عكس الفيفا.. "الأولمبية الدولية" تسبح ضد تيار فلويد
اللجنة الأولمبية الدولية تغلق الباب أمام إمكانية ظهور احتجاجات ضد العنصرية قبل نحو 13 شهرا من أولمبياد طوكيو. اقرأ التفاصيل
في الوقت الذي اتخذ فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) موقفا إنسانيا تجاه الاحتجاجات ضد العنصرية، التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة، لا سيما بعد مقتل الأمريكي جورج فلويد على يد أحد رجال الشرطة في بلاده، فإن اللجنة الأولمبية الدولية كان موقفها على العكس.
ورغم أن لوائح الفيفا تحظر على اللاعبين عرض أي عبارات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية على قمصانهم، أو إقحام السياسة في الرياضة، فإنه وجه رسالة مؤخرا إلى الاتحادات المحلية بضرورة التعامل بمنطقية مع اللاعبين المتعاطفين مع فلويد خلال الفترة الأخيرة وعدم اتخاذ اي عقوبات بحقهم.
وأصدر الفيفا بيانا أكد خلاله أنه يتفهم تماماً عمق المشاعر والمخاوف التي عبر عنها الكثير من اللاعبين في ظل الظروف المأسوية لقضية فلويد، وأنه أكد مرارا وقوفه ضد العنصرية والتمييز بأي شكل، وعزز مؤخراً لوائحه الانضباطية في محاولة للمساعدة على التخلص من هذه التصرفات.
ورغم تبقي أكثر من عام على دورة الألعاب الأولمبية "طوكيو 2020" التي تم تأجيلها للعام المقبل، فإن تقارير أكدت أن اللجنة الأولمبية الدولية أغلقت الباب أمام إمكانية ظهور احتجاجات مماثلة ضد العنصرية خلال منافسات الدورة.
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن "الأولمبية الدولية" أكدت أن الرياضيين ما زالوا ممنوعين من الاحتجاج في الأولمبياد، حيث تنص اللائحة 50 من القانون الأولمبي على عدم السماح بأي نوع من التعبير عن الآراء السياسية أو الدينية أو العنصرية في أي موقع أو ملعب أولمبي أو أي منطقة أخرى.
وسيكون الرياضيون الذين ينتهكون هذه القاعدة معرضين لإجراءات تأديبية، حيث أصدرت اللجنة الأولمبية الدولية إرشادات في يناير/ كانون الثاني لتوضيح أن حظر الاحتجاجات يتضمن الجلوس على الركبة أو أي إشارات أخرى.
وأكدت "تليجراف" أن اللجنة الأولمبية الدولية أبلغتها بأن هذه الإرشادات ما زالت سارية، وأنها لن تتكهن بحالات افتراضية قبل 13 شهرا من انطلاق الألعاب الأولمبية.
ضد التيار
ويأتي موقف الأولمبية الدولية ليسير ضد تيار أغلب الاتحادات الرياضية في كل أنحاء العالم التي رفضت توقيع أي عقوبات على المتعاطفين مع فلويد، بل وأبدى بعضها مساندته للقضية بشكل صريح.
وقال روجر جوديل، مفوض رابطة دوري كرة القدم الأمريكية، والذي واجه انتقادات حادة بسبب تعامل الدوري مع احتجاج كولين كيبرنيك بالجلوس على ركبته في 2016، إن مسابقته ارتكبت خطأ بعدم الاستماع لمطالب اللاعبين وحثهم على التحدث بحرية والاحتجاج بطريقة سلمية.
وتسابق نجوم العالم في كل الرياضات لإظهار دعمهم لفلويد سواء عبر رسائل من خلال حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر تصريحات إعلامية.
كما أبدى العديد من لاعبي كرة القدم مساندتهم للقضية بعدة أشكال خلال المباريات، لا سيما في الدوري الألماني، حيث ارتدى بعض اللاعبين شارات وقمصان عليها عبارة "حياة السود تهم".
وتوفي فلويد، وهو أمريكي من أصل أفريقي يبلغ عمره 46 عاما، بعدما ضغط ضابط شرطة أبيض بركبته على عنقه لحوالي 9 دقائق في 25 مايو/ أيار الماضي.
ومن المنتظر أن يناقش المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية التحركات المناهضة للعنصرية في اجتماعه الأربعاء، رغم كون احتجاجات الرياضيين تعد نادرة في الألعاب الأولمبية، على مر تاريخها.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzguMTYg جزيرة ام اند امز