صواريخ إيران لروسيا.. هجوم غربي عكسي
هجمة غربية مرتدة على إيران بعد اتهامها بتزويد روسيا بصواريخ باليستية لدعمها في حرب أوكرانيا، ردا على ما وصفوه بتصعيد التوتر الدولي والتهديد المباشر للأمن الأوروبي.
العقوبات والوعيد جاءا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بهدف التصدي لنفوذ إيران في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
- إيران «تتجاوز» خط الغرب الأحمر بأوكرانيا.. صواريخ باليستية لروسيا
- رويترز: إيران تعتزم تزويد روسيا بمئات الصواريخ الباليستية قريبا
تفاصيل العقوبات
وأعلنت بريطانيا، الثلاثاء، جولة جديدة من العقوبات، إذ أدرجت 7 كيانات على نظام عقوبات إيران و3 على نظام عقوبات روسيا.
وتشمل الكيانات الخاضعة للعقوبات شركات ومنظمات تربطها صلات بقطاع تصنيع الطائرات المسيرة في كل من روسيا وإيران.
ويأتي الإعلان عقب قول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن روسيا تسلمت صواريخ باليستية من إيران ومن المرجح أن تستخدمها في أوكرانيا في غضون أسابيع.
وأضاف بلينكن، الذي يزور بلينكن بريطانيا في الوقت الحالي، أن الولايات المتحدة ستفرض أيضا عقوبات جديدة تشمل الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير).
تحذير أمريكي
فيما أكد البيت الأبيض أن أمريكا ستصدر في وقت لاحق اليوم عقوبات على روسيا لتلقيها صواريخ باليستية من إيران.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن "عشرات العسكريين الروس تلقوا تدريبات في إيران على استخدام منظومة صواريخ باليستية قريبة المدى".
وأضاف أن "تمكن إيران من الاستفادة من التكنولوجيا الروسية خطر على الشرق الأوسط".
ولفت إلى أن روسيا ستستخدم الصواريخ الباليستية على الأرجح لأنها سريعة في ضرب الأهداف المدنية.
تنديد غربي
ونددت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بشدة بإرسال صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا وقالت إنها ستتخذ خطوات فورية لإلغاء اتفاقات ثنائية تتعلق بخدمات جوية مع إيران، كما دعت الدول الثلاث طهران إلى الوقف الفوري لكل الدعم المقدم إلى روسيا في حربها على أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان، الثلاثاء، إن "حكومات فرنسا وألمانيا وبريطانيا تندد بشدة بعمليات نقل إيران لصواريخ باليستية إلى روسيا وستعمل نتيجة لذلك على فرض عقوبات على شركة الطيران الإيرانية إيران إير".
وجاء في البيان المشترك الصادر عن الدول الثلاث والذي نشرته الوزارة أن "هذا العمل تصعيد من إيران وروسيا، ويشكل تهديدا مباشرا للأمن الأوروبي".
التصدي لنفوذ إيران
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء إن البلدين متفقان على ضرورة التصدي لنفوذ إيران في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وسيجري الوزيران معا هذا الأسبوع زيارة إلى كييف.
وقال لامي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن من لندن: "(نحن) متفقان تماما على ضرورة التصدي لنشاط إيران الشرير في المنطقة وخارجها".
وأضاف "نرى نمطا مزعجا من الدعم الإيراني المتزايد.. للكرملين، وبحثنا اليوم التزامنا المشترك بمحاسبة طهران على تقويضها للاستقرار العالمي".
وقال بلينكن إن قرار إيران إمداد روسيا بالصواريخ الباليستية يمثل تهديدا لأمن أوروبا، وأعلن فرض مزيد من العقوبات على طهران.
وذكر لامي أنه وبلينكن سيتوجهان إلى كييف هذا الأسبوع في أول زيارة مشتركة من هذا النوع منذ ما يزيد على 10 سنوات.
خطورة الصواريخ
وتعد عملية تزويد إيران لروسيا بالصواريخ الباليستية تطوراً خطيراً في الصراع الدائر في أوكرانيا، حيث من شأن هذه الصواريخ أن تعزز قدرات روسيا على شن هجمات بعيدة المدى وتزيد من دمار البنية التحتية الأوكرانية.
وتشير التقارير إلى أن الصواريخ الإيرانية هي صواريخ باليستية قصيرة المدى ذات دقة عالية، قادرة على حمل رؤوس حربية متفجرة تقليدية أو نووية.
وهذا التطور يثير تساؤلات حول الدوافع الإيرانية وراء هذه الخطوة، حيث اعتبر محللون أن تسعى من ورائه إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، وتقويض مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، ورد الجميل لروسيا لدعمها في مواجهة العقوبات الغربية.
وكان مسؤولون أوروبيون قالوا إن واشنطن أبلغت حلفاءها بشحنات إيران هذا الأسبوع، بما في ذلك إحاطة للسفراء في واشنطن يوم الخميس، فيما أكد مسؤول أمريكي لـ«وول ستريت جورنال»، أن الصواريخ «تم تسليمها أخيرا».
نفي إيراني
ونفت إيران تسليم صواريخ باليستية لاستخدامها في حرب روسيا في أوكرانيا. وقال متحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك إن إيران «تمتنع عن الانخراط في مثل هذه الأعمال بنفسها، لكنها تدعو أيضًا الدول الأخرى إلى وقف إمداد الأطراف المشاركة في الصراع بالأسلحة».
وتعليقا على العقوبات، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، إن إيران تعتبر التقارير عن نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا "دعاية قبيحة" لإخفاء الدعم العسكري الغربي لإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي دون أن يذكر العقوبات الجديدة: "نشر تقارير كاذبة ومضللة عن نقل أسلحة إيرانية إلى بعض الدول ما هو إلا دعاية قبيحة لإخفاء دعم الأسلحة غير المشروع الذي تقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية للإبادة الجماعية في غزة".