إسرائيل ونووي إيران.. من حرب الظل للتلويح بإجراء علني

تصعيد إسرائيلي جديد ضد إيران ينهي "حرب الظل" بين الجانبين، جاء على لسان قائد الجيش هرتسي هاليفي الذي هدد بضرب إيران مع تقدم برنامجها النووي وسط تحذيرات أيضا لمليشيات حزب الله في لبنان.

وفي مؤتمر هرتزليا، وهو منتدى دولي للأمن، قال هاليفي: "تقدمت إيران في تخصيب اليورانيوم أكثر من أي وقت مضى. نعمل عن كثب لفحص المجالات الأخرى التي تؤدي إلى قدرات نووية".

تحركات وشيكة

قبل أن يستدرك: "دون أن أدخل في التفاصيل تطورات سلبية ممكنة تلوح بالأفق وقد تؤول بنا إلى التحرك. لدينا القدرة لذلك ولآخرين القدرة أيضا".

وأضاف: "لدينا القدرة أن نعمل في إيران، لسنا غير مبالين لما تحاول طهران تأسيسه من حولنا كما يصعب عليها أن تكون غير مبالية للخط التي نتخذه".

• "جي بي يو-57".. قنبلة أمريكية تهدد نووي إيران 

ومضى قائلا: "لدينا قدرات جيدة في مواجهة إيران. يجب تعزيزها أكثر لنكون قادرين على خوض معركة واسعة مع إيران".

وتابع: "بشأن سيناريو متعدد الجبهات أقول شيئًا واضحًا: إسرائيل لن تخوض هذه الحرب مثلما تخوض حربًا في جبهة واحدة. في حالة حرب مع خمسة لاعبين ستكون قوة نيراننا أكبر بكثير".

وأشار إلى أنه "يُنظر إلى إسرائيل وجيشها، في المنطقة، على أنهما أقوياء لكن لا إمكانية للافتراض أن تكون إحدى الجبهات هادئة ولذلك علينا أن نستعد".

"هناك ظاهرة في الأشهر الأخيرة تتمثل في اقتراب بعض الدول في المنطقة لإيران. لا أعتقد أن هذه الظاهرة نابعة من ثقة هذه الدول بإيران أو برغبتها لإقامة سلام معها وإنما تأتي بهدف تبريد درجات الحرارة في المنطقة وعدم الوصول إلى مواجهات كبيرة وهذا الخيار متروك لهذه الدول"، بحسب هاليفي.

وبشأن حزب الله، قال رئيس الأركان الإسرائيلي: "إن حزب الله في حالة ردع من حرب يخوضها مع إسرائيل، هو يعتقد أنه يفهم كيف نحن نفكر ويعتبر أن بإمكانه الجرأة على تحدينا لأن ذلك لن يؤول إلى حرب. هذا يبني لنا أرضية للمفاجآت. لدينا جاهزية جيدة على الساحة الشمالية".

وحذر من أنه "ستكون الحرب في الشمال صعبة في الجبهة الداخلية لكننا سنعرف التعامل معها ولكنها ستكون أصعب على لبنان سبعين ضعفًا ولحزب الله أكثر من ذلك".

وأضاف: "تقوم إيران باستخدام سوريا كساحة مواجهة محتملة مع إسرائيل. إسرائيل لن تقف غير مبالية لهذا الأمر. أذكر بشار الأسد أن الدول التي اصطفت إلى جانب إيران كان مصيرها الفشل. إذا أراد البناء بعد الحرب الأهلية فعليه أخذ ذلك بعين الاعتبار".

 سوف نفاجئ كل أعدائنا

كما أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريح غامض قال فيه: "إسرائيل تفاجئ إيران في كل وقت، سوف نفاجئ كل أعدائنا".

وانضم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى قائد الجيش الإسرائيلي بالتلميح بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.

وزار غالانت قاعدة جوية إسرائيلية لاستخلاص النتائج من العملية العسكرية الإسرائيلية ضد الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

وقال إن "المهمات في عملية السهم الواقي نفذت بنجاح كبير".

غير أنه استدرك: "لكن الهدف الرئيسي الذي نستعد له أكثر تعقيدا وصعوبة وأهمية. يجب أن نكون مستعدين في أي لحظة".

ولاحظ المحللون الإسرائيليون أن تصريحات غالانت جاءت بعد وقت قصير من تلويح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بضرب إيران.

وفي ذات المؤتمر قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية، عضو الكنيست يولي إدلشتاين: "التحالف بين روسيا وإيران تحالف استراتيجي ولن يختفي في السنوات القادمة".

وأضاف: "إيران تعمل على تحسين قدراتها في هذا التحالف، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا. يمكن أن يعطلها ".

 خيار عسكري

بدوره قال مئير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق ورئيس معهد ميسغاف لدراسات الأمن القومي، في بيان تلقته "العين الإخبارية": "على الولايات المتحدة وضع خيار عسكري أمام إيران. هذه هي الوسيلة الوحيدة التي أثبتت نجاعتها في كبح جماح الطموحات النووية الإيرانية".

وأضاف: "يجب عدم قبول الادعاء بأن هذا التورط سيجر الولايات المتحدة إلى الحرب حيث كل سيناريو آخر يحمل في طياته احتمالية أكبر لاندلاعها".

واعتبر أن "التدخل الإيراني في الحرب الدائرة في أوكرانيا يثبت سذاجة أولئك الذين اعتقدوا أن إيران تشكل مشكلة بالنسبة للشرق الأوسط فقط، وإذا أصبحت إيران دولة نووية، فالخطر سيكون مضاعفا بكثير".

وقال بن شبات: "أثبت النظام الإيراني بأنه يغير سلوكه فقط في حال وضع تهديد عسكري حقيقي أمامه. هكذا كان الأمر في العام 2003، عندما اعتقد هذا النظام أن إيران ستتعرض لهجوم أمريكي بعد أن هاجمت الولايات المتحدة العراق، وهكذا كان الأمر بعد قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حين أدرك النظام أن التهديدات التي أطلقها الرئيس آنذاك دونالد ترامب ضد إيران جدية".

وأضاف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق: "دروس الحرب في أوروبا تلزم الزعماء الدوليين بالتعامل مع المعضلات الحالية من منطلق النظرة إلى أطر زمنية أطول من عامين أو خمسة أعوام أو عقد. لن يكون من الصواب استعباد المستقبل وتعريضه لخطر كبير مثل هذا، فقط بسبب الرغبة بالتحرر من عبء القرارات التي يجب اتخاذها في الوقت الحاضر".