"النار تحرق المشانق".. إيرانيون يهاجمون محكمة "المصارع"
معارضون إيرانيون يهاجمون مبنى محكمة بمدينة شيراز (جنوب) التي قضت بإعدام المصارع نويد أفكاري
هاجم معارضون إيرانيون مبنى محكمة بمدينة شيراز (جنوب)، والتي قضت بإعدام المصارع نويد أفكاري، بزعم التورط بجريمة القتل العمد لعنصر أمني قبل عامين.
وكشف بيان صادر عن منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن الشبان أحرقوا مدخل مبنى المحكمة أمس الأحد.
وأشار البيان إلى أن استهداف محكمة شيراز كان ردا من هؤلاء الشباب التابعين للمعارضة الإيرانية على تنفيذ حكم إعدام المصارع نويد أفكاري قبل 10 أيام.
وأثار إعدام نويد أفكاري، الذي اعتقل بالتزامن مع احتجاجات شعبية اندلعت مطلع عام 2018، موجة من الغضب دوليا وداخليا في إيران.
وأقدم شباب إيرانيون معارضون طيلة الأسبوعين الماضيين بمختلف المدن، بما فيها مدينة شيراز مسقط رأس أفكاري، على كتابة شعارات على الجدران للتنديد بإعدامه دون محاكمة عادلة، وفق البيان.
ووزع معارضون منشورات تندد بما وصفوه بالعمل الإجرامي، والأحكام الصادرة بالإعدام ضد المعتقلين خلال احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وكانت عبارة "النار للرد على الإعدام" أبرز الشعارات التي كتبها معارضون إيرانيون على جدران بنايات داخل بعض المدن.
وقوبلت تلك الخطوة المناهضة للنظام الإيراني بترحاب واسع من قبل أهالي شيراز، لاسيما وأنها جاءت بوقت كانت تتأهب فيه قوات النظام لحملة قمع واسعة.
وأثار إعدام نويد أفكاري موجة من الغضب والإدانة بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي ومنظمات حقوق الإنسان دوليا.
وطالبت منظمات حقوقية ورياضية دولية بفرض عقوبات على النظام الإيراني لتنفيذ حكم بالإعدام بحقّ المصارع الشاب.
وأدانت الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية بشدة إعدام وصيف بطولة المصارعة الرومانية للشباب في إيران نويد أفكاري، ووصفته بأنه عمل "وحشي وغير إنساني".
ونويد أفكاري، لاعب مصارعة رومانية ينحدر من مدينة شيراز جنوبي إيران، وشقيقاه وحيد وحبيب، وشاب آخر يدعى سعيد دشتاكي حوكموا وأدينوا بسبب المشاركة في احتجاجات شعبية اندلعت صيف عام 2018.
وحُكم على المصارع نويد أفكاري بالإعدام بتهمة قتل موظف أمن في دائرة المياه والصرف الصحي بشيراز، كما حكم على شقيقيه والمتهم الرابع بالسجن لمدد طويلة.
وقال حسن يونسي، محامي عائلة أفكاري، في وقت سابق، إنه "في المحكمة لم توجد أي وثيقة سوى الاعترافات القسرية للمتهمين لإثبات الجريمة المنسوبة إليهم".
وذكر الأخوة أفكاري في تسريبات صوتية قبل نحو أسبوعين أنهم تعرضوا للتعذيب لانتزاع اعترافات إجبارية، حيث توجد أدلة على التعذيب تم التوصل إليها بواسطة الطب الشرعي وأظهرت آثار ضرب على 15 نقطة في جسد أفكاري.
ولفت أفكاري في تسجيل صوتي سرب قبل فترة وجيزة من إعدامه إلى أنه تعرض للتعذيب والحبس الانفرادي بمكان يشبه القبو، واشتكى لمختلف السلطات القضائية أنه ليس مدانا في القتل العمد.
وذكر محامي أفكاري أن السلطات الإيرانية لم تحترم حق موكله في حضور جلسة استماع نهائية قبل تنفيذ حكم إعدامه، معتبرا أنه كان لديهم حبل إعدام جاهز يبحثون له عن عنق.
يشار إلى أن حكم إعدام نويد أفكاري تم تنفيذه سريعا دون إخطار مسبق لأفراد عائلته، 12 سبتمبر/ أيلول الجاري، ودُفنت جثته في الليلة نفسها تحت إجراءات أمنية مشددة.
وبناء على هذه الأدلة، لا يمكن اعتبار إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري بمثابة تنفيذ لحكم قضائي، بل هو أكثر من "جريمة شنعاء"، حسبما قال خبراء أمميون.
وأصدر خمسة خبراء حقوقيون تابعون للأمم المتحدة بيانا يدين إعدام أفكاري، قائلين إن "الحكومة الإيرانية استخدمت إعدام رياضي لترهيب الشعب".