النواب والشيوخ.. تحقيقات عزل ترامب من المساءلة إلى الإحالة
التقرير التالي يرصد محطات مساءلة ترامب بداية من تحقيقات المكالمة بمجلس النواب حتى أروقة مجلس الشيوخ
بدأ مجلس الشيوخ الأمريكي، مساء الخميس، رسميا إجراءات محاكمة الرئيس دونالد ترامب في التهمتين اللتين وجههما مجلس النواب إليه في 18 ديسمبر، وهما "استغلال السلطة" و"عرقلة عمل الكونجرس".
وحضر 7 أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب تم تعيينهم مدعين، أمام أعضاء مجلس الشيوخ، وباشر النائب الديمقراطي في مجلس النواب آدم شيف، مع بدء الجلسة، تلاوة القرار الاتهامي.
وقال شيف الذي عين كبير المدعين في هذه المحاكمة: "دونالد جون ترامب، رئيس الولايات المتحدة، تم اتهامه بجرائم وجنح خطيرة"، مشيرا خصوصا إلى الاتهامين اللذين وجههما مجلس النواب.
التقرير التالي يرصد محطات تحقيقات العزل بداية من تحقيقات المكالمة بمجلس النواب حتى أروقة مجلس الشيوخ.
شرارة البداية ومجلس النواب
في 25 يوليو/تموز الماضي، أجرى الرئيس الأمريكي اتصالا هاتفيا مع نظيره الأوكراني، يتمحور حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بحسب البيانات الرسمية من الجانبين.
المكالمة التي أثارت الجدل، جاءت بعد بضعة أيام من تعليق الولايات المتحدة لمساعدة عسكرية لأوكرانيا بمئات ملايين الدولارات.
وفي 12 أغسطس/آب الماضي، وجه عنصر في الاستخبارات الأمريكية بلاغا محوره أوكرانيا والاتصال الهاتفي، قائلا إنه يتصل بـ"مشكلة طارئة". بحسب، ما أعلنته صحيفة "واشنطن بوست".
في 24 سبتمبر/أيلول اتخذت القضية بعدا آخر، حيث أعلنت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي بدء تحقيق في القضية سعيا إلى عزل الرئيس.
وأضافت أن المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون سيبحث إن كان ترامب التمس مساعدة أوكرانيا لتشويه سمعة جو بايدن نائب الرئيس السابق والمرشح الأوفر حظا لنيل ترشيح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة لعام 2020 من عدمه.
وطالبت بيلوسي بضرورة أن تكون هناك إفادة بشأن تسجيل المكالمة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني، متهمة ترامب بخرق الدستور بشكل خطير.
كما أرسل مجلس النواب عددا من الاستدعاءات لرجال ترامب منهم وزير خارجيته للأخذ بشهادته.
وصولا إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول حيث بدأت رسميا التحقيقات بقيادة آدم شيف، رئيس لجنة المخابرات بالمجلس، وخلص التحقيق الذي وصفه ترامب بـ"الخدعة" إلى توجيه تهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس.
وبعد أشهر من الشد والجذب بين مجلس النواب والبيت الأبيض، وبالأخص في 18 دسيمبر/كانون الأول، افتتحت رئيسة مجلس النواب، المداولات بشأن التهمتين اللتين يواجههما ترامب في إطار مساءلته.
وقالت بيلوسي: "أفتتح بكل أسف المداولات بشأن مساءلة رئيس الولايات المتحدة. وإذا لم نتحرك الآن فسيكون ذلك إهمالا في أداء واجبنا".
واتهمت رئيسة الكونجرس ترامب بمخالفة الدستور، قائلة: "الرئيس ترامب استغل سلطته للحصول على منفعة سياسية شخصية على حساب الأمن القومي الأمريكي، كما شرع في حملة لم يسبق لها مثيل من التحدي والعرقلة لعمل الكونجرس بعد اكتشاف مخالفاته".
من المساءلة إلى الإحالة
الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني، وافق مجلس النواب الأمريكي على إحالة القرار الاتهامي بحق ترامب إلى مجلس الشيوخ استعداداً لبدء محاكمة عزله، وحظي القرار بتأييد 228 نائباً وعارضه 193 عضواً في المجلس.
كما أعلنت رئيسة مجلس النواب تكليف النائب آدم شيف بالإشراف على فريق المدعين في المحاكمة الهادفة لعزل ترامب.
وبين المدعين الآخرين المكلفين بهذه القضية، رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب رالف نادبر، الذي كتب بنود الاتهام بحق ترامب، وخمسة نواب بينهم زوي لوفجرن التي شاركت سابقاً في جلسات عزل ريتشارد نيكسون وبيل كلينتون.
- "النواب" الأمريكي يوافق على إحالة قرار عزل ترامب لـ"الشيوخ"
- "الشيوخ" يرجح بدء إجراءات عزل ترامب الثلاثاء المقبل
وقالت بيلوسي عند إعلانها أسماء فريق المدعين السبعة: "المهم أن نقدم ملفاً متينا لأقصى حد لحماية دستورنا والدفاع عنه وإظهار الحقيقة للشعب الأمريكي".
من جانب آخر، انتقد ترامب، إجراءات عزله ووصفها بأنها "خدعة"، وذلك في تعقيبه على إعلان الديمقراطيين الفريق الذي سيقود محاكمته بمجلس الشيوخ.
وكتب ترامب على تويتر بعد ثوان من إعلان الفريق: "ها نحن نعود مرة أخرى، خدعة أخرى من الديمقراطيين الذين لا يفعلون شيئا".
دور مجلس الشيوخ
هاجم ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ، الخميس، ما اعتبره "أداء منحازا من البداية إلى النهاية"، مضيفا أن دور مجلس النواب انتهى، وجاء الآن دور مجلس الشيوخ.
واستبعد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أن تستغرق المحاكمة أكثر من أسبوعين، ويشغل الجمهوريون غالبية في مجلس الشيوخ مع 53 مقعدا من أصل 100 ويرجح أن تتم تبرئة ترامب.
وسيؤدي أعضاء مجلس الشيوخ الـ100 اليمين في شكل مشترك أمام رئيس المحكمة العليا في الولايات المتحدة جون روبرتس الذي سيترأس المحاكمة وفق ما ينص الدستور.
ثم يوقعون على التوالي، ضمن مجموعات من أربعة أفراد "كتاب القسم"، قبل أن ترجأ المناقشات حتى بدء المحاكمة فعليا، الثلاثاء.
وخلال تلك الفترة، على أعضاء مجلس الشيوخ حضور كل الجلسات من دون مغادرة القاعة مع التزام صمت تام.
وسيقرر أعضاء مجلس الشيوخ مسألة استدعاء الشهود وتوجيه الأسئلة لهم، ويستطيع محامو الرئيس فحص الشهود الذين سيتم اختيارهم.
رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، سيتولى قيادة العملية وبإمكانه إبقاؤها مختصرة بأقل قدر من الشهادات والمناقشات.
كذلك بإمكان رئيس قضاة المحكمة العليا أن يقضي في شرعية إجراءات المحاكمة، لكن بإمكان أعضاء المجلس تعطيل قراراته من خلال التصويت.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg جزيرة ام اند امز