مصارع إيران.. "إعدام" سريع لاغتيال الاحتجاجات
نشطاء إيرانيون يعتبرون أن تسريع تنفيذ حكم إعدام المصارع الشاب يرجع للخوف العميق الذي يشعر به خامنئي من اندلاع احتجاجات الفقراء
اتهم مئات النشطاء الإيرانيين نظام بلادهم بالتورط في قتل المصارع الشاب نويد أفكاري على غرار إطلاق النار على آلاف المحتجين السلميين نهاية العام الماضي.
وقال 150 ناشطا سياسيا ومدنيا وحقوقيا، في بيان مشترك، إن "الجهة التي أمرت بقتل المحتجين نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 هي من صادقت على حكم إعدام نويد أفكاري".
- ليلة إعدامه.. آخر كلمات المصارع الإيراني نويد أفكاري
- إعدام المصارع.. طهران تدفن جريمتها ليلا وسط موجة غضب
وأوردت إذاعة فردا، الناطقة بالفارسية من العاصمة التشيكية براغ، الخميس، نص البيان الذي ندد بإعدام لاعب المصارعة الرومانية نويد أفكاري (27 عاما) بتهمة التورط بجريمة القتل العمد لعنصر أمني بشيراز (جنوب) في صيف عام 2018.
وأكد الموقعون أن السلطات الإيرانية أعدمت أفكاري على عجل بهدف ترهيب الشعب وقمع المتظاهرين داخل البلاد.
وقُتل مئات المتظاهرين، بينهم ما لا يقل عن 23 طفلا، بنيران مباشرة من قبل الشرطة وقوات الأمن بعد ساعات من دعوة المرشد علي خامنئي لتفريق الاحتجاجات التي اندلعت بسبب زيادة أسعار البنزين بمقدار ثلاثة أضعاف، أواخر العام الماضي.
وأشارت تقديرات حقوقية إلى أن أعداد قتلى الاحتجاجات الشعبية، التي رفعت شعارات مناهضة لرموز النظام، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 كانت قرابة 1500 قتيل على الأقل.
ولفت البيان إلى أن التسرع في تنفيذ الحكم جاء بعد الكشف عن وجودمشاكل قانونية وتناقضات واضحة لسيناريو ضعيف نفذه القمعيون المجرمون، حسب تعبيره.
وألقى الناشطون باللوم على المرشد خامنئي ورئيس القضاء إبراهيم رئيسي في تلك "الجريمة الوحشية"، وذلك دون اعتبار لأدنى الإجراءات القانونية والإنسانية فضلا عن المناشدات المحلية والدولية لوقف تنفيذ حكم الإعدام.
واعتبروا أن الروايات والشهادات الواردة في ملف قضية المصارع الإيراني نويد أفكاري "ملفقة" لأنها انتزعت تحت وطأة التعذيب خلال الاستجواب بسجن عادل آباد في شيراز.
وشدد الموقعون على البيان، ومعظمهم يقيم خارج البلاد، مثل المخرج السينمائي رضا علامة زادة، على أن تسريع تنفيذ حكم الإعدام يرجع إلى الخوف العميق الذي يشعر به خامنئي، ورئيسي من اندلاع احتجاجات الفقراء.
وحذر النشطاء من أن زيادة مستوى كراهية الشعب للمسيطرين على الحكم سيدفع نحو احتجاجات جديدة بعد أن تنزل الجموع الغاضبة إلى الشوارع.
وحكم مسؤولو القضاء الإيراني على نويد أفكاري بالإعدام مرتين لمشاركته في احتجاجات أغسطس/ آب 2018 في مدينة شيراز، وبزعم قتله حارس أمن.
وعلى الرغم من الغموض في هذه القضية وظهور تسريب صوتي لأفكاري يعلن فيه استجوابه تحت التعذيب، نفذت سلطات طهران حكم إعدامه داخل محبسه صباح السبت الماضي دون إبلاغ عائلته.