الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل تندلع حرب إقليمية شاملة؟
أثار الهجوم المباغت الذي نفذته إيران بنحو 200 صاروخ على إسرائيل، مساء الثلاثاء، تساؤلات عديدة حول احتمالات انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
وتباينت آراء المحللين الذين اعتبر بعضهم أنها ستقود لحرب شاملة فيما اعتبر آخرون أنها لن تقود لذلك.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، مساء الثلاثاء، إن "إطلاق إيران الصواريخ على إسرائيل عمل خطير ستكون له تبعاته".
وأضاف هاغاري، في مؤتمر صحفي عقب الهجوم الإيراني، أن الجيش الإسرائيلي "سيرد على هذا الاستهداف في المكان والزمان اللذين يقررهما". وأوضح أن الجيش سيقوم "بعملية تقدير للأوضاع وستجتمع رئاسة الأركان مع قيادة الجيش فضلا عن الشركاء الأمريكيين".
تمهيد لحرب إقليمية
وقال الخبير العسكري اللبناني، العميد الركن المتقاعد ناهي جبران، لـ"العين الإخبارية"، إن "الهجوم الإيراني يختلف هذه المرة عن هجوم أبريل/نيسان الماضي، فالضربة أقوى من سابقتها، بعد أن تغيرت قواعد الاشتباك تماما، وقد تكون ضربات طهران اليوم تمهيدا لحرب إقليمية واسعة".
وأطلقت إيران آخر وابل من الصواريخ والطائرات دون طيار على إسرائيل في شهر أبريل/نيسان الماضي، بعد أن شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات استهدفت قنصلية طهران في دمشق، قتلت عددا من كبار القادة في الحرس الثوري.
ولم يكن لتلك الزخات مفعولا يذكر، حيث كانت منظومات الدفاع الإسرائيلي بانتظار صواريخ طهران، ما أفقد الرد أي نزعة مفاجئة تمكنها من تحقيق أهدافها.
وأوضح جبران أن "الانزلاق لحرب إقليمية شاملة، يرتبط بقوة الرد الإسرائيلي وهو ما سيتوقف على الضوء الأخضر الأمريكي والدعم الممنوح لتل أبيب، والهامش الممنوح من دول مثل بريطانيا وفرنسا".
ونوه إلى أن الرد الإيراني جاء في الوقت المناسب وبالسرعة الممكنة بعد التحضير له، وإلا فإن عدم الرد سيعني التشكيك في مصداقية إيران مع شركائها وأذرعها ومصداقية وحدة الساحات.
فيما رأى مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات العميد الركن اللبناني خالد حمادة، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الضربة الصاروخية الإيرانية أقرب لنموذج ضربة أبريل/نيسان بنفس الشروط والاتفاق والتنسيق".
وأضاف: "كان المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري واضحاً في تأكيد ذلك عندما قال إن واشنطن أبلغتهم اليوم الثلاثاء أنها ترصد استعدادات من إيران لإطلاق صواريخ نحو إسرائيل قريبا".
كذلك نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين أن "الهجوم الإيراني سيشمل طائرات من دون طيار وصواريخ باليستية تطلق باتجاه إسرائيل".
وأشار حمادة إلى أن "الرد الإيراني يأتي بالتنسيق مع الجانب الأمريكي حيث تريد طهران استعادة التوازن والخروج من حالة الإحراج التي تسبب بها التقاعس في الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله".
لن تكون هناك حرب
وفي رده على إمكانية اندلاع حرب إقليمية شاملة، استبعد حمادة ذلك ، قائلا : لن تكون هناك حرب إقليمية شاملة إذ أعربت إيران في أكثر من مناسبة عن رغبتها في عدم توسعة الحرب والتفاوض لتثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط، وهذا يعني النأي عما يجري في لبنان واستمرار إسرائيل في هجومها على مواقع حزب الله على امتداد الجغرافيا اللبنانية بهدف تدمير ما تبقى من بنيته التحتية".
وبينما كانت إسرائيل لا تزال في مرحلة إنذار مواطنيها بالنزول إلى الملاجئ، دوت صافرات الإنذار في كل أنحاء البلاد معلنة أن الوقت تأخر، وأن طهران فاجأت الكل بهجومها رغم التحذير الأمريكي والتأهب الإسرائيلي.