الحوثيون يسلبون براءة أطفال اليمن في يومهم العالمي
أحيى اليمن اليوم العالمي للطفل، الذي يصادف 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، في ظل واقع مؤلم تمر به الطفولة في بلد أنهكته الحرب.
وبحسب التقارير الصادرة عن المنظمات اليمنية المعنية بالطفولة، فإن الطفل اليمني لا يعيش أفضل أيامه، نتيجة الانتهاكات التي تطاله بسبب حرب الحوثيين.
وخلال سنوات الحرب ما فتئت مليشيات الحوثي تُجنّد أطفال اليمن وتزج بهم في أتون المعارك وجبهات القتال، وهي بذلك تغتال حاضر هؤلاء الصغار وتقتل مستقبل البلاد، وفق التقارير الحقوقية.
قتل واختطاف وتجنيد
وفي هذا الصدد، نفذت كيانات حقوقية ورسمية في اليمن فعاليات عديدة للتذكير بما يتعرض له أطفال اليمن من انتهاكات بسبب حرب الحوثيين، وأبرزها التجنيد والقتل والتشريد.
حيث حضرت "العين الإخبارية"، اليوم الإثنين، ندوةً نقاشية نظمتها اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، حول دور اللجان والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في حماية حقوق الطفل باليمن.
رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق القاضي أحمد المفلحي، تحدث خلال الندوة عن أنواع الانتهاكات التي مست حق الطفل في اليمن، ووثقتها اللجنة الوطنية عبر فرقها الميدانية في كافة المحافظات.
وأشار القاضي المفلحي إلى أن اللجنة الوطنية وثقت خلال فترة عملها (3697) حالة قتل وتشويه للأطفال، و(503) وقائع اختطاف، و(909) حالات تجنيد، إضافة إلى (28) واقعة عنف جنسي، و(106) هجمات تعرضت لها مدارس ومستشفيات.
مناصرة أطفال اليمن
ومساء اليوم الإثنين، تطلق منظمة ميون لحقوق الإنسان حملة إعلامية لمناصرة أطفال اليمن ضحايا الانتهاكات الجسيمة، تزامنا مع اليوم العالمي للطفل، داعيةً ووجهت منظمات حقوق الإنسان والناشطين والصحفيين للمشاركة في الحملة.
وقال رئيس منظمة ميون عبده الحذيفي، لـ"العين الإخبارية"، إن الحملة تهدف إلى مناصرة أطفال اليمن الذين يتعرضون لانتهاكات جسيمة منذ سنوات، مؤكدا أهمية المشاركة في الحملة من قادة منظمات المجتمع المدني والناشطين.
ودعا الحذيفي إلى ضرورة تفاعل وسائل الإعلام في الحملة المتزامنة مع إحياء اليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال إن أطفال اليمن ومنذ اندلاع الحرب يتعرضون لانتهاكات جسيمة لا سيما التجنيد واستخدامهم كجنود وتعرضهم للقتل والتشويه، وكذا عدم حصولهم على الغذاء، وعدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الصحية والتعليم في المدارس.
وأضاف أن منظمة ميون منذ تأسيسها تولي أهمية كبيرة بالدفاع عن حقوق الأطفال ومناصرة الضحايا، مشيرا إلى أن هذه الحملة في سياق مسؤوليتها الإنسانية تجاههم.
حياة مهددة
ويأتي يوم الطفل العالمي في اليمن في ظل تصنيف منظمة اليونيسف الأممية، المهتمة بالطفولة، لليمن بأنها واحدة من أسوأ البلدان التي يمكن أن يعيش فيها الأطفال، لما تواجهه من نزاع مستمر منذ سنوات.
وقالت اليونيسف، في تقرير سابق، إن الآلاف من الأطفال في اليمن يتعرضون إما للقتل وإما الإصابة في حرب ليست من صنع أيديهم، وفي ظل خطر مشترك ناجم عن النزاع المسلح والمرض وسوء التغذية، والذي يعد واقعا يوميا يعيشه هؤلاء الأطفال.
وخلال الأسبوع الماضي كشفت اليونيسيف أن أطفالا باليمن يكابدون العبء المزدوج المتمثل في ندرة المياه المرتفعة وانخفاض مستويات الحصول على مياه الشرب النظيفة، بواقع 8 أطفال من أصل 10 لا يحصلون على مياه شرب نظيفة.
وأكدت المنظمة أن هذا الواقع يعرض حياة الأطفال للخطر، كأحد الأسباب الرئيسية لكثرة الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة، نتيجة الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
aXA6IDE4LjE4OC4xNzUuNjYg جزيرة ام اند امز