تخبط إيراني بشأن مستقبل "المفاوضات النووية"
تشهد إيران حالة من التخبط والتصريحات المتضاربة تجاه استئناف المفاوضات النووية مع القوى الدولية، المتوقفة منذ 20 يونيو/حزيران الماضي.
التصريحات المتضاربة، بدأها رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، والذي أطلقها من العاصمة فيينا، ورفض فيها عودة طهران لطاولة المفاوضات قبل أن تقوم الولايات المتحدة برفع العقوبات والعودة للالتزام ببنود الاتفاق المبرم عام 2015.
ولم تصمد تلك التصريحات كثيرا، حتى جاء الرد من المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الذي قال للوكالة الإيرانية الرسمية "إيرنا"، إن "المفاوضات النووية ستستأنف قريباً وخلال أسابيع"، مضيفاً: "تم إبلاغ مجموعة 4+1 بشأن استئناف المفاوضات".
تصريحات خطيب زاده ليست جديدة، فقد قال الأسبوع الماضي، إن "استئناف المفاوضات بات قريباً، وإن إيران تعمل على تغيير الفريق المفاوض".
لكن الحديث عن قرب استئناف المفاوضات يتكرر على لسان بعض المسؤولين الإيرانيين دون تحديد موعد معين لذلك.
ويكشف ذلك عن الحالة التخبط وعدم الثبات في المواقف من قبل حكومة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي.
وحتى يوم أمس الإثنين، قال كبير مستشاري المرشد الإيراني للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي، إن : "الأمريكيون مجبرون على الاستسلام والعودة إلى الاتفاق النووي".
ويرى متابعون أن "هذا التخبط في المواقف لم يأت من فراغ، إنما بفعل العقوبات الصارمة التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد طهران.
كما نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده وجود لقاءات بين وزير خارجية بلاده حسين أمير عبد اللهيان ووزراء خارجية مجموعة 4+1 بشأن الاتفاق النووي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
واكتفى خطيب زاده بقول: "نعم هناك اجتماعات ثنائية بين الوزير الإيراني ووزراء مجموعة 4+1 في نيويورك"، مضيفاً أنه "من الضروري أن يجري فريق الخارجية الإيرانية تقييماً لكيفية إجراء المحادثات قبل انطلاقها".
وانسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران في مايو/أيار 2018 وقام بتشديد العقوبات على طهران الأمر الذي زاد من مشاكلها الاقتصادية.
وتعثرت المفاوضات التي خاضتها إيران مع مجموعة 4+1 في أبريل/نيسان الماضي، للوصول إلى تفاهم يعيد العمل بالاتفاق النووي، فيما شاركت أمريكا في تلك المفاوضات بطريقة غير مباشرة بسبب رفض إيران حضورها قبل رفع العقوبات.