تعنت إيران مستمر مع أكبري رغم إعدامه.. رفض تسليم الجثمان
لا تزال إيران متمسكة بتعنتها بشأن المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري، رغم إعدامه، وعاصفة الانتقادات والعقوبات التي طالتها.
ووصل التعنت إلى جثمان علي رضا أكبري، الذي تواجه عائلته غموضاً بشأن دفنه بعد إعدامه السبت الماضي، وتشكك بمصداقية إعدامه في التاريخ المعلن من قبل السلطات القضائية الإيرانية.
- تهديدات وعقوبات قاسية.. إعدام أكبري "وبال" على طهران
- واشنطن تصف إعدام "أكبري" في إيران بالمروع.. وتتضامن مع بريطانيا
وقالت عائلة علي رضا أكبري، إنهم ليست لديهم صورة واضحة لما حدث لأكبري وأن كل شيء "غير مؤكد" وهناك الكثير من "الأسئلة".
ووفقًا لأحد أفراد عائلة أكبري في محادثة مع "بي بي سي" فارسي، فإن "الحكومة الإيرانية لم تسلم جثة أكبري إلى العائلة بعد لدفنه في مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس جنوب البلاد (مسقط رأسه) طبقاً للوصية التي تركها للعائلة".
وأضاف: "إنهم لا يعرفون بالضبط كيف حدثت الأحداث وهناك العديد من الشكوك حولها؛ بما في ذلك اليوم المحدد الذي تم فيه إعدام أكبري، وما إذا كانت جثته قد دفنت أم لا وكيف تم دفنها".
وبحسب الأسرة، قال قاضي الإعدام للأسرة إنه يمكنهم القدوم لأخذ جثة أكبري، الإثنين، "بشرط" دفن الجثة في مقبرة بهشت زهراء (جنوب طهران) فقط.
ووفقا لعائلة أكبري فقد "ذهبوا إلى بهشت زهراء، الإثنين، لشراء قبر وأداء مراسم الدفن، ولكن وفقا للأسرة، فإن السلطات أبلغت العائلة، أن "مثل هذا الشخص الذي يتمتع بهذه الصفات تم إعدامه، الخميس الماضي، أي قبل يومين من الإعلان الرسمي عن الإعدام وقد تم دفنه، ولم يكن هناك جثة لتسليمها".
وطبقاً لأسرة أكبري، فإن هذه الأقوال أثارت حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان أكبري قد أُعدم أصلاً أم لا.
وقال موظفو مقبرة بهشت زهراء لأسرة أكبري إنهم التقطوا "فيلما" عن مراسم الدفن لكن "هذا الفيلم في حوزة وزارة الاستخبارات الحكومية".
وطالبت أسرة أكبري بمعرفة يوم إعدام أكبري، ومكان جثته، واليوم الذي دُفن فيه، وأن تقدم السلطات المستندات لإثبات دعواهم.
ويقولون أيضا إنه إذا كانت تصريحات الحكومة الإيرانية صحيحة، فلماذا دفن جثمان أكبري دون علم الأسرة.
بدورها، نقلت صحيفة "غارديان" البريطانية، الاثنين، عن أحد المقربين من عائلة أكبري قوله إن "السلطات رفضت تسليم الجثة ومنعتهم من رؤية أكبري".
وبحسب هذا التقرير، فقد منعت السلطات أيضا دفن جثمان علي رضا أكبري في مقبرة في شيراز، طبقاً للوصية التي تركها، مؤكدة أن "أكبري المولود في مدينة شيراز ترك وصية لعائلته يطلب فيها دفنه في مقبرة شيراز".
وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد أُبلغت عائلة أكبري أن أي محاولة لنقل الجثة إلى شيراز ستؤدي إلى مصادرتها وتدميرها.
من جانبه، أكد النائب البريطاني عن حزب العمال "أندرو سلوتر"، الذي يمثل المنطقة التي تعيش فيها عائلة أكبري، نبأ السلوك السيئ للحكومة الإيرانية تجاه عائلة علي رضا أكبري، وقال إن "بعد إعدامه على الأقل كان يجب أن يعامل باحترام وكرامة".
وأعلن القضاء الإيراني، السبت الماضي، إعدام علي رضا أكبري، فيما نشرت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري نبأ الإعدام الخميس الماضي.
وواجه أكبري اتهامات بـ"التجسس لصالح بريطانيا والقيام بأعمال ضد الأمن القومي الإيراني والفساد في الأرض"، وكانت عقوبته "الإعدام".
وقال المركز الإعلامي القضائي الإيراني، إن أكبري الذي يحمل الجنسية الإيرانية البريطانية، حُكم عليه "بتهم الفساد على الأرض وإجراءات واسعة النطاق ضد الأمن الداخلي والخارجي للبلاد من خلال التجسس لصالح أجهزة استخبارات الحكومة البريطانية".
وحُكم على أكبري بالإعدام في الفرع 15 من محكمة الثورة من قبل القاضي أبو القاسم صلواتي، الذي يخضع لعقوبات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب الانتهاك الواسع النطاق والخطير لحقوق الإنسان.
ووصفت وزارة الإعلام في إيران علي رضا أكبري بأنه "أحد أهم المتسللين لجهاز التجسس البريطاني"، و"الجاسوس الخارق".
وأدان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إعدام أكبري، قائلاً: "لقد كان عملاً قاسياً وجباناً من قبل نظام وحشي لا يحترم حقوق الإنسان لشعبه".
كما أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، السبت، أنه ردًا على إعدام علي رضا أكبري، استدعت بريطانيا سفيرها مؤقتًا من طهران، واستدعت القائم بالأعمال الإيراني في لندن وفرضت عقوبات على المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري.
وقال جيمس كليفرلي إن الحكومة البريطانية ستتخذ إجراءات لمنع إيران من القيام بأشياء مماثلة في المستقبل.
وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، وروبرت مالي، مسؤول شؤون إيران في وزارة الخارجية الأمريكية، إعدام أكبري.
وذكرت العديد من التقارير أن علي رضا أكبري كان نائبا لعلي شمخاني عندما كان وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس الأسبق الإصلاحي محمد خاتمي.
لكن وزارة الدفاع الإيرانية نشرت بياناً، مساء الإثنين، نفت فيه أن يكون أكبري قد تولى منصب نائب وزير الدفاع، مشيرة إلى أنه "شغل سابقًا منصب رئيس مكتب دراسات الدفاع بالوزارة"، مضيفة: "بعد انتهاء رئاسته على مركز الدراسات الدفاعية عام 2003، تقاعد وانفصل عن وزارة الدفاع".
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA= جزيرة ام اند امز