إيران وحرب أرمينيا وأذربيجان.. الاختيار الصعب
المرشد الإيراني علي خامنئي ينتمي للعرق الأذري، ولم يعلق على القضية، لكن عددا من ممثليه أصدروا بيانا أعلنوا فيه دعم أذربيجان
رغم ارتباط إيران بأذربيجان بحدود يبلغ طولها أكثر من 400 كيلومتر واعتناقهما المذهب الشيعي، إلا أن طهران تواجه اختيارا صعبا في النزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني قره باغ الحدودي.
ويرى تقرير نشره موقع المونيتور الأمريكي أنه "حال قررت طهران دعم أرمينيا، فإن التداعيات الداخلية لانحيازها لأرمينيا لن تكون هينة، لأن الملايين من سكان إيران من العرق الأذري".
كما أن دعم طهران لأرمينيا يمنح إسرائيل نفوذا إضافية على حدود إيران، وفق التقرير.
إضافة إلى ذلك، وبحسب التقرير الأمريكي فإن الاقتصاد يشكل أحد العناصر الأخرى التي تثير قلق صناع القرار الإيرانيين، نتيجة تدهور اقتصاد البلاد جراء العقوبات الأمريكية الإضافية، كما أن طهران تخشى أي إجراءات أمريكية حال التدخل في أزمة القوقاز.
وبحسب موقع المونيتور الأمريكي فإن "لذلك الموقف الإيراني الرسمي، الذي عبرت عنه وزارة الخارجية في عدة مناسبات، هو دعوة الطرفين إلى ضبط النفس وعرض الوساطة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، لوكالة رويترز في وقت سابق هذا الأسبوع، إن إيران أعدت خطة بإطار عمل محدد تحتوي على تفاصيل بعد مشاورات مع طرفي النزاع، وكذلك دول المنطقة والدول المجاورة، وستتابع هذه الخطة".
وعلى الرغم من أن المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي ينتمي للعرق الأذري، لم يعلق على هذه القضية، لكن عددا من ممثليه في شمال غرب إيران أصدروا بيانا أعلنوا فيه دعم أذربيجان.
وفي مدينة تبريز شمال إيران، خرج العشرات من الإيرانيين الأذريين إلى الشوارع لإدانة موقف طهران المحايد من الحرب، بينما تظاهر آخرون في طهران مرددين هتافات مؤيدة لجيش أذربيجان، بحسب التقرير.
ويقول التقرير إنه "في الوقت الراهن، يبدو الموقف الإيراني غير متسق، لكن الحقيقة هي أن صناع القرار في طهران يعتمدون على الوقت للتوصل إلى حل يخلصهم من الرغبة في الانحياز إلى أي طرف، لأن الانحياز إلى طرف دون آخر في هذا الصراع سيكون له تداعيات مريرة".
لكن عددا من المحللين يعتقدون أن الصراع بين أرمينيا وأذربيجان قد يمتد خارج إيران لأسباب عديدة، وهو ما دفع طهران لإرسال قوات إلى المناطق الحدودية، ما يجعل الوعد بالاستقرار الذي طالما قدمه النظام الإيراني لتبرير تورطه في صراعات بعيدة، كما هو الحال في سوريا والعراق، بات الآن تحت التهديد.
وأشاروا -حسب التقرير- إلى أنه في عام 1994 توسطت طهران بين البلدين، على الرغم من أنها كانت تقف مع الجانب الأذربيجاني.
وبحسب تقرير صادر عن صحيفة "أخبار المشرق" التابعة لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، سهلت إيران نقل مئات المسلحين الأفغان إلى أذربيجان للقتال إلى جانب حكومة الرئيس الراحل حيدر علييف، والد الرئيس الحالي إلهام علييف.
لكن تحالف طهران وباكو انتهى في أقل من عامين، عندما حولت إيران تحالفها إلى الجانب الأرميني بسبب الخلافات السياسية مع علييف.
واختتم موقع المونيتور الأمريكي تقريره بقول إنه "رغم ذلك يواصل المتطوعون الإيرانيون التدفق إلى أذربيجان للقتال إلى جانب القوات الأذرية في الحرب مع أرمينيا، حيث قُتل ودفن العديد من الإيرانيين في عدة مواقع حول جبهة الحرب".
aXA6IDMuMjIuNzAuMTY5IA== جزيرة ام اند امز