إيران في الإعلام.. عقوبات أمريكا تعود من بوابة النفط
عادت العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، إلى الواجهة مجددا، مع تسليط الإعلام الضوء على تبعات تلك العقوبات التي أتمت عامها الثاني
عادت العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، إلى الواجهة مجددا، مع تسليط الإعلام الضوء على تبعات تلك العقوبات التي أتمت عامها الثاني، خلال وقت سابق من الشهر الجاري.
وقال مسؤول أمريكي ومصدر آخر مطلع، الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة قررت إنهاء إعفاءات من العقوبات تسمح لشركات أوروبية وصينية وروسية بمواصلة أعمال في منشآت نووية إيرانية محددة.
وحسب وكالة "رويترز" للأنباء أكد المصدران، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، تقريرا لصحيفة واشنطن بوست ذكر أن القرار ينطبق على الإعفاءات المتعلقة بـ"مفاعل أراك" للأبحاث الذي يعمل بالماء الثقيل، وتوريد اليورانيوم المخصب لـ"مفاعل طهران" للأبحاث ونقل الوقود المستنفد خارج إيران.
ومطلع مايو/أيار 2018، انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية ومالية ونفطية على طهران، اعتباراً من أغسطس/آب 2018، وتوسعت في نوفمبر/تشرين الثاني.
والأربعاء الماضي كذلك، خيّر المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران، براين هوك، طهران بين الحوار مع واشنطن أو الانهيار الاقتصادي.
وقال هوك إن سياسة "الضغوط القصوى" التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخيّر إيران بين التفاوض مع الولايات المتحدة أو مواجهة انهيار اقتصادي نتيجة العقوبات الأمريكية.
وأضاف هوك للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف: "نظرا لضغوطنا، يواجه زعماء إيران خيارا: إما التفاوض معنا أو التعامل مع انهيار اقتصادي".
ووسط خضم العلاقات الخلافية القائمة بين واشنطن وطهران منذ أكثر من أربعين عاما، تواصل إيران الاستفزاز وترسل شحنات الوقود إلى فنزويلا، فيما تتابع واشنطن بقلق أعمال إيران المتعلقة بفنزويلا.
وقال مسؤول حكومي بفنزويلا إن الشحنة الرابعة لمجموعة من ناقلات الوقود الإيرانية وصلت إلى بحر الكاريبي، الأربعاء، في المرحلة الأخيرة من رحلتها إلى فنزويلا.
وفي حين قوبلت إمدادات الوقود الإيرانية البالغة نحو 1.53 مليون برميل من البنزين، بترحيب من فنزويلا، إلا أنها تعرضت لانتقادات من السلطات الأمريكية لأن البلدين العضوين في منظمة أوبك يخضعان لعقوبات أمريكية.
وقال رئيس القيادة الأمريكية الجنوبية في منطقة الكاريبي الأدميرال كريغ فالر إن واشنطن تتابع "بقلق" أعمال إيران المتعلقة بفنزويلا. ويقول المحلل خوسيه تورو هاردي، الرئيس السابق لشركة النفط الحكومية في فنزويلا إنه في خضمّ المناوشات الكلامية، تجد فنزويلا نفسها "متورطة" في "مشكلة جيوسياسية".
لكن السؤال المطروح هو كيف تدفع كراكاس ثمن المحروقات وخزائنها فارغة؟ ولم تعلن الحكومة الفنزويلية أي شيء بهذا الشأن. لكن المعارض خوان غوايدو يتهم نيكولاس مادورو بشراء الوقود الإيراني بواسطة الذهب المستخرج بشكل غير شرعي من المناطق الغنية بالمعادن في جنوب البلاد. وهي اتهامات تدعمها واشنطن.
وفي الوقت الذي يعاني فيه ملايين الإيرانيين من الفقر، تواجه طهران احتجاجات متزايدة بشأن عشرات مليارات الدولارات التي تنفقها على مغامراتها الخارجية العبثية.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها أن الاحتجاجات والفوضى الاقتصادية في لبنان، والتراجع التدريجي للحرب في سوريا، ووجود رئيس وزراء معتدل في العراق، ألقت بظلالها على قدرة النظام الإيراني على استخدام نفوذه في الخارج.
أما داخل إيران، رأى محللون أن الضغط الاقتصادي المتزايد الناتج عن العقوبات الأمريكية يدفع الإيرانيين العاديين لطرح تساؤلات بشأن كم الدماء والثروات التي تنفق على حروب الحرس الثوري في الشرق الأوسط.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg جزيرة ام اند امز