نفط إيران "الراكد" يواصل التسرب من بوابة فنزويلا
الشحنة الرابعة لمجموعة من ناقلات الوقود الإيرانية وصلت إلى بحر الكاريبي في المرحلة الأخيرة من رحلتها إلى فنزويلا وأمريكا تترقب.
وسط خضم العلاقات الخلافية القائمة بين واشنطن وطهران منذ أكثر من أربعين عاما، تواصل إيران الاستفزاز وترسل شحنات الوقود إلى فنزويلا، فيما تتابع واشنطن بقلق أعمال إيران المتعلقة بفنزويلا.
وقال مسؤول حكومي بفنزويلا إن الشحنة الرابعة لمجموعة من ناقلات الوقود الإيرانية وصلت إلى بحر الكاريبي، الأربعاء، في المرحلة الأخيرة من رحلتها إلى فنزويلا.
وفي حين قوبلت إمدادات الوقود الإيرانية البالغة نحو 1.53 مليون برميل من البنزين، بترحيب من فنزويلا، إلا أنها تعرضت لانتقادات من السلطات الأمريكية لأن البلدين العضوين في منظمة أوبك يخضعان لعقوبات أمريكية.
لكن الناقلات أبحرت حتى الآن إلى وجهاتها دون أن تواجه أي عرقلة.
وقال رئيس القيادة الأمريكية الجنوبية في منطقة الكاريبي الأدميرال كريغ فالر إن واشنطن تتابع "بقلق" أعمال إيران المتعلقة بفنزويلا.
وبحسب بيانات رفينيتيف إيكون، فإنه بينما كانت الناقلة فاكسون تدخل الكاريبي، كانت ثلاث ناقلات أخرى راسية بالفعل في موانئ فنزويلية لتفريغ شحناتها.
ولم تعلن الحكومة الفنزويلية كيف تدفع ثمن شحنات الوقود و خزائنها فارغة.. لكن المعارض خوان جاريدو يتهم نيكولاس مادورو بشراء الوقود الإيراني بواسطة الذهب المستخرج بشكل غير شرعي من المناطق الغنية بالمعادن في جنوب البلاد. وهي اتهامات تدعمها واشنطن.
وكانت الولايات المتحدة حذرت الشهر الماضي من رحلات مشبوهة بين طهران و العاصمة الفنزويلية، وسط تقارير عن دفع فنزويلا "الذهب" لإيران مقابل شحنات النفط.
وفي أوائل الشهر الجاري، كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية عن صفقات بين إيران وفنزويلا تحصل فيها الأولى على أطنان من الذهب مقابل مساعدة الأخيرة في تشغيل مصافي البنزين المعطلة.
وقال أشخاص، على معرفة مباشرة بالأمر، إن فنزويلا، التي تعاني مشاكل في السيولة النقدية وحاجة ماسة لدعم قطاع النفط لديها، سلمت أطنانا من سبائك الذهب إلى إيران.
وأضافوا، أن مسؤولون حكوميون شحنوا نحو 9 أطنان من الذهب – ما يوازي نحو 500 مليون دولار – على متن طائرات متجهة إلى طهران باعتبارها دفعة مقابل تقديم الأخيرة يد المساعدة في تشغيل مصافي البنزين المعطلة.
وأشارت "بلومبرج" إلى أن هذه الشحنات، التي أسفرت عن تراجع مفاجئ في أرقام الاحتياطي الأجنبي في فنزويلا، تركت البلد الذي تمزقه الأزمة مع 6.3 مليار دولار فقط من الأصول بالعملة الصعبة، وهو أقل معدل خلال ثلاثة عقود.
وترزح فنزويلا وإيران تحت عقوبات اقتصادية أمريكية تضرب قطاع إنتاج النفط في البلدين. وتقول الخبيرة في العلاقات الدولية جيوفانا دو ميشال إن إرسال السفن الإيرانية إلى فنزويلا قد يعرض البلدين "لمزيد من العقوبات".
ويضرب الحظر الأمريكي على النفط الفنزويلي بقوة قطاعاً كان ينهار أصلاً. ولم تعد فنزويلا تنتج سوى 620 ألف برميل في اليوم مقابل ثلاثة ملايين برميل منذ عشر سنوات، وفق منظمة منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك".
وبالتالي فإن فنزويلا عالقة في حلقة مفرغة. وبما أن خزائنها فارغة بسبب انهيار إنتاجها النفطي، ليس لديها المال لاستيراد المحروقات. ومن دون محروقات، النشاط الاقتصادي متعثّر.
وقبل العزل الذي فُرض في منتصف مارس/آذار الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المتسجدّ، كانت فنزويلا تستهلك بين 70 و80 ألف برميل يومياً، وفق المحلل خوسيه تورو هاردي، الرئيس السابق لشركة النفط الحكومية في فنزويلا.