خلايا إيران تتساقط بالبحرين.. رسائل مهمة من المنامة
جهود بارزة وانتصارات نوعية متتالية تحققها مملكة البحرين في إحباط هجمات ومخططات إيران الإرهابية، وكشف خلاياها بالمنطقة.
أحدث تلك الانتصارات تم الكشف عنها، اليوم الإثنين، بإعلان الداخلية البحرينية القبض على عناصر إرهابية على صلة بإيران شرعت في التخطيط والإعداد لعمليات إرهابية بالبلاد، في عملية أمنية استباقية.
العملية الأمنية جاءت بعد نحو شهرين من إحالة عدد من الأشخاص للنيابة العامة، لارتباطهم بتحويلات مالية مشبوهة مع أحد الأذرع التمويلية لحزب الله الإرهابي التابع لإيران.
وتأتي أيضا بعد عدة شهور من صدور حكم قضائي في يناير/كانون الثاني الماضي بالسجن المؤبد لـ 8 متهمين لإدانتهم بتشكيل خلية إرهابية تحت مسمى "سرايا قاسم سليماني" مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، بغرض تنفيذ عدة عمليات إرهابية في البحرين.
رسائل ودلالات
عمليات عدة تكشف الإصرار الإيراني المتواصل على التدخل في شؤون البحرين الداخلية، دون رادع قانوني أو أخلاقي، ومحاولة إثارة الفتنة وتنفيذ أعمال إرهابية، واستهداف منشآت حيوية وإلحاق الضرر باقتصادها الوطني.
ولكن في المقابل تكشف كفاءة الأمن البحريني في مواجهة الإرهاب وتوجه رسالة هامة لإيران بأن المنامة قادرة على الوقوف في وجه كل من تسول له نفسه المساس باستقرار البلاد وأمنها.
وحققت البحرين مكاسب عديدة في اكتشاف واحتواء التهديدات الإرهابية، المدعومة من جهات خارجية، خصوصا الجماعات الإرهابية المدعومة إيرانيا.
وهو ما انعكس على أرض الواقع، بالتراجع الملحوظ في معدلات الإرهاب ضد قوات الأمن في مختلف مناطق المملكة، بفضل جهود الحكومة ويقظة رجال الأمن.
وفي أحدث جهودها لمواجهة الإرهاب الإيراني، أعلنت المباحث والأدلة الجنائية بوزارة الداخلية البحرينية، اليوم الإثنين، القبض على عناصر إرهابية في عملية أمنية استباقية بالتعاون مع جهاز المخابرات الوطني.
وبينت أن تلك العناصر "شرعت في التخطيط والإعداد لعمليات إرهابية تستهدف الأمن والسلم الأهلي"، وبينت أنه تم "ضبط أسلحة ومتفجرات مصدرها إيران لدى تلك العناصر المرتبطة بمجموعات إرهابية موجودة في إيران".
وأشارت إلى أن القبض على تلك الخلية يأتي في إطار الجهود الأمنية لحفظ أمن الوطن، وكان لافتا أن الإعلان عن تلك العملية يأتي غداة اختتام مؤتمر "حوار المنامة"، الذي يعد من أهم القمم الدبلوماسية والأمنية العالمية، واستضافته العاصمة البحرينية على مدار 3 أيام.
وتطرق العديد من المسؤولين المشاركين بالمنتدى إلى التهديدات التي تمثلها طهران وتدخلاتها في شؤون المنطقة.
انتصارات متواصلة
القبض على الخلية يعد نجاحا جديدا للأمن البحريني في مكافحة إرهاب إيران، هو الثاني خلال شهرين، بعدما أحالت وزارة الداخلية بالمملكة في 29 سبتمبر/أيلول الماضي عددا من الأشخاص للنيابة العامة، لارتباطهم بتحويلات مالية مشبوهة مع أحد الأذرع التمويلية لحزب الله الإرهابي، والذي تم تصنيفه وإدراجه في قائمة الإرهاب لدول مجلس التعاون الخليجي منذ 2016 تزامناً مع تصنيف المجتمع الدولي لهذا الكيان الإرهابي.
وأوضحت إدارة التحريات المالية بأن هذه التحويلات تسلمها عدد من الأشخاص، الذين قاموا بتملك عقارات في مملكة البحرين، بغرض التمويه والاستفادة من عوائد الأموال لأغراض التمويل الإرهابي، موضحة أنه تم التحفظ على هذه العقارات في إطار الإجراءات القانونية المتخذة.
المؤبد لخلية قاسم سليماني
ومرارا أحبطت السلطات الأمنية في البحرين جرائم يقف خلفها إيران، كان أبرزها إحباط الهجمات الإرهابية لما عرف باسم خلية "قاسم سليماني"، التي تم القبض عليها يناير/كانون الثاني من العام الماضي، وصدر ضدها أحكاما مطلع العام الجاري.
وفي نهاية يناير الماضي، حكمت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى على ثمانية متهمين بالسجن المؤبد؛ لإدانتهم بتشكيل خلية إرهابية باسم الإرهابي "قاسم سليماني"، وسعت إلى الانتقام لمقتله بدعم من الحرس الثوري الإيراني من خلال تنفيذ عدة عمليات إرهابية في البحرين.
وقضت المحكمة بالسجن 15 عامًا على متهمَين، و10 أعوام على متهمين، والسجن 5 أعوام على خمسة متهمين، و7 أعوام لمتهم، في قضية ضمت 18 شخصًا بينهم فارّون خارج البلاد.
وكانت النيابة العامة باشرت التحقيق في القضية بعد القبض على عدد من المتهمين في النصف الثاني من يناير/كانون الثاني من عام 2020، وفي ضوء ما أسفرت عنه التحريات من أن بعض المتهمين الرئيسين فرّوا من البحرين، واستقروا في إيران وتلقوا الدعم المالي واللوجستي من الحرس الثوري الإرهابي.
وقام هؤلاء الفارّون بتأسيس جماعة لارتكاب عمليات إرهابية داخل المملكة، وتجنيد بقية المتهمين الذين انضموا إلى تلك الجماعة لاحقًا، وشرعوا بارتكاب جرائم في إطار ذلك النشاط؛ بهدف بث الرعب بين الناس وإشاعة الفوضى في أوساط المجتمع وإضعاف مقومات الدولة، إذ خططوا لإحداث تفجيرات في المملكة واستهداف رجال الأمن، وقد تلقى بعضهم التدريب على استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات لاستعمالها في تنفيذ مخططاتهم.
29 ألف عملية تخريبية
وعلى مدى أربعة عقود، تعرضت مملكة البحرين والعديد من الدول العربية لتدخلات إيرانية عدوانية في شؤونها الداخلية، عبر استهداف زعزعة أمنها واستقرارها وإنشاء تنظيمات إرهابية وتمويلها وتسليحها، مثل حزب الله في لبنان والميلشيات الحوثية في اليمن، والعديد من الخلايا في البحرين.
وسبق أن صنفت البحرين 6 خلايا وجماعات على قوائم الإرهاب لديها، جميعها على صلة بإيران، وهي ائتلاف شباب 14 فبراير، وسرايا الأشتر، وسرايا المقاومة الشعبية، وحزب الله البحريني ، وسرايا المختار، وحركة أحرار البحرين.
وتصاعدت التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني منذ عام 2011، مستغلة الفوضى التي شهدتها العديد من الدول إبان ما عرف باحتجاجات الربيع العربي.
وكشفت المنامة تورط طهران في دعم الميليشيات الإرهابية بالأسلحة والمتفجرات والتحريض في ارتكاب العديد من حوادث العنف والتخريب والإرهاب، بلغ عددها أكثر من 29 ألف عمل تخريبي خلال عشر سنوات، نتج عنها استشهاد 35 مدنيًا ورجل أمن، وإصابة 3500، منها إصابات بعاهات مستديمة، وتخريب العديد من المنشآت والممتلكات العامة والخاصة من محطات كهرباء وأبراج اتصالات ومؤسسات تعليمية ومصرفية وقطع الطرق.
ونجحت الأجهزة الأمنية البحرينية في تفكيك العديد من خلايا التجسس والإرهاب المرتبطة بإيران والأحزاب والشبكات الإرهابية التي تدور في الفلك الإيراني، وضبط عناصر إرهابية تلقت تدريبًا في معسكرات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابيان في لبنان العراق، وكشف مستودعات للأسلحة والمتفجرات، وعمليات لتهريب الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار، وإحباط مخططاتها.
وعلى خلفية إحباط تلك المخططات، استدعت البحرين في أكتوبر/تشرين الأول 2015 سفيرها لدى إيران وطردت القائم بالأعمال الإيراني وذلك بعد يوم من اكتشاف قوات الأمن البحرينية لمصنع كبير لصنع المتفجرات واعتقال عدد من المشتبه بهم على صلة بالحرس الثوري الإيراني.
وفيما يلي قائمة بأبرز المخططات الإرهابية الإيرانية التي أحبطتها المنامة، والتي تؤكد أن الأمن البحريني يقف دائما بالمرصاد لمخططات طهران وخلاياها الإرهابية.
3 مارس/ آذار 2018:
إحباط عدد من الأعمال الإرهابية والقبض على 116 من العناصر الإرهابية المنتمية إلى تنظيم إرهابي عمل الحرس الثوري الإيراني على تشكيله من خلال توحيد عدة تنظيمات إرهابية وذلك إثر نجاح الأجهزة الأمنية البحرينية في توجيه ضربات لهذه التنظيمات الإرهابية، كان من نتيجتها إضعافها وإرباك حركتها في البحرين.
كان التنظيم يخطط لاستهداف قيادات ومنسوبي الأجهزة الأمنية والدوريات وحافلات نقل رجال الأمن، بالإضافة إلى منشآت نفطية وحيوية، بغرض الإخلال بالأمن والنظام العام وضرب الاقتصاد الوطني وتعريض أمن وسلامة البلاد للخطر.
7 فبراير/ شباط 2018:
القبض على مجموعة إرهابية تتبع تنظيم ما يسمى بــ"ائتلاف 14 فبراير "الإرهابي نفذت "تفجير أنبوب نفط بوري 10 نوفمبر 2017 " بعد تلقيها تدريبات مكثفة في معسكرات الحرس الثوري الإيراني.
15 نوفمبر/ تشرين الثاني2017:
القبض على أحد العناصر الإرهابية الخطرة فيما هرب شريكه الثاني إلى إيران بعد تنفيذهما التفجير الإرهابي بحافلة لنقل الشرطة بتاريخ 27 أكتوبر / تشرين الأوَّل 2017، مما أسفر عن استشهاد الشرطي (سلمان أنجم) وإصابة تسعة آخرين.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز