هل تتشكل مبادرة جديدة في أوكرانيا؟.. خطوط ساخنة في 24 ساعة
على مدار الـ24 ساعة الماضية لم تنقطع الاتصالات الدولية بين الأطراف الفاعلة للحد من آثار الأزمة الروسية الأوكرانية والوصول لوقف الحرب.
خطوط هاتفية مفتوحة بحرارة عالية لا تقل عن سخونة أجواء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا على ثلوج أوروبا، حيث أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، اتصالين هاتفيين يفصلهما ساعات قليلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبعده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
قنوات لم تغلق رغبة في سرعة الوصول للحلول سياسية تنهي حربا مستمرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي، حيث أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي أجرى اتصالا هاتفيا مساء الأحد مع نظيره الأوكراني، أبلغه فيه بمضمون الاتصال في وقت سابق اليوم مع الرئيس الروسي.
وأكد ماكرون في الاتصال مع بوتين مخاوفه إزاء الهجوم الوشيك المحتمل على مدينة أوديسا الأوكرانية، وأهمية إيجاد تسوية عبر التفاوض للأزمة الأوكرانية وحماية المنشآت النووية الأوكرانية.
وقبل هذين الاتصالين، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، مساء الأحد أيضا، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي بعد لقاء مطول جمعهما أمس السبت في الكرملين.
ومنتصف اليوم الأحد أيضا، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي بحثا خلاله تطورات الأوضاع في أوكرانيا.
وخلال الاتصال، دعا الرئيس التركي نظيره الروسي إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء عملية سلام مع أوكرانيا.
وقالت الرئاسة التركية، في بيان، إن أردوغان ناقش في اتصال هاتفي مع بوتين الوضع في أوكرانيا، وأبلغه استعداد أنقرة المساهمة في التوصل لحل سلمي للصراع.
وأبلغ أردوغان، بحسب بيان الرئاسة التركية، بوتين بأن الوقف الفوري لإطلاق النار في أوكرانيا سيخفف من دواعي القلق بشأن الوضع الإنساني.
من ناحية أخرى، أعلن بيان صادر عن الكرملين أن بوتين أخبر أردوغان بأن روسيا مستعدة للحوار مع أوكرانيا والشركاء الأجانب.
وأشار الكرملين إلى أن الرئيس الروسي شدد على أن العملية العسكرية في أوكرانيا تسير وفقا للخطة الموضوعة والجدول الزمني، وقال إن العملية العسكرية لن تتوقف إلا إذا أوقفت أوكرانيا القتال.
وأكد بوتين أن العملية العسكرية في أوكرانيا لن تتوقف إلا إذا تمت تلبية مطالب روسيا، وأعرب عن أمله في أن يتبنى المفاوضون الأوكرانيون نهجا بناء أكثر، ويأخذون الواقع على الأرض في الحسبان.
ومنذ الساعات الأولى لليوم وللمرة الثالثة في غضون 24 ساعة، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان الأحد تلقته "العين الإخبارية": "تحدث رئيس الوزراء بينيت مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي.. هذه هي المكالمة الهاتفية الثالثة التي أجريت بينهما خلال الـ24 ساعة الأخيرة".
وفي تصريح لاحق له، أكد بينيت أنه سيستمر في محاولة المساعدة في أزمة أوكرانيا "حتى إن لم تكن فرص النجاح كبيرة".
وبعد ذلك بوقت قصير، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه "سيواصل جهود الوساطة بالأزمة الروسية الأوكرانية، حتى وإن لم تكن الفرص كبيرة".
وكان بينيت اتصل للمرة الأولى مع الرئيس الأوكراني فور انتهاء لقاء استمر 3 ساعات مع الرئيس الروسي في الكرملين بموسكو.
وفور انتهاء زيارته إلى موسكو توجه إلى برلين ومنها عاد إلى إسرائيل فجر الأحد.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "اجتمع رئيس الوزراء مع المستشار الألماني أولاف شولتز لمدة ساعة ونصف حيث تناولا معا العشاء وبحثا عدة قضايا، بما فيها الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا".
وأضاف: "خلال مساء أمس تحدث رئيس الوزراء مرتين مع الرئيس الأوكراني بعد لقائه مع الرئيس الروسي، كما تحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتأتي هذه الاتصالات الدولية كوسيلة من وسائل تشكيل على ما يبدو مبادرة دولية تنهي حالة الحرب بين موسكو وكييف في ظل القلق الدولي من تتداعيات هذه الأزمة العالمية.
كما تأتي هذه الاتصالات مع إعلان أوكرانيا، الأحد، أنها لا تعتزم التنازل عن وحدة أراضيها خلال المحادثات مع روسيا، في الوقت الذي تتحدث عن الانفتاح على المفاوضات.
وقال المفاوض الأوكراني ديفيد أراخاميا، لشبكة فوكس نيوز، إن بلاده لا تعتزم التنازل عن وحدة أراضيها خلال المحادثات مع روسيا، لكنها منفتحة على بحث "نماذج غير عضوية حلف شمال الأطلسي" من أجل مستقبل أوكرانيا.
وأضاف أراخاميا، في تصريحات نُشرت على موقع فوكس نيوز على الإنترنت قائلا: "الرد الذي يأتينا من دول حلف شمال الأطلسي هو أنهم ليسوا مستعدين حتى لمناقشة انضمامنا إلى الحلف، وليس خلال خمس أو عشر سنوات مقبلة".
وتابع القول: "نحن على استعداد لمناقشة بعض النماذج غير عضوية الحلف. على سبيل المثال، يمكن أن تكون هناك ضمانات مباشرة من دول مختلفة مثل الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة وربما ألمانيا وفرنسا. نحن منفتحون على مناقشة مثل هذه الأمور في دائرة أوسع. ليس فقط في المناقشات الثنائية مع روسيا، لكن أيضا مع شركاء آخرين".
وتسعى أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وسط معارضة موسكو، فيما استشهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعضوية أوكرانيا المحتملة في الحلف كدليل على ما يصوره على أنه عدوان للحلف على بلاده.
وجاءت تصريحات المفاوض الأوكراني عشية استعداد أوكرانيا وروسيا لعقد جولة ثالثة من المفاوضات وذلك بعد مضي أسبوع ونصف الأسبوع على اندلاع الحرب الروسية.
وكانت التصريحات الصادرة من الجانبين مؤخرا أفادت بإمكانية عقد هذه الجولة غدا الإثنين.
وكان وفدان من الجانبين أجريا جولتي مفاوضات في منطقة الحدود البيلاروسية، واتفق الجانبان على وقف لإطلاق النار لمنطقتي ماريوبول وفولنوفاخا لإجلاء المدنيين عبر ممرات إنسانية، لكن هذه المهمة فشلت اليوم مجددا وتبادل الطرفان الاتهامات بعدم الالتزام بالهدنة.
وعقد وفدا أوكرانيا وروسيا جولتين من المحادثات منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط.
يذكر أن روسيا تطالب أيضا بـ"نزع سلاح" أوكرانيا" بالإضافة إلى الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من الاتحاد الفيدرالي الروسي والاعتراف بجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين كدولتين مستقلتين.