اليوم الدولي للأخوة الإنسانية.. مبادرات الإمارات بلسم لأوجاع العالم
يحتفل العالم، الأحد، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، في وقت تتواصل فيه مبادرات الإمارات الإنسانية والإغاثية لتخفيف أوجاع العالم.
مبادرات تجسد الأخوة الإنسانية في أسمى معانيها، وتتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
يأتي احتفال العالم بتلك المناسبة بعد قرار أممي في ديسمبر/كانون الأول 2020 يعلن يوم 4 فبراير/شباط "يوماً دولياً للأخوة الإنسانية"، تقديراً وتخليداً لمبادرة الإمارات التاريخية بإطلاق وثيقة "الأخوة الإنسانية".
وقّع هذه الوثيقة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، على أرض دولة الإمارات في مثل هذا اليوم عام 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وتحل هذه المناسبة فيما تتدفق المساعدات الإماراتية كأنهار عطاء جارية لمد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، جراء الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية.
يأتي الاحتفال بتلك المناسبة، غداة توجيه الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات بتخصيص 5 ملايين دولار دعما لجهود سيغريد كاج كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
جاء ذلك بالتزامن مع إبحار ثاني سفينة مساعدات إماراتية إلى مدينة العريش تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، في وقت تتواصل فيه حملة "كسوة الشتاء للمتضررين من موجة البرد" الإماراتية في مناطق حضرموت اليمنية.
عطاءٌ يأتي في إطار استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً"، دون تمييز جغرافي أو عرقي أو ديني.
ضمن تلك الاستراتيجية، سيرت دولة الإمارات على مدار الفترة الماضية جسورا إنسانية عديدة لإغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والمناخية التي شهدتها العديد من دول العالم مثل سوريا وتركيا وأفغانستان وسيشل وليبيا والمغرب، والصراعات السياسية في دول مثل فلسطين والسودان وأوكرانيا.
أيضا يأتي الاحتفاء بتلك المناسبة، فيما تحقق دبلوماسية الإمارات الإنسانية إنجازا تلو الآخر، كان أحدثها نجاح وساطة إماراتية قبل 4 أيام بإتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، تعد الثانية في شهر واحد، تتوج جهودا إنسانية ودبلوماسية متواصلة من أجل السلام.
جهود ومبادرات ترسخ بها دولة الإمارات مكانتها كداعم رئيسي لجهود تعزيز الأمن والاستقرار حول العالم من خلال دبلوماسيتها ومساعداتها الإنسانية ومبادراتها التي تستهدف خير ونماء البشرية ونشر قيم الخير والسلام والتسامح والأخوة.
دعم فلسطين.. ملحمة إنسانية
وتسطر الإمارات خلال الفترة الحالية ملحمة سياسية ودبلوماسية وإنسانية تاريخية، بمداد دعم لا ينضب لسكان غزة وفلسطين على مختلف الأصعدة، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع.
ضمن أحدث تلك الجهود، أبحرت ثاني سفينة مساعدات إماراتية أمس السبت، وعلى متنها 4,544 طنا من المواد الإنسانية متجهة إلى مدينة العريش تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية.
تأتي تلك المبادرة ضمن 4 مبادرات إنسانية رئيسية أطلقتها الإمارات منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يتفرع من كل منها عشرات المبادرات التي تعبر من خلالها دولة الإمارات وقيادتها وشعبها والمقيمين فيها عن قيم التضامن والأخوة والدعم لأهل القطاع.
من أبرز تلك المبادرات «الفارس الشهم 3» والتي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والتي تم من خلالها الإعلان عن مبادرات عدة من أبرزها:
- إنشاء مستشفى ميداني في غزة استقبل حتى اليوم 2987 حالة.
- إقامة 6 محطات لتحلية مياه البحر في رفح تعمل على تحلية 1.2 مليون غالون يومياً، وضخها عبر أنابيب تمتد إلى داخل قطاع غزة، وتغطي احتياجات 600 ألف نسمة.
- إرسال قوافل مساعدات إلى معبر رفح تضم (416) شاحنة.
- تسيير جسر جوي إنساني، وصلت عدد طائراته حتى اليوم 151 طائرة شحن، إضافة إلى سفينة شحن، قاموا بنقل 10531 أطنان من المساعدات، ستزيد تلك الكميات إلى نحو 15 ألف طن مع وصول سفينة المساعدات الثانية التي أبحرت أمس.
وضمن المبادرات المتواصلة أيضا، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.
وجاء إطلاق المبادرة بالتزامن مع وصول الطائرة الأولى التي تحمل على متنها أولى الدفعات ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.
ووصلت حتى اليوم 474 حالة على 9 دفعات ، كان أحدثها قبل 4 أيام، لتلقي العلاج في مستشفيات الإمارات.
وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.
وجنبا إلى جنب مع تلك المبادرات الثلاث التي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها، رسم أهل دولة الإمارات والمقيمون فيها صورة إنسانية ملهمة دعما لإخوانهم في غزة عبر مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي تم إطلاقها في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما زالت متواصلة.
تلك الملحمة الإنسانية لدعم أهل غزة أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي أمر في الأيام الأولى للحرب وتحديدا في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار (نحو 74 مليون درهم إماراتي) عبر "الأونروا".
دعم اليمن
ومن فلسطين إلى اليمن، حيث تتواصل حاليا حملة "كسوة الشتاء للمتضررين من موجة البرد" في مناطق حضرموت المرتفعة والنائية وذلك بعد أن امتدت إليهم أيادي الهلال الأحمر الإماراتي الدافئة لتحتضن قلوبهم وأجسادهم.
وتشمل الحملة توزيع الملابس الدافئة للأفراد الذين يعانون من تأثيرات الموجة الباردة، ويستفيد منها 6612 طالبا وطالبة ممن يقطنون في المناطق النائية والجبلية بمرتفعات محافظة حضرموت.
وأينما يممت وجهك في اليمن ستجد مشاريع الإمارات حاضرة في مختلف المدن المحررة عبر مشاريع تنموية وإنسانية في مختلف قطاعات الصحة والتعليم والأمن والمياه والبنية التحتية والاقتصاد تسجل عبرها دولة الإمارات بصمات خالدة.
بلغة الأرقام، بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن نحو 22.97 مليار درهم خلال الفترة من عام 2015 وحتى عام 2021، وارتفع الإجمالي إلى مبلغ يزيد على هذا الرقم بكثير مع تواصل المساعدات الإماراتية لليمن في جميع المجالات خلال عامي 2022 و2023 وحتى اليوم.
دعم السودان
ومن اليمن إلى السودان، تتواصل جسور المساعدات الإنسانية للاجئين السودانيين في دول الجوار.
ضمن أحدث جهودها في هذا الصدد، أرسلت دولة الإمارات، 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، طائرة مساعدات إلى جمهورية جنوب السودان تحمل على متنها 100 طن من الإمدادات الغذائية لتوفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية للاجئين السودانيين في جنوب السودان.
يأتي ذلك في إطار توسيع مظلة المساعدات الإنسانية الإماراتية لتشمل عدداً من دول الجوار السوداني بما يساهم في تعزيز الاستجابة الإنسانية للمجتمعات المحلية المستضيفة للاجئين.
وتواصل دولة الإمارات منذ بداية الأزمة في إبريل/ نيسان الماضي جهوداً إنسانية مكثفة لمتابعة الوضع الإنساني للشعب السوداني، عبر تدشين جسر جوي مع جمهورية السودان وجمهورية تشاد في إطار جهودها الإنسانية المتواصلة لدعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار، وخاصة الفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، وتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للأشقاء السودانيين، حيث قدمت في هذا الصدد:
- 8810 أطنان من الإمدادات الغذائية والطبية عبر تسيير 133 طائرة إمدادات.
- إرسال سفينة حملت نحو 1000 طن من المستلزمات الإغاثية العاجلة.
- إعادة تأهيل 3 مدارس، وحفر 3 آبار، وكذلك إقامة مستشفى ميداني في مدينة أمدجراس التشادية.
أوكرانيا
ومن السودان إلى أوكرانيا، تواصل الإمارات جهوها الدبلوماسية والإنسانية لدعم اللاجئين الأوكرانيين والمتضررين من الأزمة.
ضمن أحدث تلك الجهود، أعلنت دولة الإمارات في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إرسال طائرة مساعدات تحمل على متنها 100 طن من مولدات الطاقة للمدنيين المتضررين نتيجة للأزمة المستمرة في أوكرانيا، وذلك لمساعدتهم على مواجهة ظروف الشتاء القاسي.
وقادت دولة الإمارات منذ بداية الأزمة إمدادات إغاثية عاجلة للمدنيين المتضررين في أوكرانيا، بينها:
• مساعدات إنسانية إغاثية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي.
• تدشين جسر جوي تضمن إرسال 12 طائرة حتى الآن حملت على متنها نحو 714 طناً من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية و2520 مولداً كهربائياً و60 سيارة إسعاف و2500 جهاز كمبيوتر محمول و10 آلاف حقيبة مدرسية.
• إرسال باخرة حملت على متنها 250 طناً من الإمدادات الإغاثية.
• تسيير طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
ضحايا الكوارث الطبيعية
ومن دعم ضحايا الحروب والصراعات إلى مواصلة دعم المتضررين من الكوارث الطبيعية.
ضمن أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات، 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، طائرة مساعدات إلى جمهورية سيشل تحمل 50 طناً من الإمدادات الغذائية؛ لتوفير الاحتياجات الإنسانية اللازمة لإغاثة الآلاف من الأسر المتضررة جراء الفيضانات.
يأتي هذا فيما تكمل دولة الإمارات جهودها الإنسانية، لمساعدة المتضررين من إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية في 10 سبتمبر/أيلول الماضي.
يأتي هذا بعد نحو عدة شهور من إطلاق عملية "الفارس الشهم 2" بتوجيهات من القيادة الإماراتية لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 فبراير/شباط الماضي.
مبادرة جسدت أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت الإمارات في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم، إذ تجاوز 150 مليون دولار، منهم 50 مليون دولار لتركيا.
أيضا غطت مظلة الجهود الإغاثية والإنسانية لدولة الإمارات عددا كبيرا من الدول خلال الفترة الماضية مثل الصومال وموزمبيق وباكستان وأفغانستان والمغرب وأوكرانيا وغيرها من الدول التي شهدت كوارث طبيعية أو أزمات إنسانية طارئة.
الأمن الغذائي والفقر
وعلى صعيد جهودها الإنسانية الرائدة، تواصل الإمارات جهودها لدعم الأمن الغذائي والحد من الفقر حول العالم.
ضمن أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات 23 يناير/ كانون الثاني الماضي طائرة مساعدات تحمل 50 طناً من المواد الغذائية الضرورية إلى بوركينافاسو.
وفي 14 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، أعلنت دولة الإمارات مشاركتها في تمويل الصندوق الاستئماني للنمو والحد من الفقر (PRGT)، وتخصيصها 200 مليون دولار أمريكي (735 مليون درهم إماراتي)، ضمن جهودها في توسيع الإقراض الميسر للدول ذات الدخل المنخفض، وبما ينسجم مع سعيها الدائم لتحقيق الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة والمتمثل بالقضاء على الفقر، وغيرها من التحديات التي لا بد من تكاتف دول العالم من أجل مواجهتها لمستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.
دبلوماسية رائدة.. وساطات ناجحة
أيضا يأتي الاحتفاء بتلك المناسبة، فيما تحقق دبلوماسية الإمارات الإنسانية إنجازا تلو الآخر، كان أحدثها نجاح وساطة إماراتية قبل 4 أيام بإتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، تعد الثانية في شهر واحد، والثالثة خلال عام.
صفقات تخللتها سلسلة وساطات إماراتية ناجحة في عدد من دول العالم تتوج جهود الإمارات الإنسانية والدبلوماسية المتواصلة لحل الأزمات ودعم الاستقرار ونشر السلام بالعالم.
• وتجسد وساطة الإمارات الناجحة أيضا ثقة العالم وتقديره لقيادة الإمارات وجهودها ووساطاتها القائمة على إعلاء قيم المحبة والتسامح والسلام، وأثمرت تلك الجهود عن نجاح الدولة في إجراء 3 صفقات تبادل للأسرى بين البلدين، جرت في:
• 31 يناير/كانون الثاني 2024: عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.
• 3 يناير/كانون الثاني 2024: وساطة تم بموجبها عودة 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، ، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين منذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022.
• 4 فبراير/ شباط 2023 : وساطة تم بموجبها عودة 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
إضافة لوساطاتها الناجحة بين روسيا وأوكرانيا، أنجزت الإمارات العديد من الوساطات الناجحة حول العالم منها:
• في 14 أغسطس/آب الماضي، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، اتصالاً هاتفياً من الشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء بنغلاديش أعربت خلاله عن بالغ شكرها وتقديرها للدور المهم الذي قامت به دولة الإمارات في الإفراج عن موظفي منظمة الأمم المتحدة المختطفين في اليمن لأكثر من عام وأحدهم من رعايا بنغلاديش.
• سبق أن نجحت وساطة إماراتية في تأمين سلامة الجنود المصريين في السودان، لتتوج سجل أبوظبي الحافل في جهود نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم.
وأعلنت دولة الإمارات في 20 أبريل/نيسان الماضي، نجاح الوساطة التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع مصر لتأمين سلامة الجنود المصريين الموجودين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى سفارة القاهرة بالخرطوم.
إنجازات دبلوماسية وإنسانية تتزايد وإشادات دولية تتوالى تبرز التقدير العالمي لمكانة دولة الإمارات والثقة الدولية المتزايدة في سياستها الخارجية ودبلوماسيتها الإنسانية، والتي باتت مصدر إلهام وقوة تأثير ونموذجا يقتدى به.