ما هو إنترنت الأجسام؟.. حان الوقت لعلاج ألزهايمر
تقنيات إنترنت الأجسام تتميز بخاصية استشعار تمكنها من الاندماج مع الأعضاء البشرية والتنبؤ بالسلوكيات والوضع الصحي
ربما تكون شهدت يوما على شاشة التلفاز أحد أفلام الخيال العلمي عن سيطرة الإنسان الآلي على كوكب الأرض أو دمج الإنسان بتقنيات صناعية تجعله أكثر ذكاء وتحكما فيما حوله.. الآن يبدو أن الأمر يتجاوز الخيال وفي طريقه للتحقق على أرض الواقع.
بطل القصة
بطل هذه القصة تقنية حديثة يطلق عليها "إنترنت الأجسام – IoB" تتميز بخاصية استشعار تمكنها من الاندماج مع الأعضاء البشرية، ومن ثم يسمح الشخص قادرا على الاتصال مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وبعض الآلات والمعدات.
هذا الاتصال يتيح للعلماء والمتخصصين التنبؤ ببعض السلوكيات، أو رصد الأمراض وتشخيصها بدقة وسرعة هائلة ومتابعة الحالات المرضية.
ليس هذا في حسب، فالبيانات الشخصية التي يمكن الحصول عليها تتيح فرصة الاستفادة منها في مجالات الصناعة والترفية والدراسات الاجتماعية، بحسب تقرير حديث صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
صحة الإنسان المستفيد الأكبر
إذا بحثنا في تقنيات إنترنت الأجسام، سنجد أنها استخدمت الفترة القريبة الماضية في المجال الطبي بشكل أساسي، فمراقبة الأعضاء البشرية أتاح تشخيص الأمراض ومتابعة الحالة الصحية وقراءة مؤشراتها عبر الهاتف الذكي الشخصي.
والآن ثمة أبحاث تجرى لتطوير أقراص ذكية تستخدم في علاج مرضى السرطان، وجهاز أخر على هيئة بنكرياس صناعي ربما سيمثل نقل علمية من خلال قياس مستوى الجلوكوز في الدم وتقديم الأنسولين، وآخر يقوم يراقب ضغط الدم ونبضات القلب عن بُعد، بالتوازي مع اختبار زرع جهاز في المخ لعلاج أعراض باركنسون والزهايمر.
ويعمل العلماء حاليا على تطويرة أجهزة داخلية بمراقبة الأجهزة الداخلية في المعدة وإرسال تقارير الحالة إلى هاتف ذكي.
وأشار تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى إنترنت الأجسام سيسهم مستقبلا في تتبع المرضى عن بُعد والحد من انتقال العدوى واكتشاف الأمراص مبكرا والوقاية منها، إلى جانب تحسين بيئة العمل في الأماكن الخطرة تحديدا، مثل مواقع البناء والمناجم والمصانع عبر تتبع موقع العمال، والإشراف على المخاطر.
كمان أن هذه التقنيات ستعمل على تحسين أسلوب الحياة الصحي، وهو ما تجلى في تطوير شركة Kaiser Permanente الأمريكية برنامج إعادة تأهيل افتراضي يتابع من خلال المهنيون الصحيون التمارين وعادات تناول الأدوية للمرضى الذين يتعافون من أمراض قلبية مزمنة.
إيلون ماسك قائد المرحلة
فاجأ إيلون ماسك، مؤسس شركة Tesla وSpaceX، هذا الأسبوع العالم بنجاح أول تجربة عالمية في زرع شريحة كمبيوتر بحجم قطعة نقد معدنية في دماغ خنزير.
هذه التجربة التي يصفها البعض بإنها خطوة على طريق تغيير مسار البشرية، عبارة عن ربط مخ الإنسان بأسلاك متناهية الصغر ستساعد في علاج حالات مثل الخرف وإصابات الحبل الشوكي ومرض الشلل الرعاش .
ويأمل ماسك مستقبلا في الوصول إلى مرحلة "البشري الخارق" عن طريق زرع مجس صغير داخل الإنسان يحتوي على أكثر من 3000 قطب كهربائي لمراقبة نشاط 1000 خلية عصبية في الدماغ، وبذلك يحقق تفوق بشري على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتحظى تقنيات إنترنت الأشياء بفرص واعدة لجذب الاستثمارات، فعند النظر إلى ما تم إنجاز خلال السنوات الأخيرة، سنجد ضخ 13 مليار دولار حتى 2018 بقطاع الساعات الذكية، ومرشحا للوصول إلى 18 مليار دولار العام المقبل.
هذا إلى جانب مجال إنترنت الأشياء "IoT" الذي حقق استثمارات تربو على 250 مليار دولار في 2019، وتوقع تقرير لمؤسسة Fortune Business Insights أن تصل إلى 1.463 تريليون دولار بحلول عام 2027.