نوبل في ميزان المواقف الدولية.. غضب بإيران وحفاوة غربية
ما إن أعلنت الهيئة المشرفة على نوبل للسلام منح جائزتها لناشطة إيرانية، حتى توالت ردود الفعل؛ الغضب في إيران والحفاوة في الدول الغربية.
إذ استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام للناشطة الحقوقية المسجونة نرجس محمدي، ووصفت الأمر بأنه تحيز وخطوة تهدف إلى تسييس الجائزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني، إن "الإجراء الذي اتخذته لجنة نوبل للسلام هو تحرك سياسي يتماشى مع سياسات التدخل المعادية لإيران التي تنتهجها بعض الحكومات الأوروبية".
وأضاف، في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية: "منحت لجنة نوبل للسلام جائزة لشخص أدين بارتكاب انتهاكات متكررة للقانون وأعمال إجرامية، ونحن نستنكر ذلك باعتباره تحيزا وخطوة ذات دوافع سياسية".
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، اتهمت الوكالة الرسمية الإيرانية للأنباء اللجنة التي تمنح جائزة نوبل للسلام، بتسييس قضية حقوق الإنسان من خلال تكريم الناشطة الحقوقية المسجونة نرجس محمدي.
وقالت الوكالة في تقرير: "منح جائزة نوبل للسلام لشخص أدين بموجب قوانين بلد ما، ويقضي حاليا عقوبة بالسجن لا يمكن وصفه إلا بأنه تسييس لمفهوم حقوق الإنسان وتصرف يوحي بالتدخل".
وفي واشنطن، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن إيران على الإفراج الفوري عن الفائزة بنوبل للسلام نرجس محمدي.
وقال بايدن في بيان "هذه الجائزة اعتراف بأن العالم لا يزال يسمع صوت نرجس محمدي الصارخ الداعي إلى الحرية والمساواة"، مضيفا: "أحضّ حكومة إيران على الإفراج الفوري عنها وعن زملائها المدافعين عن المساواة الجندرية".
وكانت الولايات المتحدة، الجمعة، قد أشادت بـ"شجاعة" الناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي بعدما مُنحت جائزة نوبل للسلام.
وكتب المبعوث الأمريكي الخاص لإيران أبرام بالي على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "نرجس محمدي بطلة بالنسبة لكثيرين في إيران وحول العالم"، مضيفًا "اليوم، يتحد العالم كلّه في الاعتراف بشجاعتها".
فيما رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"الخيار القوي جدا" بعد منح جائزة نوبل للسلام إلى الناشطة الإيرانية نرجس محمدي المسجونة في طهران، مكافأة لها على نضالها ضد قمع النساء في بلادها، على حد قوله.
وقال الرئيس، في ختام قمة أوروبية غير رسمية في غرناطة بجنوب إسبانيا: إن "فرنسا ترحب بهذا الخيار القوي جدا لمقاتلة من أجل الحرية".
في بيان منفصل، حضت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آن-كلير لوجندر على "الإفراج عنها فورا فيما لا تزال محمدي مسجونة في إيران" في سجن إيفين بطهران.
وأضافت "ندعو السلطات الإيرانية إلى احترام الحقوق والحريات الأساسية للمواطنات والمواطنين الإيرانيين، خصوصا اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ووقف التمييز بحق النساء والفتيات وكذلك أعمال العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس بكل أشكاله".
متحدثة عن "الشجاعة الكبرى" لنرجس محمدي، ذكرت الناطقة الفرنسية أخيرا أن "فرنسا وألمانيا أشادتا بالتزامها عبر منحها في 2021 الجائزة الفرنسية-الألمانية لحقوق الإنسان".
وفازت الإيرانية نرجس محمدي المدافعة عن حقوق المرأة المسجونة في إيران بجائزة نوبل للسلام في وقت سابق اليوم، في خطوة جاءت بمثابة دعم للمحتجين المناهضين للحكومة.
وقالت اللجنة، التي تمنح الجائزة، إن قرارها يحمل تكريما لكل من ساندوا الاحتجاجات غير المسبوقة في إيران، ودعت إلى إطلاق سراح نرجس (51 عاما) الناشطة منذ ثلاثة عقود في الدفاع عن حقوق المرأة والدعوة إلى إلغاء عقوبة الإعدام.
وقالت بيريت ريس أندرسن، رئيسة لجنة نوبل النرويجية لـ"رويترز": "نأمل أن نبعث برسالة إلى النساء في جميع أنحاء العالم اللاتي يعشن في ظروف يتعرضن فيها للتمييز المنهجي: تحلين بالشجاعة وواصلن التقدم".