"رسالة بلا صوت" تؤجج لهيب "إيفين" الإيراني.. ما علاقة واشنطن؟
رسالة أمريكية "بلا صوت" تدخل على خط حريق نشب قبل شهر بسجن إيفين الإيراني وتؤجج لهيب واقعة يلفها الغموض وتفتح التكهنات على أكثر من بعد.
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نشب حريق في سجن إيفين سيئ السمعة شمال العاصمة الإيرانية طهران، كما سمع دوي انفجارات وأسفر الحادث -وفق الرواية الرسمية- عن مقتل أربعة سجناء وإصابة 60 آخرين بجروح، فيما تحدثت تقارير عن مقتل 13.
واليوم السبت، قال مصدر مطلع بالخارجية الإيرانية إن طهران تلقت رسالة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الليلة التي تعرض فيها سجن إيفين إلى اضطرابات وسماع دوي انفجارات شمال طهران.
المصدر أكد في حديثه لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أن "وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لم يتصل بنظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان مباشرة، وإنما تلقينا رسالة منه".
وأوضح المصدر طبيعة الرسالة قائلا إن "وزير خارجية دولة في المنطقة نقلها إلى عبداللهيان من بلينكن تطلب توضيحاً بشأن المعتقلين الأمريكيين الأربعة في سجن إيفين الذي تعرض للحريق".
جلسة سرية!
وجاء حديث المسؤول بالخارجية الإيرانية رداً على ما ذكره النائب المتشدد "جواد نيك بين" الذي قال إن "عبداللهيان كشف في جلسة سرية أنه تلقى اتصالاً هاتفياً مباشراً من بلينكن في الليلة التي تعرض فيها سجن إيفين لحريق".
وقال المصدر الإيراني إن "اتصال بلينكن المباشر بأمير عبداللهيان غير صحيح على الإطلاق، نعم كانت هناك رسالة من وزير الخارجية الأمريكي نقلها إلينا وزير خارجية دولة في المنطقة ليلة الحريق بإيفين".
وكان النائب جواد نيك بين ذكر في وقت سابق أن "عبداللهيان أكد في اجتماع مغلق قوله "دخلت للتو المنزل في الليلة التي اشتعلت فيها النيران في سجن إيفين، ولم أخلع معطفي بعد، اتصل بي وزير الخارجية الأمريكي وقال إن لدينا أربعة سجناء في إيفين سيتم تبادلهم".
وأضاف عبداللهيان "أبلغت أنتوني بلينكن أن المعتقلين الأمريكيين الأربعة لم يحدث لهم أي شيء في أثناء حريق سجن إيفين"، لافتا إلى أن "الوزير الأمريكي كان على علم بحرق السجن، فهم (الأمريكيون) من قاموا بإحراق السجن".
مفتعل
وتقول السلطات الإيرانية إن عملية حادثة سجن إيفين مفتعلة من قبل بعض السجناء في داخل إيفين بهدف تهريب محكومين بالسجن بينهم أجانب.
وقال المركز الإعلامي القضائي إن "جميع السجناء الأربعة المتوفين كانوا من بين المدانين بالسرقة، بسبب استنشاق الدخان الناتج عن الحرائق"، فيما أشار القضاء إلى أنه جرى "نقل بعض الجرحى إلى المستشفى".
ويستخدم هذا السجن بشكل أساسي لاحتجاز المتهمين والمدانين سياسيًا ومالياً ورجال دين وعسكريين وناشطين.
وتحتجز إيران العديد من رعايا الدول الأجنبية من بينهم أربعة معتقلين أمريكيين، ثلاثة منهم من مزدوجي الجنسية، وتأتي الاعتقالات بذرائع مختلفة منها التجسس أو التعاون مع أجهزة أمنية أجنبية أو العمل ضد النظام، وتم تبادل بعض هؤلاء مع سجناء إيرانيين في دول أخرى.