"الجَزِري"، أحد أعظم المهندسين والميكانيكيين والمخترعين في التاريخ، اخترع مضخات الماء، والعديد من الآلات الموسيقية، وساعات مائية تحتوي على تنبيه ذاتي، كما اخترع "ساعة الفيل الأسطوريَّة".
عالم الرياضيات ومؤسِّس علم الجبر الخوارزمي، واحد من أبرز المخضرمين الذي عرفتهم البشرية في هذا المجال المهم، وأسهم في وضع أسسه التي نقلت عنه للغات أخرى ودرس في جامعات عريقة، وفقا للمبادرة.
وغردت: "المختصر في حساب الجبر والمقابلة" كُتِبَ باللغة العربية من قِبَل عالم الرياضيات ومؤسِّس علم الجبر الخوارزمي، ثمَّ تُرجِم إلى اللغة اللاتينية في القرن الثاني عشر وظلَّ يُدرَّس في جامعات أوروبا حتى القرن السادس عشر.
مريم الاسطرلابية، عالِمة الفلك أسهمت أفكارها وأبحاثها في التوصُّل إلى ما يعرف اليوم "بالبوصلة" و"علم الفلك".
شرح الجرَّاحُ الكبير أبوالقاسم الزهراوي علمَ الجراحة، وابتكر طرقاً جديدة في الجراحة، امتدَّ نجاحُها فيما وراء حدود إسبانيا الإسلامية بكثير، وكان الناسُ من جَميع أنحاء العالم يذهبون لإجراء العمليات الجراحية في قرطبة، وفقا لما خطه المستشرق الفرنسي جاك رايسلر في كتابه "الحضارة العربية".
أثر "لغة الضاد" على باقي اللغات كان واضحا، إذ يجد المتتبعون أنها حاضرة في 8 لغات عالمية هي: الإسبانية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والتركية والفارسية والأندونيسية، بحسب المبادرة التي نقلت المعلومة عن "ithra".
كما تحتوي اللغة الإسبانية على نحو 8 آلاف كلمة من أصل عربي، بحسب ما نشره موقع اللغات الإسباني "سبانش ديكت".
وتحت عنوان "هل تعلم"، ألقت المبادرة الضوء على تعبير "Straw that Broke the Camel’s Back"، وأوضحت أنه اُقْتُبِسَ من الأصل العربي "القشة التي قصمت ظهر البعير" خلال حركة الترجمات التي شهدتها أوروبا في القرون الوسطى.
أيضا اشتقت كلمة "Algebra" من المصطلح الذي ألفه عالم الرياضيات المسلم محمد بن موسى الخوارزمي في القرن التاسع؛ حيث دخلت إلى اللغة الإنجليزية في وقت ما من القرن 15.
وتشير التقديرات إلى وجود 10 آلاف كلمة إنجليزية هي في الأصل عربية بحسب موقع اللغات "ماذر تونج".
لغتنا العربية تناسب كل العصور، وأصبح الآن الروبوت يتحدث باللغة العربية وهو ما يثبت أنها تناسب كل العصور.
وبين ماضي حملت فيه النجوم أسماء عربية وحاضر أصبحت فيه اللغة العربية موجودة في النجوم والفضاء، تستمر لغتنا العربية حاضرة في كل المجالات.
وما زالت "لغة الضاد" ترفد العلوم بأهم المؤلفات والعلماء، ومن العلماء الذين برعوا في الكيمياء أحمد زويل الذي قادته أبحاثه للحصول على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999.
وغردت: "من جابر بن حيان حتى أحمد زويل: اللغة العربية لا تزال تبهر العالم باكتشافات في مجال الكيمياء تساعد في تقدم العالم".
وعلى مدى قرون، ظلت "العربية" لغة الفكر والعلوم والآداب والمعارف، وهي التي نزل بها القرآن الكريم، وقدّم أهلها للعالم علوماً ومنجزات تشكّل أساس كل النهضة الحضارية المعاصرة.
9 سنوات من الاحتفاء "بالعربية"
ولدت مبادرة "بالعربي" من رحم فكرة طرحها مجموعة من طلبة جامعات الإمارات، وبمشاركة عدد كبير من الشباب المتطوع من عدة جامعات في الدولة.
تبنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة الفكرة وأُطلِقتها سنويًّا بالتزامن مع "اليوم العالمي للغة العربية" الذي حدَّدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 من ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
تحرص المبادرة على الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي عن طريق التشجيع على استخدام اللغة العربية فقط في جميع وسائل التواصل الاجتماعي: تويتر، وفيسبوك، وأنستقرام طيلة اليوم العالمي للغة العربية.
وتركِّز "بالعربي" على تقديم فعاليات متنوعة تغطي معظم قنوات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، وتنشر الوعي بجماليات اللغة العربية وكنوزها التي ترتبط بتراثنا وتاريخنا العربي الأصيل.
تستهدف المبادرة الإماراتية جميع فئات المجتمع الناطقة باللغة العربية في الدولة وحول العالم، لتعزيز الهوية العربية لدى الشباب والشعور بالانتماء.
وتهدف دعم اللغة العربية والمحافظة عليها والحث على استخدامها بصفة دائمة في قنوات التواصل الاجتماعي.
أثر المبادرة كان واضحا على مر السنوات الماضية، مثلا في عام 2018 تمكنت من إيصال وسم #بالعربي إلى 3.5 مليار مشاهدة ولقيت تفاعلا وانتشارا لفعالياتها في عدد من الدول، بالتعاون مع سفارات الإمارات هناك.
كما حظيت المبادرة في نسختها السابعة في 2019 باهتمام واسع من الجهات الحكومية والخاصة بدولة الإمارات لتعزيز مكانتها بين لغات العالم.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA= جزيرة ام اند امز