إيران تنحني أمام اللقاح الأمريكي.. هل أصابها نجاد؟
مفاجأة لنجاد، وفيروس يتحور، وتصريحات متناقضة في القول والفعل سرعان ما أصابت النظام في إيران بالانحناء أمام لقاحات لطالما كانت مشبوهة في نظر طهران.
موقف إيراني جديد بشأن استيراد لقاح شركتي فايزر وموديرنا، جاء على لسان المتحدث باسم منظمة الغذاء والدواء التابعة لوزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور.
وقال جهانبور في تغريدة له: "يمكن أيضًا استيراد شركتي فايزر وموديرنا، إن لم يتم إنتاجهما في الولايات المتحدة فقط".
ولفت إلى "عدم وجود حظر بشأن استيراد لقاحات كورونا المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية أو إدارة الغذاء والدواء الإيرانية، مثل أسترازينيكا، وفايزر وموديرنا، وما إلى ذلك (بخلاف تلك المنتجة في الولايات المتحدة وبريطانيا)".
وأضاف المسؤول الإيراني: "لقد قمنا باستيراد اللقاحات الخاصة بشركة أسترازينيكا، فيما لا تزال الجهود جارية لشراء اللقاحات الأخرى من المصادر المعتمدة".
ووفق جهانبور، فإنه سيتم توفير أكثر من 120 مليون جرعة لقاح في الأشهر الثلاثة المقبلة.
وتأتي تصريحات المسؤول الإيراني على وقع فيروس كورونا المتحور "دلتا" الذي يتجول في المدن الإيرانية ويضرب سكانها في الجنوب والشمال دون أن تتمكن الإجراءات الحكومية بالحد منه.
وكشف المسؤول الإيراني أنه "تم حقن أكثر من 16 مليوناً و800 ألف جرعة من لقاح كورونا في البلاد، فيما تلقى أكثر من 13 مليونا و500 ألف شخص جرعة واحدة، ونحو 3 ملايين و300 ألف شخص تلقوا جرعتهم الثانية.
وكان المرشد علي خامنئي منع حكومة الرئيس السابق حسن روحاني من استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية والفرنسية بذريعة عدم فاعليتها.
فيما أجبر الشركات الإيرانية على العمل على لقاح محلي اسمه "بركة" والذي تلقى منه المرشد خامنئي الجرعة الثانية في أواخر يوليو/تموز الماضي.
وهناك شكوك بين الإيرانيين حول فاعلية هذا اللقاح المحلي، فيما اضطر بعض المواطنين إلى السفر خارج البلاد من أجل تلقي اللقاحات الأجنبية المؤيدة من قبل منظمة الصحة العالمية.
والليلة الماضية، أعلن كيانوش جهانبور أن لجنة مكافحة كورونا رفضت طلبت وزارة الصحة فرض الحجر الشامل وإغلاق البلاد لمدة أسبوعين للسيطرة على جائحة كورونا.
وتعاني المحافظات الكبرى في إيران من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية في وقت تزدحم فيه المستشفيات بالمصابين في ظل تفشي الموجة الخامسة لفيروس كورونا الذي ظهر في البلاد منذ أواخر فبراير/شباط من العام الماضي.
وأصبحت إيران تسجل أرقاماً قياسياً على مستوى العالم والمنطقة من حيث عدد الإصابات والوفيات، حيث سجلت، أمس الثلاثاء، 508 حالة وفاة مع قرابة 40 ألف إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وانتقد خبراء في مجال الصحة في إيران، مؤخراً، قرار خامنئي بمنع وعرقلة استيراد اللقاحات الأجنبية واقتصارها على اللقاحات الروسية والصينية والكوبية، محملين إياه مسؤولية تفشي هذا المرض وعدم والسيطرة عليه.
ومؤخرا، كشف الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، عن تلقي كبار المسؤولين في بلاده اللقاحات الأجنبية ومن بينها الأمريكية؛ الأمر الذي دفع بالمسؤولين إلى التستر باللقاح المحلي.
تصريحات نجاد التي كشفت ازدواجية النظام الإيراني، دفعت عددا من المسؤولين من بينهم رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف وتبعه الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي إلى تلقي لقاحات محلية، وهو أمر يشكك فيه بعض المراقبين