إيران تبرر قصف شمال العراق وتراه "لا ينتهك" سيادته
بعد شن الحرس الثوري الإيراني، الإثنين، هجمات على مواقع كردية بالعراق، أعلنت طهران احترامها "سيادة بغداد"، مبررة قصفها شمال البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الذي تابعته "العين الإخبارية"، إن "إيران تؤمن بالتأكيد بسيادة العراق وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه"، مشيرًا إلى أن "هذه المسألة مهمة للغاية بالنسبة لنا".
متحدث الخارجية الإيرانية شدد على أنه لن يكون هناك تهديد لأمن إيران من العراق، مطالباً الحكومة العراقية والمسؤولين الحكوميين المحليين في إقليم كردستان بـ"الوفاء بمسؤولياتهم الدولية والالتزامات التي تعهدوا بها في إطار المفاوضات الثنائية مع السلطات الإيرانية ذات الصلة".
وبرر كنعاني القصف الإيراني على الإقليم العراقي، بقوله: "لم يتم الوفاء بالعهود التي تلقيناها من سلطات الحكومة العراقية والإقليم"، مشيرا بذلك إلى ما أسماهم "الجماعات الانفصالية" .
نداء محلي
من جانبها، طالبت حكومة إقليم كردستان العراق، "أصدقاءها وشركاءها في بغداد والأمم المتحدة باتخاذ موقف ضد هجمات إيران"، مطالبة –كذلك- بوقف هذه الهجمات على "إقليم كردستان العراق".
وفيما قالت إنه "لن يتحقق الاستقرار أبدا بالعنف"، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، إلى إيقاف "انتهاك" السيادة العراقية.
وقالت البعثة الأممية في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "يجب أن تتوقف الهجمات المتكررة التي تنتهك السيادة العراقية"، مبينةً، أن "مثل هذا العدوان لا يزيد التوترات على نحو طائش فحسب، بل يتسبب في وقوع مأساة أيضاً".
إدانات أممية
وأضافت البعثة الأممية: "أياً كانت الحسابات الخارجية التي تسعى دولة مجاورة إلى تسويتها، فإن استخدام الأدوات الدبلوماسية المعمول بها هو السبيل الوحيد للمضي قدماً".
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحزب كوملة الكردستاني آرام مدرسي إن "مقر قيادة حزب كومله استُهدف بالطائرات المسيرة والصواريخ، لكن لم تقع إصابات حتى الآن".
وأضاف العضو في المكتب السياسي للحزب أن هذا "الهجوم كان متوقعًا وكنا مستعدين تمامًا (..) الطائرات المسيرة تحلق باستمرار فوق المنطقة".
بدوره، قال محافظ أربيل بيز عبدالحميد إن مخيم جزنيكان، حيث يعيش أعضاء من الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، تعرض للهجوم، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات حتى الآن.
3 هجمات وتعهد بالمزيد
فيما زعمت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري في وقت سابق عن مقتل 26 شخصاً من عناصر الحزبين الكرديين "كومله والحزب الكردستاني الإيراني"، جراء عمليات القصف.
ومنذ بداية الاحتجاجات على مستوى البلاد في إيران، والتي بدأت بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني منتصف سبتمبر/أيلول الماضي على يد ما يعرف بـ"شرطة الأخلاق"، شن الحرس الثوري الإيراني ثلاث هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، وكذلك المخيم الذي يعيش فيه أفراد أسرهم.
وتعهد قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور، اليوم الإثنين، بمواصلة قصف إقليم كردستان العراق، قائلا في تغريدة عبر حسابه بـ"تويتر: "اجمعوا قواعدكم وإلا انتظروا هجماتنا المقبلة".