إشادات دولية بالحريات الدينية.. الإمارات منارة التسامح
المؤتمر الذي عقد بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة، أشاد بدور دولة الإمارات العربية المتحدة في ملف الحريات الدينية
التسامح.. لم يكن كلمة عابرة في قاموس دولة الإمارات العربية المتحدة، بل قيم تغرس في أرضها وتترجم أفعالا على أرض الواقع، ففي مؤتمر صحفي بشأن أوضاع الحريات الدينية في العالم، وفقا لتقرير سنوي تصدره الولايات المتحدة، حظيت الإمارات بإشادات واسعة لدورها الحيوي في نشر التسامح.
فخلال المؤتمر الذي عقد بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة، أشاد بدور دولة الإمارات العربية المتحدة في ملف الحريات الدينية.
الإشادات التي تحظى بها الإمارات في هذا المجال، جاءت نتيجة حتمية للمجهودات التي تبذل، التقرير التالي يستعرض أبرز محطات الإمارات في طريق التسامح والحريات الدينية.
عام التسامح
في نهاية ديسمبر/كانون الثاني 2018 أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة "عام 2019" عاماً للتسامح، من أجل نشر قيمه وترسيخ مبادئه.
وفي الوقت الذي أعلن فيه العام الجاري عاما للتسامح رصدت الإمارات 5 محاور رئيسية، أولها تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع، من خلال التركيز على قيم التسامح لدى الأجيال الجديدة.
ثانيا: ترسيخ مكانة الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح، من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الكبرى في هذا الإطار، منها المساهمات البحثية والدراسات الاجتماعية والثقافية المتخصصة في مجال التسامح وحوار الثقافات والحضارات.
ثالثا: التسامح الثقافي من خلال مجموعة من المبادرات المجتمعية والثقافية المختلفة.
رابعا: طرح تشريعات وسياسات تهدف إلى مأسسة قيم التسامح الثقافي والديني والاجتماعي.
خامسا: تعزيز خطاب التسامح وتقبل الآخر، من خلال مبادرات إعلامية هادفة.
وبالتزامن مع إعلان عام التسامح، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "نسعى لتحويل قيمة التسامح إلى عمل مؤسسي مستدام يعود بالخير على شعوبنا".
وأضاف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "نريد سياسات حكومية ترسخ التسامح ودراسات مجتمعية معمقة لنشر مبادئ التسامح لدى الأجيال الجديدة".
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات عنوان التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر.
وأضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن المجتمعات التي تؤسس على قيم ومبادئ التسامح والمحبة والتعايش هي التي تستطيع تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية بجميع جوانبها.
وكانت الإمارات أعلنت خلال عام 2016 تأسيس أول وزارة للتسامح في العالم، وأصدرت مجموعة من القوانين الخاصة بمكافحة التمييز والكراهية وتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، وأعلنت عدداً من المبادرات في مجال تعزيز الحوار بين الشعوب والأديان.
أرض الحريات الدينية
فبراير/شباط 2019، توجهت أنظار العالم أجمع إلى أرض الحريات الدينية والتسامح دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لمنطقة الخليج العربي.
وحظيت الزيارة باهتمام عالمي، لأنها جمعت بين قداسة البابا فرنسيس مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب.
وأشاد البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بدور الإمارات ونهجها التسامحي، قائلًا: "بسبب بُعد النظر وحكمة قادة الإمارات تحولت الصحراء إلى مكان مزدهر ومضياف"، مشيرا إلى أن الصحراء التي كانت حاجزا عسيرا ومنيعا صارت مكانا للقاء بين الثقافات والديانات.
واستطرد قداسة البابا فرنسيس: "لقد أزهرت الصحراء هنا، ليس فقط لأيام قليلةٍ في السنة، إنما لسنوات كثيرة في المستقبل، إن هذا البلد الذي تُعانق فيه الرمالُ ناطحاتِ السحاب يبقى تقاطعا مهما بين الشرق والغرب، بين شمال الأرض وجنوبها، يبقى مكانا للنمو، حيث الفسحات التي لم تكن مأهولة في السابق، تقدم اليوم فرصَ عملٍ لأشخاص من أمم مختلفة".
ولم تخل محصلة هذه الزيارة من إنجازات مميزة "كتوقيع وثيقة الإخوة الإنسانية، وإطلاق جائزة الأخوة الإنسانية، وإقامة قداس تاريخي بحضور نحو 140 ألف شخص، ووضع حجر الأساس لبناء كنيسة القديس فرنسيس ومسجد الإمام الأكبر أحمد الطيب في أبوظبي، وتشييد بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي".
جوائز وإشادات عالمية
نتيجة نهج التسامح ودور الإمارات في هذا المجال، حظيت قيادات الإمارات الدينية على إشادات دولية وعربية ترجمت لجوائز رفيعة، فالجمعية العالمية للدفاع عن الحرية الدينية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بجنيف منحت الجائزة الدولية لسفير الحريات الدينية للشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ورئيس منتدى تعزيز السلم.
وتعدّ الجائزة من أهم الجوائز التي تُمنح سنوياً تكريماً للشخصيات الدولية التي ساهمت بشكل كبير وفعّال ضمن مجال الحرية الدينية وتعزيز ثقافة السلام والتعايش بين الأديان.
كما أشاد محمد الحافظ النحوي، رئيس منتدى علماء أفريقيا، بدور الإمارات في نشر ثقافة التسامح حول العالم، خلال المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية.
تسامح وحرية دينية ورفض للكراهية تجعل من دولة الإمارات العربية المتحدة منارة لنشر قيم الإسلام النبيلة، في وقت تتعالى فيه أصوات الكراهية وبث الفوضى.