المواجهة بين إيران وإسرائيل.. خارطة طريق إماراتية لوقف التصعيد

خارطة طريق إماراتية شاملة لحل الأزمة الإيرانية الإسرائيلية ووقف التصعيد بين البلدين، وإرساء الأمن والسلم الدوليين.
تلك الخارطة طرحها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، في بيان، الثلاثاء، ضمن جهود إماراتية متواصلة لإيجاد مقاربة دبلوماسية تقود الطرفين إلى التهدئة وإنهاء هذه "المواجهة العسكرية الخطيرة" المستمرة لليوم الخامس على التوالي.
ومنذ اندلاع المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل يوم الجمعة الماضي، لم تتوقف دعوات الإمارات خلال مباحثات أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي مع قادة ومسؤولي دول العالم إلى ضرورة وقف التصعيد وضبط النفس واللجوء إلى تسوية الصراعات عبر الوسائل الدبلوماسية بما يصب في مصلحة المنطقة وشعوبها.
ضمن أحدث تلك الجهود، رسم الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خارطة طريق لحل الأزمة عبر بيان أصدره، تضمنت إطارا شاملا لحل الأزمة وفق أسس وقواعد محددة، إضافة إلى آليات تحدد أدوار الأمم المتحدة ومجلس الأمن في حل الأزمة، وسط تحذيرات من تداعياتها على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
حل دبلوماسي
وطرح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رؤية إماراتية شاملة لحل الأزمة تنطلق من محورين هامين هما:
- ضرورة إيجاد مقاربة دبلوماسية تقود الطرفين إلى التهدئة وإنهاء هذه المواجهة ومنع انزلاقها إلى منحنيات غير مرغوب بها وغير محمودة.
- لا بدّ من التحرك السريع نحو غاية واضحة، وهي الوقف الفوري لما يجري قبل أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة.
آليات محددة
وبين أن تحقيق هذه المقاربة الدبلوماسية تأتي من خلال عدة آليات وهي:
- التحرك العاجل والمنسّق على المستويين الإقليمي والدولي لتجنب مخاطر توسيع رقعة الصراع واحتواء انعكاساته على السِلم والأمن في المنطقة، وعلى المشهد الدولي بشكل عام.
- قيام الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهما الكاملة في منع المزيد من التصعيد.
- اتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لوقف إطلاق النار وإرساء الأمن والسلم الدوليين.
دور إماراتي بارز
وضمن الحراك الإقليمي والدولي التي دعت له الإمارات، كشف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن الإمارات، وعلى أعلى مستوى، أخذت زمام المبادرة بالفعل وذلك من خلال:
- إجراء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات اتصالات دبلوماسية ومكثفة تركزت على سُبل تعزيز الجهود المبذولة لخفض التصعيد وتجنب اتساعه، من منطلق الحرص على تغليب الدبلوماسية والحوار كخيار وحيد بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد، وضمن أسس شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة لشعوب المنطقة.
- إدانة دولة الإمارات منذ الساعات الأولى الاستهداف العسكري الإسرائيلي لإيران.
قواعد وأسس
ولفت البيان الإماراتي إلى قواعد وأسس تستند إليها خارطة الطريق الإماراتية تنبع من إيمان دولة الإمارات بما يلي:
- تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة.
تحذيرات
وحذّرت الإمارات في بيانها من:
-مخاطر القيام بخطوات غير محسوبة العواقب ومتهورة قد تتعدّى حدود البلدين.
- شددت دولة الإمارات في هذه المرحلة الحساسة والخطرة على أن المنطقة التي تعتبر قلب العالم والتي أرهقتها الصراعات المتواصلة والتي لا تتحمّل المزيد من التوترات والمواجهات تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الحكمة.
حراك متواصل
يأتي البيان الإماراتي غداة إصدار بيان مشترك صدر عن وزراء خارجية 20 دولة في مقدمتها دولة الإمارات أعربوا فيه عن قلقهم البالغ حيال التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران.
والدول الموقعة على البيان هي دولة الإمارات والأردن، وباكستان، والبحرين، وبروناي دار السلام، وتركيا، وتشاد، والجزائر، وجزر القمر، وجيبوتي، والسعودية، والسودان، والصومال، والعراق، وسلطنة عمان، وقطر، والكويت، وليبيا، ومصر، وموريتانيا.
وأكد البيان رفض وإدانة الهجمات الإسرائيلية ضد إيران منذ فجر يوم 13 يونيو/حزيران 2025 وكذلك أية ممارسات تمثل خرقاً للقانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ومبادئ حُسن الجوار وتسوية النزاعات بالسبل السلمية.
وأعربت الدول الموقعة على البيان عن القلق البالغ حيال هذا التصعيد الخطير، والذي ينذر بتداعيات جسيمة على أمن واستقرار المنطقة بأسرها، والتأكيد على ضرورة وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد إيران، والتي تأتي في توقيت يشهد فيه الشرق الأوسط مستويات متزايدة من التوتر، وأهمية العمل على خفض التوتر وصولاً إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة شاملة.
وأكد البيان أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وفق القرارات الدولية ذات الصلة ودون انتقائية، والتشديد على ضرورة سرعة انضمام كافة دول المنطقة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وشدد على ضرورة عدم استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق قرارات الوكالة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لما يمثله ذلك من خرق سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بموجب ميثاق جنيف لعام 1949.
ودعا البيان إلى ضرورة العودة لمسار المفاوضات في أسرع وقت ممكن باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووي الإيراني، مع التشديد على أهمية احترام حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية وفقاً لقواعد القانون الدولي ذات الصلة، وعدم تقويض أمن الملاحة الدولية.
وأكد البيان أن السبيل الوحيد لحل الأزمات في المنطقة يتمثل في الدبلوماسية والحوار والالتزام بمبادئ حسن الجوار وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والتشديد على أنه لا يمكن تسوية الأزمة الراهنة بالسبل العسكرية.
دعم الأمن والسلم الدوليين
حراك إماراتي لحل الأزمة الإيرانية الإسرائيلية يجسد جهودها لدعم الأمن والسلم الدوليين، وحراكها المتواصل لحل الأزمات الدولية والإقليمية، التي تنطلق من قواعد ومبادئ إماراتية مهمة من أبرزها:
- إيمان دولة الإمارات بضرورة إيجاد حلول دبلوماسية للصراعات والأزمات القائمة في المنطقة وخفض التوترات دائمًا.
- إيمان الإمارات بأن الطريق لحل الأزمات يكون من خلال احترام سيادة الدول، والتمسك بالقانون الدولي.
- عمل دولة الإمارات المتواصل على حل أزمات المنطقة وتجنيبها أي أزمات جديدة والدفع باتجاه إنجاح السلم والاستقرار.
- إيمان دولة الإمارات بأن الحوار هو السبيل الوحيد لضمان أمن الشعوب والدول.
- حرص الإمارات على تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات.
- دعم الإمارات الجهود الإقليمية لتفادي الانزلاق نحو أية صراعات جديدة في المنطقة.
- إيمان الإمارات بأن الأزمات لن تحل إلا بإرادة سياسية وبالوساطة الفاعلة.
- الإمارات داعية للسلم والسلام ولم ولن تكون طرفا في أي صراع.
جهود إماراتية متواصلة لحل الأزمة ضمن حراك متواصل لدعم الأمن والسلم الدوليين.
ومنذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كرّست دولة الإمارات نفسها لاعبا أساسيا وشريكا هاما في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي وذلك انطلاقا من إرثها الإنساني ورسالتها الحضارية القائمة على إعلاء قيم المحبة والتسامح ونبذ التعصب.
ولا ينسى العالم، الجهود الإماراتية البارزة التي أسهمت في إنهاء أطول نزاع في أفريقيا، بين إثيوبيا وإريتريا في يوليو/تموز 2018، بوساطة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.