غضب "أميني".. شرطة إيران ترفع مستوى التحدي في "لعبة عض الإصبع"
رفعت الشرطة الإيرانية مستوى التحدي مهددة المحتجين بالمحاسبة القضائية حال اعتقالهم، بعد أن تزايدت موجة الغضب على مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني.
ويتفق مراقبون على أن الاحتجاجات الحالية في إيران تتسم بروح جديدة ونزوع أكبر نحو تحدي القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات التي تشهدها البلاد خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
واليوم الأحد، أطلقت وزارة الداخلية تهديدات في مسعى منها لوقف هذه الاحتجاجات التي أشعلها مقتل مهسا أميني بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
وتنفي السلطات المسؤولية عن مقتل أميني، وأشار تقرير طبي أن الوفاة كانت بسبب "مرض كامن" لدى الفتاة الكردية، لكن والدها ومنظمات حقوقية رفضت تلك المزاعم.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني العميد مجيد مير أحمدي في تصريحات تلفزيونية إنه "من الآن فصاعدا، كل من سيتم اعتقاله خلال أحداث الشغب سيبقى في السجن حتى موعد محاكمته من قبل القضاء ولن يتم الإفراج عنه أبدًا قبل ذلك الحين".
وتوعد العميد مير أحمدي المحتجين الذين يتم اعتقالهم بأحكام قاسية ورادعة سيصدرها القضاء الإيراني في حال تم اعتقالهم في الأيام المقبلة.
وأضاف في التصريح الذي تابعته مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، "سنتعامل بشكل حاسم مع مثيري الشغب ولن نفرج عن أحد من الآن فصاعدا".
وتهديد المسؤول الإيراني جاءت بعد ليلية صعبة مرت على العاصمة طهران مساء السبت وباقي المدن لا سيما محافظة كردستان غرب إيران، حيث اتسعت رقعة الاحتجاجات واستمرت لساعات طويلة فيما قتل 3 من رجال الأمن بينما أسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل 3 متظاهرين، اثنين منهم في مدينة سنندج عاصمة كردستان.
وقال العميد مير أحمدي في حديثه عما حدث في طهران وكردستان "إن إحدى خطط العدو اليوم هي جعل الأحباء الذين يمارسون أنشطة اقتصادية في السوق أو الشارع أو أي مكان، يشعرون بعدم الأمان ويتوقفون عن أنشطتهم، وهذه المؤامرة ستفشل".
ومنذ بدء الاحتجاجات يتهم النظام الإيراني جهات خارجية بالضلوع في إشعال المظاهرات.
وأضاف أن "ما شهدته طهران وبعض المدن من محافظة كردستان غرب إيران من احتجاجات الليلة الماضية، هي خطة يراد منها نشر الرعب والقتل بين الإيرانيين تقود هذه الخطة الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي".
واتخذت السلطات الأمنية سلسلة من الإجراءات لوقف الاحتجاجات التي ترفع شعار "رحيل النظام"، إلا أن تلك الإجراءات لم تفلح في إخماد هذه الثورة التي تشارك بها النساء بشكل بارز.
ولا توجد إحصائيات رسمية عن عدد القتلى والجرحى والمعتقلين في هذه الاحتجاجات، فيما قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج، إن ما لا يقل عن 185 شخصًا، من بينهم 19 طفلاً قتلوا في الاحتجاجات الأخيرة. ولم يتسن التحقق من صحة الأرقام من مصدر مستقل.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز