ما بين أبريل وأكتوبر.. 5 اختلافات في هجومي إيران ضد إسرائيل
بفارق أربعة أشهر فقط، كان العالم على موعد مع جولة تصعيد ثانية بين إيران وإسرائيل، لكن ما بين الأولى والبارحة ثمة فروقات واضحة.
ومع كل مرة، تعلو أصداء التحذيرات من أن الشرق الأوسط يقترب أكثر فأكثر من حرب إقليمية شاملة، حيث تعهدت إسرائيل بالرد على وابل الصواريخ الباليستية الضخم الذي أطلقته إيران على البلاد ليلة الثلاثاء، مما أدى إلى ختام يوم من التصعيد العسكري الدرامي في المنطقة.
وأمس الثلاثاء، أطلقت إيران وابلا من نحو 200 صاروخ باليستي على أهداف عسكرية إسرائيلية، وهو أكبر هجوم من نوعه على الإطلاق، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل وتفعيل أنظمة الدفاع المتطورة في البلاد.
وقال قادة إيران إن الهجوم كان بمثابة تحذير لإسرائيل بعدم الدخول في حرب مباشرة مع عدوها القديم، وأن أي رد إسرائيلي على القصف سيقابل بضربات "أقوى وأكثر تدميرا".
وجاء التصعيد بعد حوالي 24 ساعة من شن إسرائيل عملية برية في لبنان لملاحقة حزب الله المدعوم من إيران، وبعد أيام من مقتل زعيمه حسن نصر الله في ضربة على بيروت.
وهذه هي المرة الثانية التي تشن فيها إيران هجوما جويا على إسرائيل هذا العام، لكن هجوم الثلاثاء كان مختلفا في عدد من النقاط تستعرضها "العين الإخبارية" في السطور التالية، مستندة في ذلك لبيانات صادرة عن كلا الجانبين، وتصريحات لمسؤولين أمريكيين.
الإشعار قبل الهجوم
أبريل
في الهجوم الذي وقع يوم 13 أبريل/نيسان الماضي، أعطت إيران إشعارا قبل 72 ساعة من ذلك الهجوم.
هجومٌ كان يُنظر إليه من قبل مراقبين على أنه مصمم لتقليل الخسائر مع تعظيم المشهد بإسقاط جميع الصواريخ والطائرات بدون طيار البالغ عددها 300 تقريبا من السماء بواسطة أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
أكتوبر
هذه المرة، علمت إسرائيل بالتهديد الوشيك قبل ساعات فقط من شن طهران للضربات، التي استهدفت مواقع متفرقة من البلاد، بما في ذلك مقر وكالة الاستخبارات "الموساد" في تل أبيب، ثاني أكبر مدينة في إسرائيل، وقاعدة نيفاتيم الجوية وقاعدة تل نوف الجوية.
وفي اليوم نفسه، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض، قوله إن الولايات المتحدة لديها مؤشرات على أن إيران تستعد لشن هجوم صاروخي باليستي وشيك ضد إسرائيل.
الحجم والتأثير
أبريل
في أبريل/نيسان، شنت إيران هجوما واسع النطاق بطائرات بدون طيار وصواريخ بلغ عددها نحو 300، على إسرائيل - وهو أول هجوم مباشر من نوعه على البلاد من أراضيها.
وقامت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة من حلفائها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بصد الهجوم.
أكتوبر
في الشهر الجاري، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي باتجاه مدن متفرقة في إسرائيل، وسُمعت صافرات الإنذار تدوي في الأرجاء.
وقال المتحدث باسم البنتاغون اللواء بات رايدر، إن هجوم الثلاثاء، كان ضعف هجوم أبريل/نيسان. كما تضمن عددا أكبر من الصواريخ الباليستية، التي يصعب إسقاطها، مما يشكل تهديدا حقيقيا.
وقللت كل من إسرائيل والولايات المتحدة من فاعلية الضربة. وقالت تل أبيب إن الهجوم "فشل".
لكن إيران أعلنت أن "90 % من الصواريخ بلغت الهدف".
وفي حين قالت إيران إن الهجوم استهدف مواقع أمنية وعسكرية، تكتمت إسرائيل على مواقع سقوط الصواريخ.
الأسلحة
أبريل
أطلقت إيران في ذلك الهجوم، نحو 110 صواريخ باليستية و30 صاروخا من طراز كروز، وطائرات بدون طيار، باتجاه إسرائيل.
أكتوبر
للمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي أطلق عليه اسم "الوعد الصادق 2" على ما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية.
وكشف الحرس الثوري الإيراني أن الصواريخ التي شنها على إسرائيل هي «هايبر سونيك»، من طراز «فتاح».
وهذا النوع من الصواريخ هو أحدث تقنيات الأسلحة التي تتميز بسرعتها الفائقة التي تتجاوز سرعة الصوت بأضعاف كثيرة، مما يجعلها صعبة الاعتراض والتتبع.
السبب
أبريل
كان الهجوم في المرة الأولى ردا على غارة قالت إيران إنها إسرائيلية واستهدفت مبنى قنصليتها في طهران، ما أسفر عن مقتل قادة من الحرس الثوري.
أكتوبر
إيران أعلنت أن الهجوم هذه المرة، جاء ردا على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، أواخر يوليو/تموز الماضي، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وقائد في الحرس الثوري، ببيروت، نهاية الأسبوع الماضي.
الرد بالمثل
أبريل
ردت إسرائيل بعد أسبوع بضربة محدودة على إيران.
أكتوبر
لم ترد إسرائيل حتى اللحظة، وإن كانت قد هددت على لسان مسؤوليها وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال إن طهران "ارتكبت خطأ فادحا، الثلاثاء وستدفع الثمن".
وأضاف مؤكدا "سنحقق ما حددناه: من يهاجمنا نهاجمه".
لكن الحرس الثوري الإيراني، حذر من أن أي رد إسرائيلي على هذه العملية سيواجه بهجمات أكثر تدميرا وأقوى.
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري إن الهجوم "سيتكرر بقوة أكبر، وكل البنى التحتية للكيان (الإسرائيلي) سيتم استهدافها" في حال ردت إسرائيل.
مخاطر الحرب الإقليمية
حتى اليوم لم تفلح الدبلوماسية بالتوسط في اتفاق بين إسرائيل وحزب الله. كما تعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وقال جوناثان بانيكوف، وهو محلل استخبارات سابق كبير متخصص في المنطقة، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "أعتقد أن نصر الله كان القشة الأخيرة" بالنسبة لإيران.
ووفق الشبكة الأمريكية فإن هجوم الثلاثاء هو أوضح علامة على أن حربا إقليمية مخيفة قد تندلع.