اليوم العالمي للأخوة الإنسانية 2023.. أهمية خاصة بالإمارات لـ5 أسباب
يحتفل العالم، السبت، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، الذي يحمل هذا العام أهمية خاصة لدولة الإمارات، لأكثر من سبب.
أول تلك الأسباب أن احتفال هذا العام يعد ثالث احتفال بهذا اليوم، منذ إقراره أمميا في أجندة الأيام العالمية، تخليدا لخطوة دولة الإمارات التاريخية باحتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
وتبرز تلك المناسبة التأثير المتنامي لدولة الإمارات في ملف تعزيز مبادئ السلام وتعميق المساعي الأممية لنشر مبادئ التسامح والتعايش، حيث تتصدر العاصمة أبوظبي قائمة أبرز مراكز العالم تأثيراً في هذا المجال.
ثاني تلك الأسباب أن احتفال هذا العام يأتي بالتزامن مع استضافة دولة الإمارات نهاية العام الجاري مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، الذي يستهدف مواجهة التحدي الأكثر تهديداً لمستقبل كوكب الأرض، وهو تغير المناخ، في تجسيد واضح لتعزيز مفهوم الأخوة الإنسانية.
السبب الثالث أن الاحتفال يحل في عام الاستدامة، بعد أن أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات 2023 "عام الاستدامة" في دولة الإمارات العربية المتحدة، في مبادرة ملهمة تتوج جهود بلاده الرائدة لتعزيز الاستدامة محليا ودوليا وترسم عبرها خارطة طريق لمستقبل أفضل للعالم.
السبب الرابع أن الاحتفال يأتي قبل 3 أسابيع من انطلاق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في 26 فبراير/ شباط الجاري في أول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية، تستمر 6 أشهر يجري خلالها أكثر من 19 تجربة علمية، في إطار إنجازات متتالية في قطاع الفضاء تسخرها الإمارات للإسهام في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية.
السبب الخامس أن احتفال العالم، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، يحل فيما تتواصل جهود الإمارات الرائدة ومبادراتها الإغاثية حول العالم، التي تتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
ثالث احتفال.. مهرجان مهم
يعد احتفال هذا العام هو ثالث احتفاء دولي بهذا اليوم، منذ إقراره أمميا في أجندة الأيام العالمية، تخليدا لخطوة دولة الإمارات التاريخية باحتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
ويأتي الاحتفال بتلك المناسبة بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2020 قراراً بالإجماع بإعلان يوم 4 فبراير/شباط أنه "اليوم الدولي للأخوة الإنسانية"، بعد مبادرة قدمتها دولة الإمارات بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر.
ويأتي القرار تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي في الرابع من فبراير/شباط 2019، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتؤسس وثيقة الأخوة الإنسانية، دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، ويتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.
وبالتزامن مع تلك المناسبة، ينطلق السبت مهرجان الأخوة الإنسانية الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش الإماراتية تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين بمشاركة دولية بارزة.
ويركز المهرجان الذي يستمر 4 أيام - هذا العام على تعزيز الجهود الدولية من أجل الإنسانية في كل مكان، كما يحمل المهرجان رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي والمحلي تركز على تعزيز الجهود الدولية لتعزيز قيم التسامح والاخوة الإنسانية.
ويلقي المهرجان الضوء على جهود الإمارات لتعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية محليا وعالميا، بالتعاون مع جميع الأشقاء والأصدقاء حول العالم.
ويضم المهرجان القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية التي تنطلق تحت شعار " مُتحدون بإنسانيتنا المشتركة"، إضافة إلى احتضان المهرجان لبطولة التسامح الدولية للشطرنج، والبطولة الآسيوية للشطرنج للسيدات، إضافة إلى الأنشطة الجماهيرية التي تنطلق في المدارس والجامعات، وجميع مؤسسات الدولة، بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة، والمجالس التنفيذية بإمارات الدولة.
وأكدت وزارة التسامح والتعايش أن المهرجان يأتي اتساقا مع احتفال الإمارات باليوم العالمي للأخوة الإنسانية والتي تجعل كل إماراتي يشعر بالفخر والاعتزاز لأن إقرار الأمم المتحدة ليوم عالمي للأخوة الإنسانية ما هو إلا ثمار الجهود المخلصة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الذي عمل على مدى سنوات لكي يجتمع العالم على مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية.
وسيتم خلال المهرجان إزاحة الستار عن "جدارية الأديان" التي ترصد تاريخ الإمارات ودورها الداعم لحرية الاعتقاد والتسامح والأخوة الإنسانية، وذلك بمقر انعقاد القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية، والتي تعد إسهاما مقدرا من دائرة تنمية المجتمع بأبو ظبي في أنشطة المهرجان.
كما سيتم تنظيم مسابقات متنوعة في التسامح والأخوة الإنسانية “المدارس والجامعات”، وتوزيع الوثيقة على الطلبة والمؤسسات الحكومية، وتخصيص دروس لشرح أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية، إضافة إلى أنشطة تُنظم من خلال أندية التسامح في المدارس والجامعات.
COP28
أيضا يأتي احتفال هذا العام بالتزامن مع استضافة دولة الإمارات نهاية العام الجاري مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28"".
وتجسد استضافة الإمارات لأهم مؤتمر دولي للمناخ جهود الإمارات في تعزيز مفهوم الأخوة الإنسانية على أرض الواقع.
ويحمل مؤتمر الأطراف COP28 أهمية خاصة كونه سيشهد أول تقييم للحصيلة العالمية للتقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، مما يتيح محطة مهمة وحاسمة لتوحيد الآراء السياسية والاستجابة للتقارير العلمية التي تشير إلى ضرورة خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030 للتقدم في تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض فوق عتبة الـ1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050.
وسيسهم إنجاز الحصيلة العالمية في تحقيق الزخم اللازم لمفاوضات هذا المؤتمر ومؤتمرات الأطراف المستقبلية، وستحرص دولة الإمارات على الوصول إلى مخرجات عالية الطموح استناداً إلى المفاوضات ونتائج الحصيلة العالمية.
يأتي هذا في إطار جهود الإمارات لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحدي الأكثر تهديداً لمستقبل كوكب الأرض، وهو تغير المناخ.
عام الاستدامة
السبب الثالث الذي يجعل احتفال هذا العام أهمية خاصة أن الاحتفال يحل في عام الاستدامة، بعد أن أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات 2023 "عام الاستدامة" في دولة الإمارات العربية المتحدة، في مبادرة ملهمة تتوج جهود بلاده الرائدة لتعزيز الاستدامة محليا ودوليا وترسم عبرها خارطة طريق لمستقبل أفضل للعالم.
ويعني مفهوم الاستدامة "تلبية حاجات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها الخاصة".
بمعنى آخر هو العمل على تحقيق التنمية المستدامة التي تستهدف مواءمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع الأولويات البيئية، من أجل الحد من التدهور البيئي الحالي وتغير المناخ مع الحفاظ على الموارد الطبيعية قدر الإمكان بما لا يتعدى قدرتها على التجدد من أجل مستقبل الأجيال القادمة، والعمل على تحقيق تنمية طويلة الأمد.
وهو أمر يجسد الأخوة الإنسانية في أسمى معانيها من خلال حفظ حقوق أجيال المستقبل.
وهو ما يبرز جليا في شعار "عام الاستدامة" الذي انطلق تحت شعار "اليوم للغد "، والذي يهدف من خلال مبادراته وفعالياته وأنشطته المتنوعة، إلى تسليط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في مجال الممارسات المستدامة، منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إضافة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال نحو بناء مستقبلٍ أكثر رخاءً وازدهاراً.
كما يهدف العام إلى إبراز الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز العمل الجماعي الدولي لمعالجة تحديات الاستدامة ودورها في البحث عن حلول مبتكرة يستفيد منها الجميع على الساحة الدولية وخاصة في مجالات الطاقة والتغير المناخي وغيرها.
إنجاز تاريخي
السبب الرابع أن الاحتفال يأتي قبل 3 أسابيع من انطلاق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في 26 فبراير/ شباط الجاري في أول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية، تستمر 6 أشهر.
وخلال 4000 ساعة على متن محطة الفضاء الدولية، سيجري سلطان النيادي أكثر من 19 تجربة بحثية، ودراسات متقدمة، بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا"، تشمل مجموعة من المجالات؛ أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم "ما فوق الجينات"، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات، وتجارب علمية مهمة، تسخرها الإمارات للإسهام في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية.
عاصمة الإنسانية
السبب الخامس أن احتفال العالم، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، يحل فيما تتواصل جهود الإمارات الرائدة ومبادراتها الإغاثية حول العالم، التي تتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
ويستذكر العالم في تلك المناسبة المهمة ما حققته دولة الإمارات من إنجازات على صعيد العمل الإنساني، لتحتل لسنوات عدة المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.
ضمن أحدث تلك المساعدات، وصلت العاصمة البولندية وارسو طائرة مساعدات إماراتية يناير/ كانون الثاني الماضي ضمن مساعدات إغاثية إنسانية خصصتها دولة الإمارات إلى المدنيين المتضررين من الأزمة في أوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار.
يأتي هذا ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولا" من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
ضمن تلك الاستراتيجية، سيرت دولة الإمارات على مدار الفترة الماضية جسورا إنسانية عديدة لإغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والمناخية التي شهدتها العديد من دول العالم.
من باكستان شرقا حتى السودان غربا مرورا بالصومال، ومن أفغانستان شمالا حتى جنوب أفريقيا جنوبا، وتواصلت على مدار الشهور الماضية قوافل إغاثية إماراتية لتقديم الدعم للمتضررين من الفيضانات في دول مثل السودان وباكستان وجنوب أفريقيا ونيجيريا، والزلازل في دول مثل أفغانستان والجفاف في دول مثل الصومال.
ويكتسب العمل الإنساني في دولة الإمارات تميزه وريادته من عدة سمات، أبرزها أنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به العديد من الجهات الرسمية والأهلية والتي فاق عددها الـ43 مؤسسة وهيئة.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس دولة الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة.