الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران.. 3 اعتبارات تحدد بنك الأهداف
مع توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بشن هجوم على إيران ردا على هجماتها الصاروخية على تل أبيب قبل أيام، بات الهجوم الإسرائيلي «مؤكدًا»، إلا أن الموعد والأهداف ما زالا في طي الكتمان.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال: «لقد أطلقت إيران مرتين مئات الصواريخ على أراضينا ومدننا (..) من واجب إسرائيل ومن حقها الدفاع عن نفسها والرد على هذه الهجمات، وهذا ما سنفعله».
وتقول إسرائيل إنها سترد على إيران بهجوم قوي وكبير، وستحدد الهجمات بالاتفاق مع الإدارة الأمريكية التي ستحتاجها إسرائيل لاحقا في حال رد إيران على الهجوم.
فما الاعتبارات التي ستأخذها إسرائيل في حساباتها؟
ثمة 3 اعتبارات تأخذها إسرائيل بعين الاعتبار في تحديد الأهداف التي ستهاجمها في إيران ردا على الهجوم الصاروخي الباليستي.
وتدرس إسرائيل كيفية توجيه ضربة تضعف النظام الإيراني، لكن دون التأثير على اقتصاد الشعب الإيراني واقتصاد المنطقة ككل، ودون أن يؤدي الرد إلى حرب إقليمية أو التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: «يجب أن تركز الضربات التي توجهها إسرائيل على إيران على إضعاف قواعد قوة النظام، وليس على التدمير الذي سيزيد من تفاقم الضائقة الاجتماعية والاقتصادية للشعب الإيراني».
وفي تقرير تابعته «العين الإخبارية»، أضافت الصحيفة العبرية: «الموساد والجيش الإسرائيلي على دراية جيدة بقواعد قوة النظام ونقاط ضعفه - ويعرفون أيضا كيفية التعامل معها. أي تفاصيل من جانبنا الآن يمكن أن تكون ضارة فقط».
وتابعت: «القيد الآخر الذي يجب أخذه في الاعتبار هو الأمريكيون. بالنسبة لإدارة بايدن-هاريس، عشية الانتخابات، من المهم منع نشوب حرب إقليمية، ومن المهم منع الزيادة في أسعار الطاقة نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية النفطية الإيرانية».
وأشارت إلى أن «هناك من يقول إن حربا إقليمية تدور بالفعل في الشرق الأوسط، تشمل إيران ووكلائها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان والفلسطينيين، لكن عندما تتحدث الولايات المتحدة عن حرب إقليمية، فهذا يعني حربا ستحاول فيها إيران ووكلاؤها أيضا إلحاق الأذى، كما يهددون بالفعل، بحلفاء أمريكا».
وقالت: «كما تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ من أن إيران ووكلاءها سيحاولون في الحرب الإقليمية إلحاق الضرر بالقوات الأمريكية، التي لا تزال في العراق، والتي لا تزال في العراق، حوالي 3000 جندي».
وأشار إلى أن: «القلق الثاني هو تدهور الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة عشية الانتخابات نتيجة لزيادة أسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم»، مضيفة: «هذان الاعتباران يوجهان الولايات المتحدة في مطلبها بعدم ضرب إسرائيل لمجموعتين من الأهداف: الأولى، المنشآت النووية، التي سيؤدي هجومها، في تقدير الولايات المتحدة، إلى حرب شاملة. والثاني هو الهجوم على البنية التحتية النفطية الإيرانية، والذي سيؤدي إلى زيادة في أسعار الطاقة وحرب إقليمية شاملة».
وأضافت: «لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل المطالب الأمريكية، ويرجع ذلك أساسا إلى الاعتراف بأننا بالفعل في مواجهة ستستمر لسنوات عديدة مع إيران، وفي هذه المواجهة سنحتاج إلى تلقي المساعدة من الولايات المتحدة».
وتابعت: «في الوضع الحالي، لا توجد فرصة لانضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وقد تم توضيح ذلك بالفعل لإسرائيل. لذلك، يجب على إسرائيل أن تستمع بعناية إلى النصيحة التي يرسلها لنا الرئيس الأمريكي جو بايدن باستمرار».
الاعتبار الثالث -بحسب الصحيفة العبرية-، يتمثل في «الاعتبارات التشغيلية؛ إذ ليس من السهل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بطريقة شاملة من شأنها تحييدها لسنوات عديدة قادمة»، مضيفة: هناك احتمالات بأننا سنحتاج أيضا إلى مساعدة الولايات المتحدة، إذا أردنا القيام بذلك، فقط لأن المنشآت عديدة ومنتشرة في جميع أنحاء الأراضي الإيرانية.
وقالت: «المنشآت النفطية في الواقع سهلة الهجوم، لكنها ستتطلب الكثير من الجهد وربما أكثر من موجة من الهجمات، وبما أننا في حملة طويلة، وأساسا لأن سلاح الجو وإسرائيل منخرطان بالفعل في قتال نشط للغاية في لبنان وغزة والضفة الغربية، وعلينا أيضا التأكد من أن الحوثيين في اليمن لا يتسببون لنا بالكثير من الأضرار والخسائر، كما تفعل المليشيات الشيعية في العراق، كل هذه اعتبارات تشير إلى ضرورة اختيار الأهداف بعناية والتركيز على إضعاف النظام الإيراني بشكل كبير. لكن دون التسبب في حرب إقليمية».
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMTM4IA== جزيرة ام اند امز