إيران.. انتهاكات متواصلة لحرية الملاحة البحرية
طهران دأبت على على استعراض قدرتها في إعاقة الملاحة البحرية العالمية
لم تكن واقعة اقتراب عدة زوارق هجومية إيرانية من سفينة أمريكية و3 سفن أخرى تابعة للبحرية البريطانية في مضيق "هرمز" يوم السبت الماضي، الأولى من نوعها، فقد دأبت طهران على استعراض قدرتها في إعاقة الملاحة البحرية العالمية.
ومضيق هرمز من أهم الممرات المائية الطبيعية في العالم، وهو ممر دولي، تتمتع فيه جميع الدول بحقوق حرية الملاحة.
ويقع المضيق في الجزء الشرقي لمياه الخليج العربي، والجزء الشمالي الغربي لخليج عُمان، ويحده من الشمال والشرق إيران، كما تحده من الجنوب سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة.
ويتميز المضيق بأهمية اقتصادية وتجارية هامة؛ حيث يمر من خلاله أكثر من ثلث صادرات النفط العالمية النفط.
وقبل اقتراب الزوارق الإيرانية من السفن الأمريكية والبريطانية بساعات، أجرت القوات البحرية والجوية الأمريكية مناورات، عرفت بـ "هجوم المطرقة"، لتدريب قواتها على مواجهة الزوارق الحربية الإيرانية التي تقوم بتحركات تهدد سلامة الملاحة وتواجد القوات الدولية في الخليج العربي وبحر عمان.
وفي 8 يناير/ كانون الثاني الماضي، حدثت مواجهة بحرية بين مدمرة أمريكية وزوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز، انتهت بإطلاق المدمرة الأمريكية طلقات تحذيرية باتجاه الزوارق.
وفي يناير/ كانون ثان 2016 اعتقلت إيران 10 بحارة أمريكيين على متن زورقين تابعين للبحرية الأمريكية في الخليج، بدعوى دخولهم المياه الإقليمية الإيرانية، ثم أطلقت سراحهم بعد احتجازهم بيومين، وهو أمر فعلته طهران من قبل إزاء بحارة بريطانيين؛ حيث احتجزت 15 من البحارة والمارينز البريطانيين في مياه الخليج العربي بالقرب من مضيق هرمز لمدة أسبوعين وذلك عام 2007.
وبعد ذلك بأيام، وتحديدا في 27 يناير 2016، أصدرت البحرية الإيرانية تحذيرا لسفينة حربية أمريكية وطلبت منها مغادرة خليج عمان، بدعوة إجراء الجيش الإيراني تدريبا بحريا.
وفي 2008، تصادمت 5 زوارق إيرانية ببوارج أمريكية، في مضيق هرمز، وقالت الخارجية الأمريكية، إن الزوارق الإيرانية قامت بتحركات استفزازية، واقتربت لمسافة تقل عن 500 متر من 3 سفن حربية أمريكية كانت في المياه الدولية للمضيق.
وتدرك إيران أن التداعيات الأمنية والعسكرية والاقتصادية لإغلاق المضيق من شأنها وضع طهران في مواجهة مع دول المنطقة والدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لأن الضرر سيلحق اقتصاديات دول العالم، وليس دول الخليج فقط، علاوة على تأثر إيران وعلاقاتها وتبادلاتها التجارية مع الدول الآسيوية كالصين وروسيا.
كما أنه ليس من مصلحة إيران استعداء دول العالم والقوى الأوروبية في مرحلة يقف فيها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب معاديا للاتفاق النووي الذي أبرمته دولته بالاشتراك مع دول أخرى كبرى مع إيران، كما فرض حظرا لسفر الإيرانيين إلى أمريكا، وتصريحاته المتكررة لفرض مزيد من العقوبات على طهران.
فعلى عكس ما تأمل إيران ستكون هي الخاسر الأكبر من غلق المضيق أو التسبب في إعاقة الملاحة البحرية خاصة في وجه الولايات المتحدة، لكونها تعتمد عليه في تصدير النفط الخام إلى دول آسيا، ولسعيها في عدم استعداء ساكن البيت الأبيض الجديد، الذي هو معاد لها بالأساس.