نتنياهو يتحسب لرد إيران وحزب الله.. وغضب عائلات الرهائن يكسر «نصره»

بظهوره منفردا في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع بتل أبيب دون السماح للصحفيين بتوجيه أسئلة أراد بنيامين نتنياهو أن يظهر في صورة المنتصر لكنه لم يتمكن من إخماد غضب عائلات الرهائن والمعارضة.

وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يأخذ الفضل في تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربات في بيروت وطهران والحديدة في وقت دعا فيه السكان إلى الاستعداد لأيام صعبة قادمة حاثا إياهم على الصبر.

• هنية وإيران و«الثغرة القاتلة».. «الجواسيس» كلمة السر
• اغتيال هنية.. المدبر والمستفيد

غير أن زعيم المعارضة يائير لابيد، سارع بمخاطبته عبر منصة "إكس" قائلا: "رئيس الوزراء مدعو الليلة لأخذ الفضل الذي يريده لكن كان عليه أن يقول جملة واحدة: أنا ذاهب إلى صفقة مختطفين".

 عائلات الرهائن: لا نصر دون إعادتهم

وعلى الفور دعت عائلات الرهائن الإسرائيليين إلى مظاهرة كبرى في مدينة تل أبيب، الخميس.

وقالت: "سنظهر في ساحة المختطفين في تل أبيب مع أفضل الفنانين الإسرائيليين، سنقف إلى جانب أهالي المختطفين ونطالب بضجة كبيرة - صفقة الآن".

وأضافت: "الجميع قادم! لأنه لا يوجد شيء أكثر أهمية!".

وبدت العائلات وكأنها تقول لنتنياهو: "شكرا خذ الفضل بالمسؤولية عن عمليتي الاغتيال ولكن أعد الرهائن إلى منازلهم".

وقالت العائلات في بيان تلقته "العين الإخبارية": " لدى إسرائيل إنجازات أمنية كبيرة، لكن يجب على دولة إسرائيل أن تتذكر أنه لن يكون من الممكن تحقيق النصر دون تحقيق هذه الإنجازات من أجل إعادة جميع المختطفين إلى ديارهم. وهذا هو الهدف من الحملة (الحرب). وهذا هو الهدف الأسمى والأهم أخلاقيا ووطنيا".

وأضافت: "تتوقع هيئة العائلات أن تستغل الحكومة الإسرائيلية بشكل عاجل إنجازات الجيش الإسرائيلي، لتعلن أنها منفتحة على التوصل إلى اتفاق، وتحقيق أخيرًا صفقة نتنياهو في الخطوط العريضة التي بادر بها نتنياهو ووافق عليها الرئيس بايدن. والتي ستعيد جميع المختطفين البالغ عددهم 115 إلى منازلهم، الأحياء لإعادة تأهيلهم والقتلى لدفنهم".

شركات طيران توقف رحلاتها لإسرائيل

وفور إنهاء نتنياهو كلمته أعلنت شركتا دلتا ويونايتد إيرلاينز عن إلغاء رحلاتهما إلى إسرائيل حتى 6 أغسطس/آب على الأقل.

كما أعلنت الخطوط الجوية البريطانية أنها ستلغي رحلاتها إلى إسرائيل اعتبارًا من يوم الخميس.

وكانت شركتا لوفتهانزا والنمساوية قد أعلنتا أمس وقف رحلاتهما إلى إسرائيل.

وأدت المخاوف إلى خسارة كبيرة للشيكل الاسرائيلي مقابل الدولار.

الرد قادم في الأيام المقبلة

فتصريحات نتنياهو، بعد اجتماع المجلس الوزاري الأمني "الكابينت"، أشارت وبما لا يدعو للشك بوجود تقدير إسرائيلي بأن الرد من حزب الله وإيران وحماس قادم لا محالة.

وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "يشعر الكثير من الإسرائيليين بالقلق من هجوم انتقامي من قبل حزب الله وإيران في أعقاب الاغتيالين الدراماتيكيين في الساعات الـ24 الماضية لزعيم حماس إسماعيل هنية في طهران وزعيم حزب الله البارز فؤاد شكر في قلب بيروت".

وأضافت: "تقدر مؤسسة الدفاع أن الرد على الاغتيالات سيأتي في الأيام المقبلة".

وكانت 3 مصادر إيرانية قالت لصحيفة "نيويورك تايمز" إن "المرشد الإيراني علي خامنئي أمر بشن هجوم مباشر على إسرائيل ردا على اغتيال هنية".

سيناريوهان

واستنادا إلى القناة الإخبارية 12 الإسرائيلي فإن إسرائيل تستعد لسيناريوهين:

السيناريو الأول، هجمات بالصواريخ والمسيرات وعمليات تسلل

وقالت: "تستعد مؤسسة الدفاع لمجموعة متنوعة من السيناريوهات، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والقذائف، وهجوم بطائرات دون طيار وحتى محاولات التسلل على الحدود الشمالية".

وأضافت: "القيادة الشمالية مستعدة جيدا لكل هذه الاحتمالات. ومع ذلك، فإن الطريقة التي يختار بها حزب الله والإيرانيون التصرف لها أهمية حاسمة".

السيناريو الثاني: هجوم عسكري استراتيجي لإلحاق الضرر بالمدنيين.

وقالت: "الاحتمال الثاني هو حادث خطير جدا فيما يتعلق بإسرائيل بمعنى هجوم عسكري استراتيجي يلحق الأذى بالمدنيين".

وأضافت: "في هذا الوقت، تعمل مؤسسة الدفاع على هجوم وقائي، هجوم من شأنه أن يحبط ويعطل الرد الإيراني واللبناني، حيث أجرى مسؤولون عسكريون كبار اليوم مناقشات وتقييمات بشأن الدفاع الواسع الذي يمكن أن يوفر لإسرائيل مع تحالف الدفاع الجوي الإقليمي ومظلة الدفاع الأمريكية، كما رأينا في العملية ليلة الصواريخ الإيرانية في أبريل/نيسان".

وتابعت: "وفي الوقت نفسه، تم نقل رسائل عبر القنوات الدبلوماسية إلى لبنان وطهران، مفادها أن إسرائيل مستعدة للذهاب إلى حد الحرب الشاملة إذا رد الجانب الآخر بطريقة من شأنها أن تلحق ضررا شديدا بالبلاد".

 بلدية حيفا تستعد لـ4000 صاروخ يوميا

غير أنها أشارت إلى أنه في أعقاب مقتل المسؤولين، أصبحت العديد من السلطات المحلية في حالة تأهب خوفا من الانتقام من الشمال والجنوب.

وقالت: "من الأمثلة على ذلك بلدية حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل والتي تعتبر هدفا استراتيجيا لحزب الله، حيث يتم زيادة اليقظة، لقد تم تجهيز المدينة، التي تم إعدادها لسيناريو حوالي 4000 صاروخ يوميا، بمركز إدارة أزمات تابع للبلدية، والذي يقع في مكان محمي تحت الأرض ويمكن من خلاله إدارة جميع الأنشطة البلدية في أوقات الطوارئ.

بالإضافة إلى ذلك، لدى بلدية حيفا معدات خاصة تسمح لها بفتح الملاجئ عن بعد".

كما لفتت إلى أن: "البلديات في وسط البلاد اختارت عدم التهاون وأجرت تقييمات للوضع استعدادا لاستجابة محتملة للرد".

وقالت: "بالإضافة إلى ذلك، أجرت نجمة داوود الحمراء تمرينا هذا المساء لرفع مستوى استعداد المنظمة لمجموعة متنوعة من السيناريوهات، بما في ذلك السيناريو المظلم وإحداث الإصابات الجماعية".

 هارئيل: على شفا حرب إقليمية

ورأى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل أن "الاغتيالات في إيران ولبنان تدفع الشرق الأوسط إلى شفا حرب إقليمية".

وقال هارئيل، في تحليل تابعته "العين الإخبارية": "قد نكون على وشك تصعيد آخر في الحرب، وهو التصعيد الذي قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا. وسوف تجد إيران صعوبة في عدم الرد على اغتيال على أراضيها. ولكن حتى الآن، بدا الأمر وكأن إيران وحزب الله يسعيان إلى احتواء الصراع مع إسرائيل ومنعه من التحول إلى حرب شاملة".

وأضاف: "من المتوقع أن يكون لوفاة هنية تأثير سلبي على المحادثات بشأن صفقة الأسرى، والتي وصلت إلى طريق مسدود تقريبا منذ شددت إسرائيل موقفها".

وتابع: "يبدو أن المسار البديل ــ تأمين إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، ثم الجهود الأمريكية السريعة لإخماد النيران في الشمال ــ قد وصل إلى طريق مسدود".

واستطرد: "فالحكومة والجيش الإسرائيليان بعيدان كل البعد عن حل المشاكل الاستراتيجية في الشمال، وفقد السكان صبرهم منذ فترة طويلة. ولم يعد إلى منازلهم سوى حفنة قليلة، ولا تزال حياتهم في خطر، ولا أحد يعرف كيف ومتى سيعود الهدوء إلى الحدود".

وأكمل: "في ظل هذه الظروف، يصبح خطر تدهور الوضع إلى حرب شاملة حقيقيا ــ وخاصة الآن".