سؤال الأسئلة، جوهر الموضوع، «خلاصة الخلاصة» هو: هل يمكن أن تتغير سياسة إيران دون أن يتغير نظامها السياسي؟
سؤال الأسئلة، جوهر الموضوع، «خلاصة الخلاصة» هو: هل يمكن أن تتغير سياسة إيران دون أن يتغير نظامها السياسي؟
هل يمكن أن نشهد سياسة صداقة مع إيران من قوى ذات «عقلية عدوانية»؟
يقول المثل الصيني: «لا يستقيم الظل والعود أعوج»، ولن تتغير إيران ما دامت كل قواعد اللعبة كما هي في الداخل حتى لو تغير اللاعبون على مسرح الأحداث.
هل يمكن أن تكون إيران بلا الولي الفقيه؟ وبلا الحوزة الدينية؟ وبلا الحرس الثوري؟ ولا تصدير الثورة؟
باختصار، هل يمكن أن تتغير سياسة إيران مع بقاء قواعد اللعبة واللاعبين دون تغيير؟
هل يمكن لإيران أن تتخلى عن حلفائها ووكلائها وأنصارها الذين تعتبرهم «امتداداً عضوياً وتحالفاً لا ينهيه سوى الموت»؟
وحده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤمن بأنه يمكن تغيير سياسة إيران مع بقاء نظامها كما هو دون أي تغير في النظام، وتلك هي أزمة الأزمات وأكبر خلل في حساباته الموغلة في البراجماتية!
قال الرئيس ترامب بالحرف: «نحن على استعداد للحوار مع إيران، ومستعد للجلوس مع الرئيس الإيراني (أينما رغب)». ثم عاد ترامب وقال القول الفصل: «نحن لا نريد تغيير النظام الإيراني».
هذا هو مفتاح السر وفك شفرة العقدة الإيرانية- الأمريكية، هل هو خلاف على مصالح أم صراع على تغيير الأنظمة؟ بمعنى أن واشنطن لا يعنيها من يحكم إيران أو كيف، المهم أن تتوافق مصالحه وسياساته مع المصالح والسياسات الأمريكية في المنطقة.
وكأن ترامب يؤمن بأنه من «الممكن تغيير اللعبة دون تغيير اللاعب الإيراني».
هنا نسأل من باب الخيال السياسي المحض، ومن قبيل تحليل نظرية ترامب بموضوعية:
هل يمكن لإيران أن تعيد مناقشة بنود الاتفاق النووي؟
هل يمكن لإيران أن توقف تجارب صواريخها الباليستية وتلتزم؟
هل يمكن لإيران أن تسحب قوات وخبراء الحرس الثوري الإيراني الذين ينشطون في اليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان، وليبيا، وبعض المناطق في أفريقيا السوداء وأمريكا اللاتينية؟
هل سيبقى نظام الحكم في إيران كما هو بأشكاله وقواعده الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وتوازناته وأركان حكمه ومؤسساته؟
هل تبقى نصوص الدستور الإيراني المعمول به منذ 40 عاماً تتحدث عن الحكومة الإسلامية، ودور المرشد، وتصدير الثورة، ودور الحرس الثوري، ودور رجال الدين، والموقف من «أعداد الثورة الإيرانية»؟
الذي يعني ترامب ليس كل ما سبق ولكن يعنيه وهو على أعتاب الدورة الثانية والأخيرة له في معركة الرئاسة أن يتم تعديل بعض بنود الاتفاق بما يرضى:
1 - «كل» الرغبات الإسرائيلية.
2 - بعض الرغبات الخليجية.
3 - دغدغة مشاعر اليمين الأمريكي.
4 - حصول الشركات الأمريكية على حصة مناسبة من كعكة الأموال التي سيفرج عنها بعد رفع العقوبات عن إيران.
يريد ترامب ذلك، وليذهب ما غير ذلك إلى الجحيم!
ترامب ليس مصلحاً، ولا صاحب موقف مبدئي، لكنه مقاول، تاجر، رجل أعمال، عاشق للدعاية والظهور، لا يعنيه سوى أن يفوز في الانتخابات عبر إرضاء إسرائيل، والليكود، وقاعدته الانتخابية، وأصحاب المصالح الكبرى بأقل خسائر وأكبر مكاسب.
لذلك كله، أحذر من ذلك الغزل السياسي بين ترامب وروحاني، وتلك الكتابات المغرقة في التفاؤل حول إمكانية التعارض بين الطرفين.
قد تحدث مفاوضات، وقد تصل إلى نص مكتوب بعد معاناة ولكن ما دامت إيران هي إيران والولايات المتحدة هي الولايات المتحدة، وولاية الفقيه في طهران، وولاية غير الفقيه في واشنطن، فنحن في أفضل الأحوال أمام «هدنة مؤقتة» المستفيد منها هو إيران بالدرجة الأولى.
يقول المثل الصيني: «لا يستقيم الظل والعود أعوج»، ولن تتغير إيران ما دامت كل قواعد اللعبة كما هي في الداخل حتى لو تغير اللاعبون على مسرح الأحداث.
باختصار نحن نريد «إيران أخرى» بينما ترامب مع «أي إيران» طالما يتم تعديل الاتفاق النووي معها!
تلك هي المسألة.
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة