«نقل» الباليستي لروسيا.. إيران تستدعي ممثلي 4 دول وتتوعد برد مناسب
بعد اتهامات لإيران بنقل صواريخ إلى روسيا وفرض عقوبات جديدة عليها، استدعت طهران رؤساء البعثات الدبلوماسية لبريطانيا، وفرنسا وألمانيا وهولندا.
استدعاء جاء في أعقاب استمرار التصريحات التي وصفتها طهران بـ«غير البناءة لبعض الأطراف الأوروبية بعد البيان غير المألوف لوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا في مواكبة أمريكا تحت ذريعة التدخل في الصراع الأوكراني وفرض بعض العقوبات على إيران»، بحسب بيان الخارجية الإيرانية.
ووفق مسؤولين أمريكيين فإن روسيا حصلت من إيران على صواريخ فتح-360، التي يبلغ مداها 75 ميلا التي ستُستخدم في المعارك القريبة، وستساعد موسكو من الناحية التكتيكية "في الحفاظ على قدراتها في ساحة المعركة، ومن ثم تعميق ترسانتها، ومنحها أيضاً القدرة على ضرب أنواع مختلفة من الأهداف".
ولدى لقائه رؤساء تلك البعثات، ندد مدير عام دارة غرب أوروبا مجيد نيلي أحمد أبادي، قال إن «الإصرار على اتخاذ هكذا مواقف وإجراءات يندرج في خانة استمرار السياسة العدائية للغرب ضد الشعب الإيراني، التي ستواجه طبعا برد مناسب من طهران».
وأكد نيلي أحمد أبادي مجددا موقف بلاده «المعلن» تجاه الصراع في أوكرانيا، قائلا إن «أي مزاعم قائمة على بيع طهران الصواريخ الباليستية لروسيا هي مجرد أكاذيب لا أساس لها جملة وتفصيلا»، على حد قوله.
وقارن المسؤول الإيراني بين موقف أمريكا وعدد من حلفائها الأوروبيين الذين قال إنهم «يتحدثون عن الأمن والسلام بينما يعتبرون من خلال بيع الأسلحة الفتاكة بما في ذلك لإسرائيل، مصدر التصعيد والأزمات في العالم».
ورداً على مزاعم نقل الصواريخ الإيرانية إلى روسيا، أعلنت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أنها "ستتخذ خطوات فورية لإلغاء اتفاقيات الخدمات الجوية الثنائية مع إيران"، بالإضافة إلى فرض عقوبات على شركات الطيران الإيرانية والكيانات والأفراد المتورطين في برنامج الصواريخ الإيراني، وتبعتها الولايات المتحدة.
ووفقا لموقع "بريكنج ديفنس" الأمريكي يكشف استحواذ موسكو على الصواريخ الإيرانية لمحة عن التفكير التكتيكي لروسيا، والتحديات العميقة التي تواجه آلة الحرب الروسية.
لماذا إيران؟
وفي هذا السياق قال جان لوب سمعان، الباحث في معهد الشرق الأوسط، للموقع الأمريكي إنه "على مدى العقدين الماضيين طورت إيران واحدة من أكثر الترسانات للصواريخ الباليستية تقدما، والجزء الأكبر منها إما قصير وإما متوسط المدى".
لكن حصول موسكو على صواريخ من إيران يكشف "دليلا على مشاكل الإنتاج الداخلي، وأن الصناعات الدفاعية الروسية تواجه صعوبة لمواكبة وتيرة إنتاج الأسلحة التي تستخدمها قواتها في الحرب".
فيما قال بهنام بن طالبلو، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن موسكو رغم حصولها على الصواريخ الإيرانية فإنها قلقة "بشأن فاعليتها، خاصة بعد تمكن إسرائيل وحلفائها من القضاء عليها خلال الهجوم الذي أطلقته طهران في أبريل/نيسان الماضي على إسرائيل".
وأوضح لموقع "بريكنغس ديفنس" أن صاروخ فتح-360 مشتق من أكثر الصواريخ الباليستية الإيرانية دقة، عائلة فتح من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى أحادية المرحلة التي تعمل بالوقود الصلب".
بن طالبو قال -كذلك- إن كثيرا مما أطلقته إيران في أبريل/نيسان الماضي كان "من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى التي تعمل بالوقود السائل، ولم يتم استخدامها من قبل في عمليات عسكرية إقليمية"، ولهذا هناك "فرق كبير في أداء هذه الصواريخ".
أما كان كاسابوغلو، زميل بارز في معهد هدسون، فقال إن صاروخ فتح 360 هو "صاروخ باليستي تكتيكي نموذجي"، حيث إن "دورة الإطلاق السريعة والتكلفة المنخفضة لكل وحدة تجعله خيارا هائلا، خاصة عند إطلاقه في دفعات".
لكن ما مكاسب إيران من هذه الصفقة؟
ذكر تقرير نشره موقع المجلس الأطلسي أن الفائدة من صفقة إرسال صواريخ إيرانية لروسيا قد تكون متبادلة، إذ تسعى طهران أيضا إلى الحصول على أنظمة صواريخ دفاع جوي "إس-400" وطائرات سوخوي الحربية.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز