مريم أكبري.. 12 عاما تفتح جحيم القمع في سجون إيران
تهم ملفقة تزج بمعارضي النظام الإيراني وراء القضبان، وتحرمهم من أدنى حقوقهم، فيظلون عالقين بالزنازين حتى يلقوا حتفهم إما قهرا أو قتلا.
مريم أكبري منفرد؛ السجينة السياسية التي دخلت عامها الـ12 في سجن "إيفين" سيئ السمعة بالعاصمة الإيرانية طهران، دون أن تتمتع بحق يقره النظام نفسه، وهو الإفراج عن السجين حين يكمل ثلثي مدة حبسه.
لكن في إيران، لا تخضع مثل هذه المسائل للقانون، بل لأهواء نظام يمعن في اضطهاد معارضيه، في إطار ديكتاتورية تحظر الرأي المخالف وحرية التعبير.
القصة الكاملة
اعتقلت مريم أكبري في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2009، عقب انتفاضة عاشوراء، وحكم عليها بالسجن لمدة 15 عاما من قبل محكمة الثورة بطهران في يونيو/ حزيران من العام التالي.
اتهمت المرأة الصامدة بـ"المحاربة"؛ التهمة التي يلصقها النظام بكل أعضاء منظمة "مجاهدي خلق" (المقاومة الإيرانية)، واحتُجزت لمدة تسعة أشهر في الحبس الانفرادي بجناح وزارة المخابرات، وجناح الميثادون، وعنبر النساء في سجن إيفين.
ولاحقا، وتحديدا في أكتوبر/ تشرين الأول 2010، جرى نقلها إلى سجن "جوهردشت" بمدينة كرج، ثم إلى سجن "قرجك" سيئ السمعة في أبريل/ نيسان 2011.
وفي السجن الأخير، احتجت مريم أكبري على الأوضاع من خلال كتابة عدة رسائل إلى سلطات النظام وإلى أحمد شهيد، مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران. ونتيجة لذلك، أعيدت إلى عنبر النساء في "إيفين" حيث تم احتجازها منذ ذلك الحين.
حق الإفراج
موقع المقاومة الإيرانية ذكر أن مجموعة من السجناء السياسيين السابقين طالبوا بالإفراج عن مريم، في الذكرى الثانية عشرة لسجنها.
وأوضحت المقاومة أنه تم استدعاء مريم أكبري، في 31 مايو/ أيار 2020، إلى محكمة "إيفين" لمحاكمتها في التهم الموجهة ضدها في قضية جديدة، لكنها رفضت المثول لأن الاستدعاء لم يكن مكتوبًا، ولم تتمكن من مقابلة محاميها، وأيضًا بسبب تفشي فيروس كورونا.
ولفتت إلى أن لمريم أكبري ثلاث بنات، لكنها لم تحصل حتى على إجازة ليوم واحد خلال السنوات الـ 11 الماضية، فيما تعاني من خلل في الغدة الدرقية والروماتيزم.
كما فقدت اثنين من أشقائها خلال إعدامات أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، عامي 1981 و1984.
بينما أُعدم كل من شقيقتها وشقيقها الأصغر خلال مجزرة السجناء السياسيين صيف عام 1988.
وقبلت مجموعة الأمم المتحدة العاملة المعنية بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي شكواها بشأن إعدام شقيقتها وشقيقها في مجزرة 1988.