«ليس في إسرائيل».. رد إيران على اغتيال هنية يبدأ من هذا المكان
صحيحٌ أن المرشد الأعلى لإيران وجّه بضرب إسرائيل بشكل مباشر ردا على اغتيال هنية، لكن يبدو أن حسابات الداخل تفرض معادلة أخرى.
ووسط تصاعد التوترات في المنطقة، برزت تساؤلات حول عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هنية، في مقر إقامته شمالي طهران، خاصة وأن الموقع محصن من قبل الحرس الثوري، ومن الصعب نظريا اختراقه، وفق مصادر مطلعة.
الصور التي طالعتها "العين الإخبارية" في وسائل الإعلام المحسوبة على الحرس الثوري تشير إلى تفجير داخلي باستخدام عبوة ناسفة صغيرة الحجم، وهو أمر غير مألوف مقارنة بالعمليات السابقة التي كانت تتميز بالصواريخ الكبيرة والقوة التدميرية الهائلة.
روايةٌ جديدة عن العبوة الناسفة ترفع من مستوى الروايات التي طفت منذ الأمس، بعد حديث عن مُسيرة مفخخة وهاتف يحمله المرافق الشخصي لهنية.
ومع هذه الروايات، يظل احتمال أن تكون العملية جزءًا من صراع داخلي بين الفصائل المختلفة قائمًا، أو ربما كان هناك توجيه غير معلن من جهة خارجية للعوامل البشرية داخل إيران"، وسط مطالبات بتنظيف الداخل أولا من "المتسللين والعملاء".
عملية معقدة؟
وكتبت صحيفة "خراسان" الأصولية المتشددة، اليوم الخميس، تقريراً عن اغتيال هنية، واصفة العملية بأنها جاءت نتيجة "حسابات معقدة جداً" بالنسبة للأجهزة الأمنية.
وقالت في تقرير تحت عنوان "لماذا اختاروا طهران لاغتيال إسماعيل هنية؟"، إن "اغتيال هنية ليس نتاج عملية أمنية معقدة، لقد كان ضيفاً رسمياً على حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد (مسعود بزشكيان) في زيارة عامة، ولم تكن مراقبة تحركاته مهمة صعبة، ومع ذلك، يمكن القول إن حسابات معقدة كانت وراء هذا الهجوم".
وأضافت "من المستبعد أن تكون إسرائيل قد اتخذت هذا الإجراء بشكل مباشر ومن دون التنسيق والضوء الأخضر من الولايات المتحدة".
الجواسيس
من جانبها، اعتبرت صحيفة "جمهوري إسلامي" التي تحمل نفس التوجه المتشدد، أن "الضرر الرئيسي هو وجود عوامل متسللة داخل أنفسنا".
وتابعت "من أجل البقاء في مأمن من الاغتيالات، يجب علينا أولاً تعزيز قوتنا الاعتراضية ضد مسيرات العدو، وثانيًا، إجراء تنظيف شامل لعناصرنا الاستخباراتية والأمنية" في الداخل.
ولفتت الصحيفة إلى إن "الأهم من الانتقام هو إغلاق مسارات تسلل العدو في الجو والأرض وتحديد ومعاقبة العناصر التابعة التي نهملها.. الجواسيس المحليون يخترقون أعلى المستويات وهم العملاء الأساسيون في الاغتيالات".
"أصحاب النفوذ"
من جانبه، طرح عضو البرلمان الإيراني، حسين علي حاجي دليجاني، خلال مقابلة مع موقع "ديدبان إيران" الإخباري، رواية جديدة بشأن اغتيال هنية ومرافقه الشخصي في شمال العاصمة طهران.
ورجّح النائب دليجاني، احتمالية وجود "تأثير وإشراك لأصحاب النفوذ" في نشر أماكن إقامة ضيوف حفل تنصيب طهران، ومن بينهم إسماعيل هنية.
وقال "في حالة اغتيال هذا المسؤول الرفيع في حركة حماس، لا يمكن استبعاد احتمال لعب أشخاص نافذين دوراً، لأنه في كل الأحوال، قد يدفع النظام الإسرائيلي الدولارات الأمريكية للبعض بهدف الحصول على معلومات حساسة أو تنفيذ عمليات".
ومضى قائلا "هذا ليس جديداً، فقد اغتالت اسرائيل عدداً من العلماء النوويين الإيرانيين وعناصر الحرس الثوري داخل البلاد عبر جواسيسها المحليين"، مشدداً على ضرورة أن يتخذ المسؤولون في إيران "مسألة تحديد المتسللين والتعامل معهم على محمل الجد".
بدوره، أمر محمد مهدي آزاد، النائب العام الإيراني، يوم الأربعاء، مدعي عام طهران، باتخاذ الإجراءات اللازمة لاعتقال ومعاقبة مرتكبي جريمة قتل إسماعيل هنية، مشدداً على أهمية تعاون القضاء مع الجيش وقوات إنفاذ القانون والأمن في طهران.
تفاصيل جديدة
من جانبه، عرض المستشار الثقافي السابق للسفارة الإيرانية في لبنان المقرب من الحرس الثوري، عباس خامه يار، رواية أخرى، قال إنه تلقاها من الأجهزة الأمنية المختصة حول اغتيال هنية.
وقال عباس خامه يار في مقابلة مع قناة "أفق" الإيرانية، إن "إسرائيل اغتالت إسماعيل هنية ومرافقه بسبب استخدام هاتف دولي وخط غير إيراني".
موضحا "عملية الاغتيال تمت عبر خط هاتف غير إيراني كان يستخدمه وسيم أبو شعبان الحارس الشخصي لإسماعيل هنية".
ويرى مراقبون أن تعدد الروايات حول عملية الاغتيال، تشير إلى وجود ارتباك لدى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في إيران.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز