وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان ناقض مواقف طهران فيما يخص عدة قضايا بالشأن السوري، 3 مرات، أثناء حواره مع "روسيا اليوم".
تخللت العديد من التناقضات تصريحات وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، الثلاثاء، في حواره مع قناة "روسيا اليوم"، عن قضايا شغلت المجتمع الدولي تخص النزاع السوري خلال الفترة الماضية.
وكان أهم هذه القضايا هو حقيقة وجود قوات إيرانية تقاتل على الأراضي السورية أم لا، الأمر الذي لم يقضِ فيه الوزير الإيراني، بل إنه ناقض نفسه في الحوار ذاته، وكذلك تصريحات سابقة له وللرئيس الإيراني حسن روحاني.
وردا على سؤال إذا كانت إيران سترسل قوات عسكرية لحفظ الأمن في حلب على غرار الشرطة العسكرية الروسية التي نصبتها موسكو هناك، أكد دهقان أن "إيران لا تمتلك قوات عسكرية هناك"، وأنها تدرس إمكانية إرسال مستشارين عسكريين إلى حلب "إذا لزم الأمر".
لكن في الحوار ذاته أكد دهقان على النقيض، أنه لن يكون هناك ذريعة لبقاء القوات الإيرانية في سوريا إذا قالت الحكومة السورية إنها "لم تعد بحاجة إلى قواتنا".
وخالفت تصريحات دهقان كذلك ما أعلنه روحاني مؤخرا في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن الانتصار في حلب، حيث أشار إلى سقوط المئات من المليشيات الإيرانية في سوربا على مدار 4 سنوات من القتال.
هذا بالإضافة إلى مخالفته تصريحا للقائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي الجفري منذ يومين، حول أن حلب السورية تعتبر الخط الأول لما وصفه "بالثورة الإسلامية الإيرانية"، ولا يمكن التنازل عنها نهائيا بالنسبة لطهران.
وكذلك ما قاله رئيس "مؤسسة الشهداء وقدامى المحاربين" في إيران، إن إيران فقدت قرابة ألف مقاتل أرسلتهم إلى سوريا وقتلوا في النزاع، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
ولم يناقض دهقان الموقف الإيراني فيما يخص قواته بحلب فقط، إذ لم يستطع تحديد بدقة موقف بلاده من الدور التركي في الحرب السورية.
فبعد أن أكد في بداية حديثه على التنسيق مع تركيا وروسيا للإشراف على وقف إطلاق النار وبقائه في حلب السورية، وأن "هذا العمل موزع بيننا وبشكل واضح"، دون أن يوضح بالفعل إذا كان الاتفاق يسمح لتركيا بنشر قوات في حلب هي الأخرى.
عاد دهقان في منتصف الحوار ليهاجم تركيا، قائلا إنهم "يدعمون الجماعات الإرهابية على الأرض، خاصة داعش وجبهة النصرة"، ثم وصف الأتراك بأنهم "معتدون"، تعليقا على الحملة العسكرية التركية في شمال سوريا، لأن أنقرة لم تأتِ بطلب من النظام السوري على عكس إيران وروسيا.
وبينما فجر قصف المقاتلات الروسية لسوريا انطلاقا من قاعدة همدان الجوية في إيران، خلافا بين السياسيين في طهران وصل إلى أروقة البرلمان بأغسطس/آب الماضي، وامتد إلى الساحة الدولية مع انتقادات بأنه ذلك ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي يفرض حصارا على نقل معدات لمقاتلات إيرانية.
واعتبر سياسيون إيرانيون وبرلمانيون وقتها استخدام روسيا للقاعدة العسكرية انتهاكا للسيادة، واتهموا النظام بالتفريط في السيادة، بوضع جزء من البلاد تحت تصرف دولة أخرى.
أصر دهقان، في حواره للقناة الروسية، على نفي قيام إيران بوضع القاعدة تحت تصرف الطيران الروسي، الأمر الذي خالف ما صرح به الجانب الروسي نفسه بشأن القضية، حيث ذكرت وكالة "إنترفاكس" للأنباء نقلا عن وزارة الدفاع الروسية، أن قاذفات روسية من طراز سوخوي-34 تتمركز في قاعدة همدان الجوية بإيران، تقوم بغارات متكررة على معاقل داعش في سوريا.
بل ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنه ليس هناك أساس لاعتبار قرار موسكو بتوجيه ضربات في سوريا باستخدام طائرات روسية انطلاقا من إيران يمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، مضيفا أن الطائرات الروسية تنطلق من إيران في إطار عملية الكرملين لمكافحة الإرهاب.
ولم يقف عند ذلك بل أعلن دهقان، في الوقت نفسه، استعداد بلاده الكامل لتقديم الدعم إلى روسيا ودراسة تقديم التسهيلات في استخدام قاعدة همدان الجوية "مجددا"، بإقلاع وهبوط الطائرات منها.
aXA6IDMuMTQ1Ljg1Ljc0IA== جزيرة ام اند امز