رحلة تعيسة للمستثمرين مع أسهم أوروبا في 2021.. اكتتابات دامية
شكل مستثمرون اشتروا أسهما باكتتابات عامة أولية مبالغ في تقييمها واحدة من مجموعات قليلة منيت بخسارة في سوق الأسهم الأوروبية هذا العام.
وجاء 50% من أكبر الهابطين على مؤشر بورصة "ستوكس يوروب 600" (يشمل 600 شركة أروبية) من الشركات التي طرحت أسهمها للاكتتاب العام خلال الـ 15 شهراً الماضية، حيث تراجعت كل من "تي إتش جي"، ومجموعة "أوتو وان"، و"أليغرو دوت إي يو"، و"ديليفرو"، و"إن بوست" بنسبة 39% أو أكثر، بالرغم من صعود المؤشر المرجعي بنسبة 19%.
بداية مدوية
ولا يعكس ذلك صورة جيدة عن سوق الاكتتابات الأولية في أوروبا، التي تشهد أكبر عدد من الطروحات منذ عام 2007، وتستعد لبداية مدوية في 2022.
وكل هذه الإخفاقات تعود إما لشركات تقدِّم خدمات، أو تشغل منصات للتجارة الإلكترونية، وهو قطاع ازدهر خلال الأشهر الأولى من عمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء، لكنَّ جاذبيتها تضاءلت مع إعادة فتح الاقتصادات، مما جعل هذه الشركات غير قادرة على الحفاظ على النمو الهائل الذي حققته بحسب ما ذكرت وكالة بلومبرج.
اختفاء مكاسب تسلا منذ صفقة "هيرتز".. أين ذهبت؟
في الوقت نفسه، دخل الكثير من هذه الشركات إلى السوق بتقييمات عالية نسبياً، وشكَّك المستثمرون في حوكمة بعضها، مثل: "تي إتش جي"، و"ديليفرو".
عوائد سلبية
وفي هذا الإطار قال لوك موزون، رئيس أبحاث حقوق الملكية الأوروبية في شركة "أموندي": "ما رأيناه هو أنَّه كلما زاد الحجم؛ انخفضت الجودة، وهذا العام بالتحديد عكس ذلك الاتجاه".
وأضاف موزون أنَّ المستثمرين يمكن أن ينتهي بهم الأمر "بعوائد سلبية للغاية" إذا لم يكونوا انتقائيين.
وجاءت أسوأ الخسائر بعد فصل الصيف، عندما شهدت الأسواق حالة من التخبط وسط مخاوف بشأن مشكلات سلسلة التوريد، بالإضافة إلى زيادة التضخم، وعودة تفشي الوباء.
وبالرغم من أنَّ التشديد الأخير للقيود من المفترض أن يصب في صالح الشركات التي تستفيد من عمليات الإغلاق، إلا أنَّ مخاطر السوق الأوسع نطاقاً خيَّمت على أي دفعة مؤقتة لأعمال هذه الشركات، في ظل ابتعاد المستثمرين عن أسهم النمو التي لا تقف على أرض صلبة في السوق.
وعن تقول سوزانا ستريتر، المحللة الأقدم في شركة "هارغريفيز لانسداون": "سيكون المستثمرون في وضع الانتظار والترقب، مع تقييم التعافي الاقتصادي العالمي".
أضافت: "الكثير من تقييمات الاكتتاب العام كانت مدفوعة بتوقُّعات النمو المستقبلي، وشهدت بعض الشركات انخفاضاً كبيراً في أسهمها، بسبب مخاوف حول التضخم الصاعد باستمرار، وتوقُّعات ارتفاعات أسعار الفائدة".
من القمة للقاع
فيما عدا "ديلفروو"، التي فشلت في طرح أسهمها لأول مرة، ولم تتعاف أبداً بشكل تام من ذلك، تراجعت أسهم الشركات التي تم إدراجها مؤخراً بعدما أتمت مرحلة الاكتتاب العام الأولي بالفعل.
في حين ساهمت مخاوف السوق الكلية في الأداء الضعيف، وألحقت المشاكل الخاصة بكل شركة أضراراً كبيرة بها كذلك.
أما منصة التسوق عبر الإنترنت "تي جي إتش"، ومنصة توصيل الطعام "ديلفرو"؛ فتراجعتا بسبب مشكلات الحوكمة والتقييم.
وبعد هبوطها هذا العام، أًخرجت "تي إتش جي" من مؤشر "ستوكس 600" يوم الإثنين. وعانى سهم "إن بوست" بعدما اقتربت شركة البريد السريع وتسليم الطرود، التي يقع مقرها في أمستردام، من الدخول في قائمة شركات التجارة الإلكترونية الأبطأ حجماً، في حين أثرت المنافسة المتزايدة بالسلب في شركة "أليغرو" البولندية العملاقة للتجارة الإلكترونية.
تعويض الخسائر
لم تكن الأخبار كلها سيئة بالتأكيد للمستثمرين في شركات الاكتتابات العامة الأولية. فمن بين أكثر من 550 شركة تم طرحها للاكتتاب العام في أوروبا هذا العام، ارتفع نصفها تقريباً عن أسعار طرحها.
وسيكون لدى مديري الصناديق أيضاً الكثير من الفرص لتعويض خسائرهم خلال عام 2022، إذ يعج الربع الأول منه بالاكتتابات الجديد.
قال لويك تشينفير، رئيس أسواق رأس مال حقوق الملكية الاستراتيجية في شركة "ناتيكسيز" بمنطقة فرنسا واتحاد "البنلوكس": "بكل المقاييس، ما تزال هناك شهية كبيرة جداً على عمليات الإدراج عالية الجودة".
وتعيش الأسهم الأمريكية تحت رحمة المضاربة المفرطة والتقييمات المبالغ فيه للأسعار، ما ينذر بفقاعة إنترنت كتلك التي حدثت في التسعينيات.
وحسب المحللين في بنك أوف أمريكا (Bank of America)، فإن بيئة الأسواق الحالية تشبه فقاعة الإنترنت في عام 2000، بسبب وجود علامات على المضاربة المفرطة والتقييمات المرتفعة في سوق الأسهم.
وأضاف المحللون أن بيئة السوق الحالية مشابهة جدًا لحالها قبل انفجار فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينيات، عندما هبطت الأسهم بدءًا من عام 2001.
وأوضح المحللون في بنك أوف أمريكا أن بعض العلامات في السوق اليوم أسوأ مما كانت عليه في عام 2001، مضيفين أن علامات المضاربة واضحة وسط "قبول متزايد لما لا يمكن تصوره" بين صفوف المستثمرين.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA= جزيرة ام اند امز