فصل ومضايقات وانتحار.. إيران تقمع النخب الأكاديمية بالجامعات
ما بين الفصل والمضايقة والاعتقال، تواصل السلطات الإيرانية قمع النخب الأكاديمية بالجامعات والنشطاء في هذا المجال.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية معارضة، عن قيام "جواد صفري" الأستاذ المتقاعد بجامعة كاشان التابعة لمحافظة أصفهان وسط إيران، بالانتحار بسبب مشاكل مالية، فيما اعتقلت قوات الحرس الثوري أستاذا آخر بمدينة انديمشك جنوب غرب البلاد.
وأكد النائب في التيار الإصلاحي الإيراني "محمود صادقي" في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، نبأ انتحار أستاذ جامعي لأول مرة، وكتب دون أن يذكر اسم الأستاذ الجامعي، أن سبب انتحاره هو "ضغوط مالية".
وبالتزامن مع نشر تقارير انتحار جواد صفري الأستاذ المتقاعد بجامعة كاشان بسبب مشاكل مالية، أصدرت جامعة كاشان بيانا نفت فيه ربط وفاته بـ "قضايا نقابية ومالية" وقال أحد زملائه السابقين إنه انتحر.
وقال حسين نعيمي نائب رئيس كلية الكيمياء بجامعة كاشان، إن جواد صفري أصيب بجلطة دماغية قبل أسبوعين من وفاته وتم نقله إلى المستشفى لبعض الوقت.
وأضاف نعيمي أن الأستاذ الجامعي توجه يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي إلى الجامعة، للقاء أحد الطلاب فيما يتعلق بأطروحته وكان في حالة حرجة في المختبر.
ونعيمي الذي قدم نفسه على أنه صديق للأستاذ صفري، قال إن الأستاذ المتقاعد نُقل إلى المستشفى، لكنه توفي في غضون 45 دقيقة.
ولكن يوم السبت، وقبل ردود الفعل الأخيرة من جامعة كاشان، كتبت قناة تليجرام تدعى "تحكيم ملت"، وهي إعلام مؤيد للإصلاح، أن اسم الأستاذ جواد صفري.
وبعد تسمية الأستاذ الجامعي بالشخص الذي انتحر، أصدرت جامعة كاشان بيانا وصفت فيه الخبر بأنه "سوء سلوك إعلامي وإساءة من قبل أفراد وجماعات متحيزة".
كما نشرت قناة "تحكيم ملت" بيانا السبت، أصدرته عن "نقابة المعلمين بجامعة بوعلي سينا بهمدان"، جاء فيه أن سبب انتحار صفري هو "عدم دفع رسوم مكافأة تقاعده بعد إحالته للتقاعد".
وقام بتوقيع هذا النص الدكتور غلام حسين مجزوبي، وهو من الأساتذة المعروفين في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة بو علي سينا.
ولم يعلق أفراد عائلة جواد صفري حتى الآن على نبأ وفاته، وكذلك تقارير عن عدم رضاه عن عدم دفع استحقاقات التقاعد.
وبحسب بيان منسوب إلى "نقابة أساتذة جامعة همدان بجامعة بو علي سينا"، فإن الظروف المعيشية للعديد من أساتذة الجامعات في جميع أنحاء البلاد في حالة سيئة"، وشدد البيان على تقليص مبلغ معاشات ومكافآت التقاعد بعد نشر تقارير هيئة الإذاعة والتلفزيون.
بالإضافة إلى ذلك، وبسبب المشاكل المالية، فإن بعض الجامعات غير قادرة على تقديم مكافآت تقاعد على الإطلاق، مما أدى إلى "تأخيرات كثيرة في المدفوعات، مما تسبب في غضب وإحباط" لأساتذة الجامعات.
وجاءت الانتقادات لرواتب ومكافآت أساتذة الجامعات في وقت نظم فيه المدرسون المتقاعدون والمربون احتجاجات واسعة النطاق في الأشهر الأخيرة.
ومن أهم أسباب استياء أساتذة الجامعات والمدرسين ضعف رواتبهم بما يتناسب مع معدل التضخم في الاقتصاد الإيراني.
وفي العام الإيراني الجاري، ارتفع التضخم في مختلف قطاعات الاقتصاد بشكل كبير، ووفقًا لوزير الاقتصاد والمالية إحسان خاندوزي، فقد تم كسر "الرقم القياسي للتضخم في إيران لمدة 75 عامًا".
وقد أدى هذا إلى انخفاض كبير في القوة الشرائية ورفاهية دافعي الضرائب مثل موظفي الحكومة أو أساتذة الجامعات والمدرسين.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر خبر انتحار أستاذ جامعي بسبب مشاكل اقتصادية.
طرد 3 أساتذة
وبعد ورود أنباء عن موجة جديدة من الطرد "لدوافع سياسية" لأساتذة الجامعات، أفادت منظمة "هرانا" الحقوقية، بأن "أرزو رحيم خاني، الأستاذ في جامعة الحرة الإسلامية بمدينة انديمشك التابعة لمحافظة خوزستان جنوب إيران، قد تم إيقافه وطرده من الجامعة.
وبحسب هذا التقرير، فقد تم اعتقال رحيم خاني وزوجته رامين بيرانفاند من قبل عملاء الحرس الثوري الإيراني في محافظة خوزستان في 29 يونيو/حزيران الماضي، وبعد فترة من الاستجواب، تم الإفراج عنهما مؤقتًا في 26 أغسطس/ آب الماضي.
ولم يتم الإعلان عن التهم الموجهة إلى الأستاذ، لكن جامعة انديمشك خفضت راتبه منذ الصيف الحالي وأعلنت أسباب تصرفاتها ضد الأستاذ الجامعي بـ"السرية".
كما أفادت بعض وسائل الإعلام المحلية ونشطاء الجامعة، الجمعة، بفصل محمد فاضلي، عالم الاجتماع والأستاذ المساعد في جامعة شهيد بهشتي، وأرش أبازاري، أستاذ الفلسفة في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران.
ويعتبر طرد الأساتذة من الجامعات الإيرانية لأسباب سياسية وأيديولوجية غير مسبوقة في العقود الأربعة الماضية منذ قيام النظام الحالي.
وتعد لجنة ما يسمى بـ"الثورة الثقافية"، التي تشكلت منذ عام 1980 هي مثال ساطع على قمع الأساتذة الجامعيين ومضايقتهم، حيث تم فصل المئات من أساتذة الجامعات والطلاب بإيعاز من هذه اللجنة التابعة للنظام.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز