489 ألف حالة وفاة سنويا.. تحذير أممي جديد من تهديد التغير المناخي على الصحة
أطلقت الأمم المتحدة، تحذيرا جديدا بشأن تهديد تغير المناخ للصحة، كنتيجة لتزايد الكوارث الجوية والحرارة الشديدة.
وأوضحت أن هناك حاجة إلى معلومات مناخية مخصصة لدعم القطاع الصحي لمعالجة الطقس المتطرف وسوء نوعية الهواء، وتغيير أنماط الأمراض المعدية وانعدام الأمن الغذائي والمائي.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقريرها إن المعلومات المناخية لم يتم دمجها بشكل كافٍ في تخطيط الخدمات الصحية، مشيرة إلى أن "المعرفة والموارد العلمية يمكن أن تساعد في تصحيح هذا التوازن، لكن لا يمكن الوصول إليها أو الاستفادة منها بشكل كافٍ".
حرارة شديدة
ووفق تقرير المنظمة، فإن الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي تسببت في أكبر عدد من الوفيات بين جميع الأحوال الجوية القاسية، لكن صناع القرار في مجال الصحة في نصف البلدان المتضررة فقط يمكنهم الوصول إلى خدمات الإنذار.
وكشفت التقرير عن أنه "بين عامي 2000 و2019، بلغت الوفيات المقدرة بسبب الحرارة حوالي 489 ألف حالة سنويا، وتم التقليل من تقدير هذه التأثيرات للحرارة لأن الوفيات المرتبطة بالحرارة يمكن أن تكون أعلى 30 مرة مما هو مسجل حاليا".
وعلق رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس على التقرير، مبديا "نبرة أكثر كآبة"، حيث قال: "عمليا شهد الكوكب بأكمله موجات حارة هذا العام"، مؤكدا أن "ظهور ظاهرة النينيو في عام 2023 سيزيد بشكل كبير من احتمالية تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، مما يؤدي إلى المزيد من الحرارة الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيطات".
وأوضح تالاس أن التعاون الوثيق من شأنه أن يعزز تأثير علوم المناخ والخدمات الصحية بحيث يحصل قطاع الصحة على الدعم "في وقت يكون فيه للتغيرات غير المسبوقة في مناخنا تأثير متزايد".
وتملك أقل من ربع وزارات الصحة نظام مراقبة صحية يستخدم معلومات الطقس لرصد المخاطر الصحية الحساسة للمناخ.
ووفقاً لتقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن البلدان التي تتمتع بتغطية محدودة للإنذار المبكر لديها معدلات وفيات ناجمة عن الكوارث أعلى بثماني مرات من البلدان التي تتمتع بتغطية كبيرة إلى شاملة.
وقالت المنظمة إن "عدد الكوارث المتوسطة أو الكبيرة الحجم "من المتوقع أن يصل إلى 560 سنويا - أو 1.5 كل يوم - بحلول عام 2030".
دروس كوفيد
وسلط التقرير الضوء على فائدة أنظمة الإنذار المبكر للحرارة الشديدة، ومراقبة حبوب اللقاح، والمراقبة عبر الأقمار الصناعية للأمراض الحساسة للمناخ.
وقال التقرير إن هناك حاجة إلى المزيد من الاستثمارات في مجال الأرصاد الجوية الهيدرولوجية لدعم النتائج الصحية، موضحا أنه "في أعقاب جائحة كوفيد-19 العالمية، عانت جميع البلدان من الخسائر والأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن تحدث عندما تتعرض صحة المجتمع للخطر، لذلك يجب بذل المزيد من الجهود لإعداد المجتمع الصحي لمواجهة الصدمات والضغوط المستقبلية التي قد يتعرض لها بسبب تقلب المناخ والآثار الضارة لتغير المناخ".
ومن جانبه، قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تعليقا على التقرير: "إن أزمة المناخ هي أزمة صحية، تؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية الشديدة التي لا يمكن التنبؤ بها، وتؤدي إلى تفشي الأمراض، وتساهم في ارتفاع معدلات الأمراض غير المعدية، ومن خلال العمل معا لجعل الخدمات المناخية عالية الجودة متاحة بشكل أكبر لقطاع الصحة، يمكننا المساعدة في حماية صحة ورفاهية الأشخاص الذين يواجهون مخاطر تغير المناخ".