هزيمة إيران بالمونديال.. أمريكا "تنهي الحلم" على ملعب "الثمامة"
فازت الولايات المتحدة، على عدوها اللدود إيران في مواجهة بإطار بطولة كأس العالم لكرة القدم، خيمت عليها الاحتجاجات التي تشهدها طهران وعقود من التوتر السياسي.
المباراة أقيمت بين منتخبي البلدين اللذين قطعا علاقاتهما منذ أكثر من 40 عاما، وسط تعزيزات أمنية لمنع تصاعد التوتر المرتبط بالاضطرابات التي تجتاح إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق" يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي إظهار للتضامن قبل المباراة، عرض الاتحاد الأمريكي لكرة القدم مؤقتا العلم الوطني الإيراني بدون "شعار الجمهورية الإسلامية"، مما دفع طهران وفقا لما ذكرته وسائل إعلام حكومية إلى تقديم شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".
وتفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ 2018 عندما تخلى الرئيس الأمريكي في ذلك الحين دونالد ترامب عن اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية، وتوقفت جهود إنقاذ الاتفاق في ظل إدارة الرئيس جو بايدن.
وقلل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، متحدثا في رومانيا، من شأن أي صلة بين المباراة والتوترات السياسية، وقال إنه يأمل في أن "تتحدث المباراة عن نفسها"، مضيفا أنه سيشاهد المباراة ويشجع بلاده.
وفازت الولايات المتحدة 1-0 لتتأهل إلى الأدوار الإقصائية، في حين ودعت إيران البطولة.
وعلق "كارلوس كيروش" مدرب المنتخب الإيراني على هزيمة فريقه، أمام منتخب أمريكا بهدف دون مقابل، في ختام دور المجموعات، من نهائيات مونديال قطر 2022، بقوله إن "الحلم انتهى".
التوترات تهيمن
لكن بالنسبة للمشجعين الذين يحضرون أول بطولة لكأس العالم تُنظم في الشرق الأوسط، أو يشاهدونها في جميع أنحاء العالم، شكلت السياسة الداخلية لإيران وعلاقاتها المضطربة على مدى أربعة عقود مع الولايات المتحدة الخلفية المهيمنة للمسابقة الرياضية.
وقام أفراد أمن إضافيون، بعضهم على ظهور الخيل، بدوريات خارج الاستاد قبل المباراة بينما كان الحراس في محيط الملعب يُلزمون الإيرانيين بنشر أعلامهم قبل الدخول، وتمركز أفراد الشرطة في أنحاء الملعب جنبا إلى جنب مع حراس الأمن النظاميين، وحمل بعضهم الهراوات.
وفي وقت مبكر من الشوط الثاني، رفعت مجموعة من المشجعين لفترة وجيزة حروف اسم "مهسا أميني"، وسط تصفيق من المشجعين الإيرانيين من حولهم، وسحب أفراد الأمن اللافتات لكنهم سمحوا لهم بالبقاء في مقاعدهم.
ليس فريقي الوطني
وقبل المباراة، سعى بعض المشجعين خارج استاد الثمامة إلى تسليط الضوء على الاحتجاجات التي تحاول السلطات في إيران إخمادها منذ أكثر من شهرين.
وقال إيراني يعيش في الولايات المتحدة "يجب أن يعلم الجميع بشأن هذا.. ليس لدينا صوت في إيران".
ورفع قميصه ليُظهر تحته قميصا يحمل شعار المتظاهرين "المرأة، الحياة، الحرية".
وفي حديث عبر الهاتف من طهران قبل وقت قصير من انطلاق المباراة، قالت "إلهام"، إنها تريد أن تفوز الولايات المتحدة لأن فوز المنتخب الوطني سيكون هدية للسلطات الإيرانية.
وقالت "هذا ليس فريقي الوطني.. إنه فريق الملالي".
ورفض لاعبو إيران ترديد النشيد الوطني في مباراتهم الأولى والتي تلقوا فيها الهزيمة 6-2 أمام منتخب انجلترا، ورددوا النشيد قبل مباراتهم الثانية التي فازوا فيها 2-0 على ويلز.
وتشكل الاضطرابات التي تعم إيران أحد أجرأ التحديات التي واجهتها الحكومة الدينية منذ عام 1979. وفرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين إيرانيين بسبب قمع الاحتجاجات.
وقطعت الولايات المتحدة وإيران علاقاتهما الرسمية عام 1980 بعد الثورة الإيرانية، وعندما التقى فريقا البلدين لكرة القدم في نهائيات كأس العالم لعام 1998، فازت إيران 2-1.
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز