سياسة
"عصاة".. إيران تكمم الحناجر العطشى في أصفهان
توظيف ممنهج لمصطلحات تحاول إيران إسقاطها على المحتجين في أصفهان ممن يطالبون بحل أزمة المياه والجفاف، في مساعٍ لتكميم الحناجر العطشى.
وضمن مخططها لتوظيف المصطلحات الدينية في غير محلها لضرب الاحتجاجات المستمرة منذ فترة بالمحافظة، وصف القائد العام لقوات الأمن في إيران، العميد حسين أشتري، المحتجين الذين يطالبون بحل مشكلة المياه والجفاف بـ"العصاة".
وقال أشتري، في تصريحات إعلامية أدلى بها الجمعة، ونشرها إعلام رسمي، إن "المحتجين الذين خرجوا بمحافظة أصفهان مؤخراً كانوا من العصاة ومن المطالبين بالعودة إلى النظام الملكي"، في محاولة للإيحاء بأن المحتجين من الخارجين عن الحاكم، عبر ارتكاب جرائم مخلة بأمن الدولة.
وزعم المسؤول العسكري أن المحتجين "كانوا يريدون تعريض الأمن في محافظة أصفهان وسط البلاد إلى الخطر"، مستشهداً بما حدث في الأيام الأولى للثورة الإيرانية عام 1979.
وبحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء "تسنيم"، قال: "في الأيام الأولى للثورة جرت محاولات عديدة لتدميرها، وفي السنوات الأخيرة أرادوا ضرب الثورة بإثارة الفتن والشغب".
ويحتج مزارعو أصفهان على المجرى الجاف لنهر زاينده رود منذ 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اعتراضا على أزمة نقص المياه، ونصبوا خيامًا في المنطقة، معلنين أنهم لن يعودوا إلى ديارهم حتى يتلقوا ردًا واضحًا من السلطات؛ لكن القوات الأمنية الإيرانية هاجمتهم، وأشعلت النار في خيامهم واعتقلت مجموعة منهم.
ولاحقا، انضمت مجموعة من الناس في أصفهان إلى المزارعين المتظاهرين للاحتجاج، لكن تم قمعهم من قبل القوات الحكومية، وقامت الشرطة بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع عليهم ما أسفر عن إصابة العديد منهم واعتقال الكثير.
وفي وقت سابق، أصدر مكتب نائب منع الجريمة بمكتب المدعي العام لمحافظة أصفهان بيانا حث فيه المواطنين على "الامتناع عن المشاركة في التجمعات غير القانونية تحت أي عنوان".
وفي أعقاب القمع العنيف للمتظاهرين في أصفهان وإطلاق النار المباشر عليهم، وصف مسؤولون في إيران المواطنين المحتجين على أزمة نقص المياه في أصفهان بـ"أعداء خارجين" على غرار الاحتجاجات السابقة.